الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
جرائم وجناة بانتظار المحاكمات العادلة لجبر الضرر للضحايا
بقلم : فارس يوسف ججو
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

وإذ تستذكر منظمة شلومو للتوثيق بالم كبير  الذكرى السنوية السابعة  لجرائم الابادة وضد الإنسانية والتطهير العرقي  لتنظيمات الدولة الإسلامية في العراق والشام- داعش-  بحق المواطنين العراقيين من الكلدو اشوريين السريان والارمن (المسيحيين) في الموصل وسهل نينوى.. ولا زال الجناة المجرمين من التنظيمات الإرهابية اما خارج قبضة العدالة او في قبضتها ينتظرون المحاكمات العادلة وفق القوانين الوطنية او المواثيق الدولية والضحايا لا زالوا ينتظرون تحقيق العدالة لهم التي لن تاتي بسهولة ولا تعويض ما فقدوه سيكون سهلا أيضا.

مارست عصابات الاجرام من داعش جرائم الإبادة بحق المسيحيين في الموصل قبل 3/8/2014 في سنجار وقبل 6/8/2014 في سهل نينوى .. فالمعلوم ان التنظيم الاجرامي داعش بعد استباحته لمدينة الموصل الوحشية والذي عكس هزال وبؤس تدابير الحكومات العراقية آنذاك في توفير الحماية للمواطنين العراقيين بشكل عام وللاقليات الدينية بشكل خاص هذا من جهة فاصبحوا من جهة اخرى هدفا مستمرا للعصابات المتطرفة الإسلامية المتمثلة آنذاك ب بربرية وهمجية تنظيم القاعدة الارهابي الذي تضخما وحشية واصبح (داعش) الذي تمكن من السيطرة على المدينة في يوم 10/6/2014.

  في 4/7/2014 نصب ابوبكر البغدادي نفسه خليفة على المسلمين بطريقة دراماتيكية شابتها تساؤلات كثيرة من كان وراء ذلك؟

وبعد شهرمن سقوط مدينة الموصل ابلغ التنظيم الاجرامي -داعش- رجال الدين الطوائف المسيحية في الموصل بحضورهم لقاء مع قادة التنظيم لترتيب أمور المسيحيين في ولاية الموصل التي تديرها عصابات الدولة الإسلامية في العراق والشام، وكان مفترضا عقده في قاعة ابن الاثير الا ان رجال الدين المسيحيون كما بدا آنذاك ادركوا مخاطر هذه الخطوة بسبب من جرائم تنظيم القاعدة (الاب اللقيط ل داعش) لسنوات خلت منذ 2003 بالإضافة الى تجارب التاريخ المّرة التي عاناها مسيحيي بلاد ما بين النهرين طيلة القرون الخمس عشرة الماضية  بالاضافةا لى ما كانت تقوم  به داعش من جرائم لا تعد ولا تحصى ان وذكرى استشهاد المطران فرج رحو لا زالت طرية في الاذهان فآثروا عدم حضوراللقاء،  اغاظ ذلك قادة التنظيم الاجرامي فالحقها ببيان رقم 40 بتاريخ 17/7/2014 الموافق حسب التاريخ الهجري ليوم 19/ رمضان/ 1435هـ الصادر من ديوان القضاء ( تحتفظ منظمة شلومو للتوثيق به) وفي هذا البيان  يوضح ما كان في خطة قادة داعش الاجرامي عرضه على رجال الدين لترتيب شوون المسيحيين وهي احدى ثلاث :

1-   الإسلام

2-   عهد الذمة (وهو اخذ الجزية منهم)

3-   فان هم ابوا ذلك فليس لهم الا السيف.

اجبر مسيحيوا الموصل بترك أماكنهم واملاكهم ومقتنياتهم وحاجاتهم وحتى ادويتهم   بمهلة أعطيت لمدة ثلاث أيام فقط لمغادرتهم مدينة الموصل وبعدها ان لم يغادروا لن  يكون امامهم الا السيف كما يوكده بيان التنظيم الاجرامي.

