الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
المسرحيون العراقيون ينثرون الورد على ساعات يوم المسرح العالمي
الأربعاء 31-12-1969
 
بغداد: كان صباح يوم (الخميس) السابع والعشرين من اذار / مارس في المسرح الوطني ببغداد استثنائيا، اذ اجتمع فيه الفنانون العراقيون للاحتفال بيوم المسرح العالمي، وشاركوا زملاءهم في انحاء العالم متعة الصعود على الخشبة والارتقاء في فضائها الثقافي الفسيح، ويباركون عظمة الرسالة التي يحملها،
فيما زينت جدران الصالة الكبيرة عشرات الصورلكبار الفنانين العراقيين من الراحلين والاحياء ممن لهم بصمات في المسرح العراقي حيث كانت الصورة الاولى للفنان الرائد حقي الشبلي وجاءت من بعده صور زملائه عبر السنوات الطويلة، فيما اقيمت فعاليات فنية ومسرحية وثقافية اعدتها دائرة السينما والمسرح، اكدت على عمق اواصر العلاقة بين المسرح والفنان العراقي الذي يعتز بتجربته الابداعية وتاريخه الحافل بالانجازات والجوائزعلى الاصعدة المحلية والعربية والعالمية، وبين الشعب العراقي الذي يعشق الفن المسرحي، وتباهى بكون هذا الفن عريقا في بلده.
وعلى الرغم من التهديد الذي دخل المسرح الوطني بعدم اقامة الاحتفالية، وكاد يعكر صفوها الا ان الفنانين لم يأبهوا به، ورغم صعوبة الوصول بسبب الاحداث التي مازالت تهيمن على الشارع البغدادي، الا ان الفنانين وصلوا وانطلقوا الى صالة العرض يشاهدون الفعاليات التي كانت تعبر عن اصرارهم على ان يفتحوا ابواب قلوبهم للجمال والمحبة، وينثروا الورد على ساعات يومهم العالمي الذي يمثل لهم عرسا زاهيا.
كانت الصور الفوتوغرافية التي ارتفعت على افاق صالة البناية مرتبة بشكل جميل وهي ملتقطة بعدسة المصور الفنان علي عيسى الذي يحتفل كل عام بـاقامةمعرض كبير يظهر فيه الذاكرة المسرحية، وقال علي : انها من ارشيفي الخاص الذي واكبت فيه الفنانين من سنوات طويلة، والمعلرض تعبير عن الوفاء لهؤلاء الفنانين واعتوزازا بما قدموه للفن العراقي.
وبما ان يوم المسرح العالمي تقليد عالمي سنوي يعبرعن الثقافة المسرحية وتلقى فيه كلمة من احد رموز المسرح العالمي، فقد كانت كلمة هذا العام للمخرج الكندي المعروف روبير لوباج الذي اختاره المعهد الدولي للمسرح لكتابة رسالته التي اكدت على ان الانسان هو العقل الابداعي الاول الذي خلق المسرح وابتكرها كي يجمل حياة البشر) وحملت عنوان : (حكاية ولادة المسرح لطمأنة الذين يخشون الاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة على الخشبة)، وقد القى الكلمة على مسامع الفنانين العراقيين الفنان العراقي عزيز خيون وقال فيها جاء فيها: (الفرضيات حول نشأة المسرح عديدة، لكن ثمة فرضية تستهويني أكثر من غيرها، ولها شكل حكاية أسطورية في إحدى ليالي ذاك الزمن السحيق، تجمع رجال في مقلع للحجارة طلباً للدفء حول نار مشتعلة وتبادل القصص والأحاديث. وفجأة خطر في بال أحدهم الوقوف واستخدام ظله لتوضيح حديثه، ومن خلال الاستعانة بضوء اللهب، استطاع أن يُظهر على جدران المقلع شخصيات أكثر جسامة من أشخاص الواقع، فانبهر الآخرون، وتعرفوا من دون صعوبة إلى القوي والضعيف، والظالم والمظلوم، والإله والإنسان البائد.
واجاء فيها : وفي أيامنا هذه حلت مكان نيران المباهج التي توقد في المناسبات الخاصة والأعياد الأضواء الاصطناعية، وجرى الاستعاضة عن جدران المقلع بآلات المسرح المتطورة لكن مهما كان رأي المحافظين، فإن هذه الحكاية تذكرنا بأن التكنولوجيا تواكب المسرح منذ نشأته وأنه يجب عدم النظر إليها وكأنها تهديد له وإنما كعنصر موحد، كما يتوقف بقاء الفن المسرحي على قدرته في إعادة اكتشاف نفسه من خلال دمج أدوات ولغات جديدة. وإلا فكيف للمسرح أن يبقى شاهداً على التحديات الكبرى لعصره، وأن يشجع الوفاق بين الشعوب إن لم يثبت هو نفسه عن انفتاحه، وكيف له أن يتباهى بتقديم حلول لمشاكل التعصب والاستبعاد والعنصرية إذا كان في ممارسته الفعلية يرفض الخلط والدمج؟ يجب على الفنان في سعيه إلى تمثيل العالم بكل تعقيداته أن يقترح الأشكال والأفكار الجديدة، وأن يثق بذكاء المشاهد القادر على تمييز الجانب الإنساني في اللعبة المتواصلة بين الضوء والظلام.
