الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
}نرمين {ضحية جديدة
بقلم : شمس الاصيل
العودة الى صفحة المقالات

}نرمين{ شابة تقطر براءة وعنفوان وحب الحياة والإبداع طموحها كبير وكلما كبرت }نرمين{ وكبر الحلم ونضج الطموح ، هي لم تخطط ذات يوم أن تدور فيها عجلة الحياة إلى هكذا مطبات وطرق ، والد }نرمين{  هو أيضا له أحلامه وطموحاته وتطلعاته إلى غد مشرق لوحيدته فهي البنت الوحيدة وحظيت برعاية ربما لا يحصل عليها إلا القلة فهي تنتمي إلى طبقة الأغنياء ، ما كان يخطر ولو للحظة في بال والد }نرمين{ أن أبنته الوحيدة التي لطالما سهر الليالي من أجل أن يرى حلمه ويبصره واقعا في فرحها وفي حصولها على مركز علمي واجتماعي مهم يتناسب والطموح ما كان يخطر  أن يصل فيها الحد إلى عبور بلدان عديدة وبدون أذن منه متجهة نحو بلد الحبيب في قصة حب غريبة وغير متكافئة كانت خطوة البداية فيها من خلال موقع }نيت تلوك{ للتعارف والصداقات .
}نرمين{ الشابة العشرينية من أب عراقي وأم أجنبية ولدت في العراق ومن ثم انتقلت إلى العيش في أمريكا ومن ثم أكملت دراسة الطب في الأردن لتعود للعيش في بلد أوربي ، كانت طموحة جدا وتعمل على أن يكون لها مستقبل علمي مهم وكبرت أحلام والدها الذي وفر لها كل ظروف النجاح من إمكانات مادية ومن ظروف دراسية جيدة ، حلمه كان أن تكمل دراسة الطب ومن ثم العريس المناسب والحياة المستقرة المتكافئة ولكن }نرمين { يوما بعد يوم تتجه نحو المصير المجهول،

نقطة البـــداية التعــارف ونقطة النهاية إلى المجهول

عامين متتاليين وأسرتها تعاني الأمرّين .... في ليلة خريفية تفتح الفتاة الحالمة والمليئة طموح وفضول وتطلع ، تدخل على الشبكة العنكبوتية وتحديداً موقع (النيت لوك الاجتماعي ) لتلتقط بعض  الأيميلات للتعارف والصداقة ، }حسين{ شاب ( فلوجي ) متزوج ولديه خمسة أولاد حظه في الحياة كسائر أبناء مدينته يعاني البطالة والفقر وضياع الأحلام وغموض المستقبل ،  وجهه المحترق من أشعة الشمس يعطي مثالا لما يعيشه هذا الشاب من واقع صعب من خلال إشتغاله بالأعمال اليومية  ، انشغلت الفتاة  بهذا الزائر الجديد وبعد أيام بدأت تكلم قريناتها عنه ومن ثم أسرتها ، أحس الأب والأم أنهما أمام مأزق يجب الخروج منه في بأي ثمن إيماناً منهما أن الوقاية خيراً من ألف علاج .....
لكن إصرار  البنت غير المعادلة مما دفع ومع تقادم الأيام الى استسلام الأبوين  ، فتارة قطعت وريد ذراعها فنزف دماً  من أجل الحبيب البعيد وتارة حاولت بأي طريقة العودة للعراق من أجل الحبيب المختبئ خلف شاشة الكمبيوتر ومرة تعمل بأي وسيلة من أجل أن تعمل أقامة للشاب المحترق عمراً ومستقبلاً في بلدها الأوربي ، وكثرت المحاولات لتقتنص في الأخير رحلة والدها للعلاج إلى بلد آخر لتكمل المستمسكات  المطلوبة وتغادر إلى تركيا ومن ثم إلى أربيل قاصدة مدينة (روميو) أي (الفلوجة) ، ولكن المفاجئة كانت كبيرة والصدمة النفسية أكبر حينما أرتطمت بواقع لم تسمح لنفسها ولا لغيرها أن تفكر فيه ذات يوم ولو للحظة فحينما علم}  روميو { في وصولها إلى (أربيل) في طريقها إلى (الفلوجة)  أغلق الحبيب تلفونه واختفى عن عالم الكومبيوتر والشبكة العنكبوتية لتجد الفتاة المخدوعة  نفسها في موقف صعب جدا لم تجد له جوابا إلا الانهيار والبكاء ، أيام والجميع يبحث عن الشابة المختفية  وفي الأخير وبعد جهد جهيد وجدوها  منهارة ومنعزلة عن العالم في بيت أحد أصدقاء والدها في (أربيل ).

من المســــــؤول ؟؟

هل الأسرة أم المجتمع أم المؤسسات الحكومية ؟؟؟
على الأسرة تقع مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الأبناء وبطرق ووسائل متنوعة وكذلك حمايتهم من مشاكل وظواهر سلبية متنوعة ، وكذلك حصة المجتمع أن يعمل على ديمومة  تأثير التقاليد والأعراف والقيم الاجتماعية المتوارثة والنابعة عن الدين والمنظومة الأخلاقية لأي مجتمع شرقي محافظ والابتعاد عن كل ما يكون مرفوضا من قبل المجتمع ، ليكون جميع أفراد المجتمع في منأى عن الأخطار وعلى الأخص الشرائح العمرية التي ممكن أن تتأثر فيما يدور حولها من ثقافات أو ظواهر  مختلفة ، والمؤسسات الحكومية من الواجب أن تقوم بالتوعية من خلال مؤسساتها التربوية ومن خلال وسائل الإعلام المملوكة للتنبيه ومحاولة تطويق هذه الظاهرة وخلق جدار واقي لإبعاد الشباب عنها والتوعية حول جوانبها السلبية على أنها  علاقات تعتمد على التغرير والإيهام ولا حقيقة فيها إلا ما ندر وهي وليدة  الكبت الذي يعانيه الشباب في مجتمع محافظ وشرقي ، الكثير مثل الشابة }نرمين{ كانت هذه الأنواع من التعارف والعلاقات السبب المباشر في تبدل معادلات حياتهم وطموحاتهم وأحلامهم وفي دمار مستقبلهم وجرهم نحو المجهول .

وسيلة تعلم لا وسيلة تفكك

الوسائل الحديثة ذات التقنية المتطورة والتكنولوجيا العالية من خدمات الهاتف المحمول إلى الشبكة العنكبوتية والستلايت ، هي وسائل تطور وعلم وتثقيف وهي سلاح ذو حدين ، بالإمكان أن تكون لأي طر سواءاً في الخير أو الشر في الفضيلة أو الرذيلة أو أن تستخدم في الجوانب الإيجابية وفي الجوانب السلبية ، في حالة التوعية البناءة وصولا أن الاستعمال الصحيح وان تسخر لخدمة البشر ومن أجل راحته وصولا إلى تقليل مضارها إلى درجات يؤمن فيها المجتمع على أبناءه من  مخاطرها التي تعمل على تفكك الأسر من خلال المشاكل الأسرية بين الأزواج أولا وبين الأبناء والأسر ثانيا ، فأسرة }نرمين{ هي واحدة من الأسر التي أصبحت وسائل التقدم والتطور فيها إلى وسيلة تفكك وعناء وليس وسيلة تطور وطلب الراحة ، المجتمع إذن هو في حاجة إلى الاستعمال الصحيح لهذه الوسائل كي تصبح وسائل تقدم وتعلم وليست وسائل تفكك وتحلل.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 21-04-2010     عدد القراء :  3483       عدد التعليقات : 0