 بدا  المسيحيون الناس يخرجون من المدينة يملاها الخوف مما يجري وفي السيطرات التي نصبتها داعش في مخارج المدينة تم سرقة كل الأشياء التي بحوزتهم وتعرضوا  الى التعذيب  والضرب والقسر والاهانة والسرقة والاعتداء ولم يفرقوا بين امراة او رجل بين طفل او كبير في السن، هنا تكمن حقيقة القائمين على التنظيم الاجرامي ومخيلتهم وتفكيرهم  في القصدية والامعان في إبادة ومحو شعب وجد منذ وجود بلاد ما بين النهرين في التاريخ وتنجلى القصدية المتعمدة في تغيير جغرافية وسكان المنطقة باجبارها على ترك اماكنها ومنعها من ممارسة حياتها الطبيعية لاسباب دينية متطرفة ظاهرها اما باطنها فهو الاستيلاء والسرقة على ممتلكاتهم ومقتنياتهم بفرض شروط ورغبات التنظيم الاجرامي القسرية والاكراهية والعنفية الواضحة في بيانهم أعلاه   والذي كانت له امتدادات دولية.

  انها أول مرة في تاريخ مدينة الموصل يجبر أهلها الاصيلين والاصليين على ترك مدينتهم عبر التاريخ ولاول مرة يحصل في الموصل ان لا يوجد فيها مسيحيون.

  انسحبوا الى بلدات سهل نينوى وكانت هذه الجرائم بمثابة دق ناقوس الخطر لبقية المواطنين العراقيين من الأقليات الدينية والاثنية والمذهبية الأخرى القاطنة في بلدات سهل نينوى فهاجم التنظيم الاجرامي بشكل مباغت مدينة سنجار يوم 3/8/2014 مرتكبا فيها جرائم إبادة بحق المجتمع الايزيدي وفرض تدابير قسرية غاية في البشاعة أدت الى قتل وخطف اللالاف منهم دون تمييز بين امراة ورجل او طفل ومسن.

 وفي يوم 6/8/2014 هاجمت عصابات داعش بلدات سهل نينوى المسيحية والايزدية مجبرا عشرات ومئات الالاف من الناس على ترك بلدتهم واللجوء الى مدن إقليم كردستان – العراق-  وكانت اكثر المناطق التي احتضنت المسيحيين هي بلدة عنكاوا في أربيل..

  وعلى اثر جرائم التهجيرالقسري وجرائم الإبادة الجماعية وضد الانسانية والتطهير العرقي بكل ما تعنيه الكلمة من استعباد جنسي او خطف أطفال او فرض شروط تغير من طبيعة الانسان  بحق المسيحيين في الموصل وسهل نينوى تمكنت منظمة شلومو للتوثيق من توثيق الخسائر المهولة ويمكن ايجازها بالارقام التالية:-

1-   المففقودين الذين تاكد استشهادهم بلغ عددهم (38)  منهن (14) امراة و (24) رجل واسماءهم موجودة في المنظمة.

2-   المختطفين من قبل تنظيمات داعش الذين لم يعرف عن مصيرهم شيء الى اليوم (34) مواطن مسيحي.

3-   عدد العوائل التي هجرت قسراً ودونت حالتها في منظمة شلومو لتوثيقها بلغ 15076- خمسة عشرة الف وسته وسبعون عائلة-  عائلة وبلغ عدد الافراد لهذه العوائل 53610 - ثلاث وخمسون الف وستة مئة وعشر عوائل- .

4-   عدد المختطفين الكلي الذين وثقتهم المنظمة بلغ 277 مواطنة ومواطن مسيحي.

5-   عدد الناجين الذين تم انقاذهم بلغ 185 مواطنة ومواطن مسيحي.

6-   عدد المفقودين 54 مواطن الى اليوم.

7-   الأموال المسروقة من المواطنين المسيحيين الذين سرقت أموالهم في سيطرات داعش بعد التهديد بشروط تنظيمات الدولة الإسلامية في العراق والشام –داعش- بموجب توثيق حكومي بلغ 7,600,000000 مليار دينار عراقي حسب كتاب مصدق من محافظ نينوى السابق ذو الرقم 5176 بتاريخ 15/8/ وكتاب اخر ذو الرقم 5183 بتاريخ 19/8/20142014. وهذا المبلغ كان لعدد عوائل بلغ 450 عائلة فقط الذين ابلغوا السلطات بما حصل لهم.

8-   تدمير 79 كنيسة ودير في الموصل وسهل نينوى وبعضها يعود الى بدايات دخول المسيحية الى العراق في القرون الأولى ولها مكانتها الروحية والتاريخية والدينية والاثارية .

9-   تدمير 7 مقابر تعود للمسيحيين وتحطيم قبور الإباء والاجداد ورجال الدين في الموصل وفي كل البلدات المسيحية التي دنستها عصابات داعش  الإرهابية في سهل نينوى، وهذه تصنف من ضمن الجرائم ضد الإنسانية في القانون الدولي.

10-   بلغت مجمل الخسائر المادية كالدور والعمارات والأراضي والمحلات والمشاريع الصناعية والتجارية والزراعية والورش الصغيرة والاليات وحقول الدواجن والبساتين والمعاصر والتي استطاعت منظمة شلومو توثيقها وفق استمارة خاصة بذلك حيث بلغ عدد المشاريع المدمرة كالاتي:

ا- 742  مشروع زراعي

ب- 1628 مشروع صناعي

ج- 2653 مشروع تجاري

الخسائر التخمينية  بالدولار لهذه المشاريع بلغت 868103256  ثمانية مئة وثمانية ستون مليون دولار ومئة وثلاث الف ومئتان وستة وخمسون لمسيحيي الموصل وسهل نينوى. وائا ما أضيفت خسائر الدور والممتلكات الشخصية والنقود والأموال والمقتنيات الذهبية والودائع ستتجاوزالخسائر بالتأكيد المليار دولار علما ان العدد التقريبي للذين تعرضوا الى التهجير القسري والخطف والاستعباد الجنسي والقتل والمفقودين والذين هاجروا خارج البلد والناجيات والناجين بلغ في سهل نينوى والموصل ال 150000 المئة وخمسين الف مواطنة ومواطن مسيحي.

 ولهذا تكون اللوحة القاتمة لاوضاع مواطنينا العراقيين من الكلدان الاشوريين السريان والارمن (المسيحيين) بالشكل التالي الذي يثبت ان ما حصل لهم كان جرائم إبادة جماعية وضد الإنسانية وجرائم التطهير العرقي على يد تنظيمات داعش الاجرامية.

 بلغ عدد المسيحيين في إحصاء 1987 ما يزيد عن مليون ونصف المليون مواطن عراقي مسيحي من هولاء حوالي 450 الف كانوا يسكنون الموصل وسهل نينوى واليوم لا يتجاوز الرقم 150 الف في سهل نينوى والموصل وحوالي 400 الف – 500 الف مواطن في عموم العراق حسب تقديرات غير دقيقة لعدم وجود إحصاءات معتمدة بذلك من جهات مختلفة حكومية وغير حكومية بسبب التهجير المستمر والتغيير في السكن والانتقالات من منطقة الى أخرى والهجرة المستمرة الى الخارج.

 نزف شعبنا في العراق اكثر من مليون مواطن  مسيحي خلال 30 سنة الماضية ولأسباب شتى مما يعني ان هناك خللا كبيرا في أداء الحكومات العراقية وخللا في المجتمع الدولي والذي عليه وضع ترتيبات بالتنسيق مع الحكومة العراقية والمنظمات المختلفة لوقف نزيف التهجير والهجرة بخلق ظروف مواتية من امان وسلام وتطور اقتصادي وفرص عمل متاحة للقادرين عليه  لتشجيع عودة المهجرين المسيحيين خارج العراق الى بلادهم رغم صعوبة ذلك ولكنه ليس مستحيلاً.

  العدالة للضحايا بجبر الضرر لهم وجلب الجناة الى العدالة

  لا بد من الإشارة هنا في هذا السياق الى تشريع "قانون الناجيات" الذي شرعه البرلمان العراقي في اذار 2021 وينتظر الضحايا تنفيذه بعدالة وان يتسم جبر الضرر للضحايا بالعدالة وان لا يشوب تطبيق القانون اية موشرات فساد او سرقة لتخصيصات الضحايا التي من المفترض ان تكون احدى وسائل توفير الأموال اللازمة لجبر الضرر ماديا هي الأموال والممتلكات المنقولة وغير المنقولة للجناة الدواعش الذين تمت وتتم محاكمتهم حسب القوانين والمحاكم المختصة وهنا ستبرز الصعوبات الفنية بملاحقة هذه الأموال والممتلكات لتداخلها مع الدول الأخرى التي توجد شكوك كبيرة حولها بتسهيل تحويل أموال الإرهابيين الدواعش والاحتفاظ بها في بنوك ومصارف ومكاتب التحويل والصرف في هذه الدول وعدا التي كانت بحوزة التنظيم الإرهابي بشكل نقدي عند التنفيذ وستكون هذه امانة بيد المخلصين والقانون يعتبر بدايات حلول سليمة لاوضاع الضحايا الناجيات خاصة من ايزديات ومسيحيات وتركمانيات وشبكيات (اتباع المذهب الشيعي) وغيرهن وكل ضحايا داعش من أطفال ورجال ونساء وكان لمنظمة شلومو للتوثيق مع 24 منظمة مجتمع مدني أخرى دور مهم في تفعيل  مشروع هذا القانون بالاستفادة من خبراء دوليين ومدافعين عن ضحايا الحروب والنزاعات بتقديم مواد تفصيلية لمشروع هذا القانون لمدة سنة تقريبا وكانت منظمة ژيان في أربيل مشكورة قد نظمت ورش عمل هذا المشروع المهم خلال سنة 2019 .

  كما لا بد من الإشادة بفريق التحقيق الدولي الخاص بجمع الأدلة والتحقيقات (اليونيتاد)  لمسائلة  تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام –داعش- حول الجرائم التي ارتكبوها بحق الضحايا وما حققه فريقها لاكثر من ثلاث سنوات (2018-2021) من نتائج مهمة بجمعها الأدلة الملموسة ميدانيا وماديا بالتعاون والتنسيق مع الدولة العراقية ومع منظمات المجتمع المدني المهتمة بهذا الامر وأظهرت تقاريرها المستمرة  في مجلس الامن بشكل دامغ حجم الجرائم المهولة التي ارتكبت بحق ابناء شعبنا العراقي جميعا وبالأخص الأقليات الدينية والاثنية منهم ومن ضمنهم مسيحيو العراق، في مسعى لملاحقتهم جنائيا ومحاكمتهم على ما ارتكبوه بمحاكم عادلة ومختصة. والعمل لا زال جاريا والتعاون مستمرا بين المنظمات المعنية والدولة العراقية وفريق التحقيق الاممي لحين الانتهاء من مهامه بشكل كامل حول ملف الجرائم الخطير هذا زالكبير بسعته والذي نسعى جميعا فيه الى

"جلب العدالة لضحايا جرائم داعش وجبر الضرر لهم بجلب الجناة من مجرمي داعش الى العدالة".

فارس يوسف ججو

ر. منظمة شلومو للتوثيق

  كتب بتأريخ :  الإثنين 02-08-2021     عدد القراء :  2607       عدد التعليقات : 0