واختتمت بهذه الجملة الجميلة : ( صحيح أن الإكثار من اللعب بالنار يعّرض الإنسان لألسنة اللهب، لكن الإنسان يمنح نفسه أيضاً بهذه المجازفة فرصة الإبهار والتألق)
بعدها القى المدير العام لدائرة السينما والمسرح الدكتور شفيق المهدي كلمة الدائرة التي اكد على المحبة والتعاون، واشار الى ان الدائرة يجب ان تنهض بالمبدعين وان على الجهات الاخرى ان تلتفت الى الفنان وتوليه حقه من الاهتمام والرعاية وان تجعل المسارح جزء من اهتماماتها وتوجهاتها على مستوى الاعمار والحضور والتفعيل.
، واضاف : سنشهد تفعيلاً لدور المسرح والفنانين في مجال السينما والمسرح وسنحاول استقطاب الفنانين الذين هاجروا خارج الوطن والارتقاء بالمستوى الفني والاجتماعي والمادي للفنان العراقي الذي قدم جهوده دائما من اجل ارساء قواعد للمسرح العراقي والذي تشهد له مهرجانات ومسارح عربية ودولية.
وقدمت الفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية لوحتين راقصتين جميلتين تحملان عنوانين هما (سمعت بغداد تناشدني) و (العراق الموحد) عبرتا عن عمق المحبة لبغداد العظيمة التي مازالت تعاني من الظروف الحالية وتغنتا بالعراق الواحد الموحد الذي يضم تحت جناحيه ابنائه كافة ويحتضنهم بعراقته وحضارته وقلبه الكبير، وكانت اللوحتان تتميوان باللجهد المبذول من قبل اعضاء الفرقة الذين رسموا بأجسادهم عبارات الامل والتفاؤل بمستقبل العراق المزدهر.
ثم تخلل الاحتفالية عرض للجالغي البغدادي الذي عزف نغماته التراثية على وهج استمتاع الحضور بالفلكلور، ثم جرى بعد ذلك تكريم كوكبة من الفنانين من مختلف الاجيال، من الرواد والشباب، في خطوة هي الاولى من نوعها تتبعها الدائرة، تم تكريم ثلاثين مبدعا من مختلف المحافظات العراقية، وهذا تقليد لم يسبق للدائرة ان عملته، وهذا ما اسعد فناني المحافظات الذين وجدوا نفسهم في دائرة الضوء والاهتمام، كما تم تكريم للشهداء من الفنانين الذين استشهدوا في احداث العنف الارهابية، وهذه الالتفاتة نالت الثناء من الحضور الذي وجدوا فيها وفاء جميلا ونبيلا للراحلين،وفي
الختام
عرضت مسرحية (دائرة العشق البغدادية) للمخرجة د. عواطف نعيم للنجاح الذي حققته اثناء العروض التي قدمتها في المدة السابقة، لتكون مسك ختام الاحتفالية بيوم المسرح العالمي.
وقالت الدكتورة عواطف : عرضنا عملنا احتفاء بيوم المسرح العالمي، كنوع من التحدي والقول من ان الحياة يجب ان تستمر وان الجمال يجب ان يستمر وانه جزء من حياتنا، وان نعتلي خشبة المسرح في يوم عرسنا العالمي، نحن صناع الحياة ونحن صناع ثقافة وحضارة وطن، ولا يليق بنا ان ننكفيء ونختبيء في بيوتنا ونوئد حرية التعبير والثقافة عن المبدع العراقي تحت اي ظرف من الظروف، لان العراق اولا واخيرا ملكنا كلنا، والمسرحية تؤكد على ان العراق ابن الجميع وان نحميه ونحفظه، واضافت : لقد اعجبني في الاحتفالية اصرار الفنانين العراقيين على الحياة ورغم كل المخاطر ووصلوا الى المسرح بعنادهم على الرغم من التهديدات التي قالت (انتم تتحملون المسؤولية اذا ما احتفلتم الليوم)، لكن الفنانين اصروا واقاموا الاحتفالية وباركوا المسرح العراقي واصراره على المواصلة وتواصله مع العالم، هذا الاصرار اسعدني،لقد كانت الاحتفاية مفعمة بالمحبة، وتنبق عن امل وتواصل للابداع وتحفيز للفنانين على العطاء.

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
الحكم بالسجن 15 سنة لعميد كلية الحاسوب في جامعة البصرة
سكان قرية كوردية يتحدون للتخلص من كهرباء المولدات نحو الطاقة البديلة
حدث غير مسبوق في السعودية.. عرض أزياء بملابس البحر في فعاليات "أسبوع الموضة في البحر الأحمر"
بعد إخفاقه بانتخاب رئيسه.. الكتل البرلمانية تناقش تأجيل الجلسة والاستعانة بالمحكمة الاتحادية
الهجرة "عمود فقري" للاقتصاد الأميركي رغم الخطاب المناهض لها
قتال عنيف في رفح بعد دخول أول شحنة مساعدات عبر الميناء العائم
من العراق إلى غزة.. طبيب أمريكي يطلق نداءً من خان يونس: أوقفوا الحرب
في اربعينية كوكب 12 ايار/مايس هذا النص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة