الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الخلافات بين القوى السياسية العراقية

   بين آونة وأخرى تشتد الخلافات بين القوى السياسية ،وتبرز بين يوم وليلة مشاكل جديدة او قديمة حول عشرات المسائل التي لم تجد لها حلولا مناسبة ، لا في الدستور ولا في المحكمة الاتحادية، ولن تجد لها أي حل ما دامت العقليات السائدة في الساحة السياسية معلقة على المغانم المالية التي يتصارع على نيل حصة الاسد منها جميع الساسة ولا يتركون منها سوى الفُتات لابناء السبيل .

   تتعقد الخلافات حين يزج السياسي بكومبارس من اتباعه فيهرعون الى محطات التلفزة الفضائية ليزعقوا بما لا يفقهون وانما بالسباب والشتائم في تقمص لابطال فيصل القاسم في الاتجاه المعاكس، فهو كبيرهم الذي علمهم السحر .

   ما يؤسف له عدم النظر الى المشاكل المزمنة نظرة سياسي مخلص لوطنه ولحقوق جميع أبناء شعبه ، وغياب النظرة الاستراتيجية لمستقبل العلاقات بين جميع الاطراف سواء المذهبية او الاثنية ، فالعراق مثله مثل العديد من الدول الاخرى يضم شعوبا وديانات ومذاهب واقوام عديدة تعايشت منذ القدم وحاولت العيش بسلام ما أمكنها، ولكن مصالح بعض الفئات التي تسلطت على مقاليد الحكم في البلاد غذت الفرقة والحزازات والصراع بين الملل والنحل كي تهيمن على البلاد وتنهب ثرواتها ,

   ومن منا لا يعرف كيف استبعد الاستعمار البريطاني أكبر مكون مذهبي في العراق من الحكم ومنعه من استلام أي منصب سيادي في البلاد منذ تأسيس النظام الملكي عام 1921 حتى سقوطه عام 1958 في ثورة 14 تموز المجيدة . وسارت الحكومات المتتالية على ذات النهج حتى سقوط نظام العصابة الصدامية عام 2003 م .

   ولكن التغيير الذي حدث لم ينتج نظاما عادلا ينهض به المخلصون لبلدهم ، على العكس من ذلك ساد اللصوص واستلموا مقاليد البلاد بالتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية فظل الشعب العراقي يعاني من المصائب بمختلف اطيافه حتى وصل الى ما هو عليه اليوم من افلاس سياسي وعملية سياسية فاشلة لا تستطيع تقديم أبسط الحلول للمشاكل المتناسلة على أيدي السياسيين القابعين في قوقعة الفساد والجهل .

   بعد نحو عقدين من السنين ونتيجة لانتخابات بائسة وقفت القوى السياسية عاجزة عن تشكيل حكومة تنهض بمسؤولياتها ، ظلت تتصارع من أجل الحصول على المغانم حتى أصبح الجميع أعداء بعضهم البعض يكيلون التهم حقا وباطلا ويتوسلون بجهات خارجية للانتصار على أبناء جلدتهم وبذلك سيخسر الجميع قاعدتهم من شعب ووطن .وحين ذاك سيعض الجميع أصابع الندم ، ولات ساعة مندم .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 06-04-2022     عدد القراء :  1497       عدد التعليقات : 0