الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
نم قرير العين ايها النقي ..

((الآن وقد شارفت على الختام، ختام هذه الاوراق وربما ختام رحلتي، ايضاً، من يدري؟ احس، بخلاف، ما يقال، انني اعيش ليس "ارذل" بل اجمل سنوات العمر، بعد ان اتاح لي التقدم في العمر، التقدم في الوعي والتجربة، ان ارتشف القطرات الاخيرة في كاسي متمهلاً، ملتذاً.

وان اراه، اذ يتناقص، او يشبه لي ذلك، يمتلئ، بالحب، من جديد وعلى الدوام.

واهتف جذلاً من اعماق القلب:

اشهد انني عشت مغامرة كبرى للقلب والروح والعقل..

... وما ازال

ولكم وللناس محبتي))..من حوار مع الراحل ابراهيم الحريري

هكذا كان ابا فادي مبتهجاً بمنجزه الوطني والابداعي .. فقد قدم للعراق ومن خلال مسيرته الظافرة مع اليسار العراقي وتاريخه المشرف مع حزبه الحزب الشيوعي العراقي.. كان يردد في لقائاتنا .. لا انكسر ولن اهرم مادام لي وليد  في وطن اسمه الحزب ..

هو لم يقل كلمته الاخيرة قبل الرحيل لانه كان متماهياً مع قول معلمه ومعلمنا كارل ماركس في الساعات الاخيرة من حياته ( الكلمات الأخيرة للحمقى الذين لم يقولوا مايكفي من قبل)

وانت يا ابراهيم قلت الكثير في مسيرتك النضالية رفيقاً  قدمت ما يكفي لتكون صفحتك الوطنية ناصعة وتحملت السجون والاضطهاد والتشرد والمنافي  وكنت مانحا لكل ما تملك لبيتك الحزبي .. وصحفياً  منذ العام 1959 في اتحاد الشعب والصحف العراقية والعربية .. وكاتباً روائياً  في .. الجثة -  مسرحية الخروج  والروايات والقصص .. النبگه ..العضو  ..الانقلاب ..الاغتيال ..القيامة ..الشجرة  ..يارا -حكايات حمدان- الصبي الشيوعي.. وارتكابات على حافة الشعر وغيرها  

كنا على موعد للذهاب الى بغداد التي عشقتها ..  كان في بريدك الكثير من الكتب والروايات والحوارات التي كنت تقول ..سأبذل قصارى جهدي لانجازها .. ولكن يا ابا فادي منجزك الكبير انك  كنت وطنيا صادقا وكفيت ووفيت في انجازك الجماهيري والادبي والمعرفي والسياسي الذي  قدمت له كل ما تملك من الحماس والجهد والمال ..

اتذكر .. لازمتك التي كنت ترددها في حواراتنا ونقاشاتنا .. ( احسن من هيج ميصير ) كما واتذكر مرحك الجميل وقفشاتك التي لا تفارقك في اجمل واصعب الظروف .. ذات يوم كتبت منشورا على جدارك في الفيس حول امريكا .. وفي تعليق احد الاصدقاء قال لك ( امريكا عدوة الشعوب ) فكان جوابك العبقري ( همزين كتلي )  

نم قرير العين ايها النقي ..  فقد ارتشفت القطرات الاخيرة من كاسك متمهلاً، ملتذاً .. بتجربة  خلاقة .. وتهتف جذلا من اعماق قلبك - اشهد انني عشت مغامرة كبرى للقلب والروح والعقل-

لن اقول وداعاً .. لانك ستبقى معي الى ان نلتقي ايها الصبي الشيوعي

  كتب بتأريخ :  الأحد 26-03-2023     عدد القراء :  489       عدد التعليقات : 0