الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
أدباء: صناعة الكتاب العراقي تعاني أزمة حقيقية
الأربعاء 31-12-1969
 
البصرة - اصوات العراق: وصف أدباء وكتاب عراقيون في البصرة جنوبي العراق أن صناعة الكتاب في العراق تعاني أزمة حقيقية وتعد متخلفة بالقياس إلى بلدان العالم،
مشيرين إلى إن ابرز أسباب ذلك هو عدم تبني المؤسسة الحكومية نشر نتاج الأدباء وغياب دور النشر وسوء التوزيع فضلا عن عزوف دور النشر عن نتاج الكتاب الشباب.
وتحدث القاص محمود عبد الوهاب عن أزمة صناعة الكتاب وتوزيعه للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق ) منوها الى انه "على الرغم من اجتياح ثورة (المعلوماتية) عالمنا بعد هذا التفجر المعرفي الكبير والتحولات الجوهرية في وسائل الاتصال والنشر الالكتروني التي تعد من أهم سمات التقدم المعرفي والتكنولوجي، فإننا ما زلنا نعاني من أزمة صناعة الكتاب الورقي وطباعته وإخراجه وتوزيعه."
وأوضح  "لهذه الأزمة أسباب عديدة منها ما يتصل بالمؤلف الشاب الذي لا يملك ما يسد تكاليف طبع كتابه على نفقته الخاصة لعزوف عدد من دور النشر عن كتب المؤلفين الجدد، وإقبالهم على إصدار كتب كبار المؤلفين المعروفين الذين هم يعانون أيضا من تدني المردود المادي لكتبهم الصادرة".
وتابع "يضاف إلى ذلك ضعف تسويق الكتاب وتوزيعه على الصعيدين المحلي والخارجي وارتفاع سعره مما جعل إقبال القراء على شرائه ضئيلا للتباين الحاصل بين محدودية مدخولاتهم وارتفاع مستوى المعيشة ولانصراف عدد من القراء إلى وسائل اتصال حداثية كالانترنيت والتلفاز".
وزاد "ولمعالجة هذه الأزمة يجب أن تضمن حقوق المؤلف قانونا وان تقوم الدولة بالتشجيع على إنشاء دور نشر أهلية (خاصة)، و(مساهمة) والتحفيز بالتسهيلات الممنوحة لتلك الدور على تحديثها بالأجهزة للارتقاء بطباعة الكتاب وإصداره وتوزيعه بما يكفل للمؤلف والقارئ ودار النشر حقوقهم المادية والمعنوية جميعا " .
إما الدكتور لؤي حمزة عباس  القاص وأستاذ مادة النقد  في جامعة البصرة  فقال " تشكل صناعة الكتاب اليوم حلقة أخرى في مسلسل غيابنا عن العصر، هذا العصر الذي بدأ يواجه مشكلة جديدة باتجاه تخطي الكتاب المطبوع إلى الكتاب الرقمي."
واضاف "الحقيقة التي علينا مواجهتها هي وقوفنا عند مشارف القرن التاسع عشر في التعامل مع الكتاب صناعة وتسويقاً، هذا الكتاب الذي يبدو في أحيان كثيرة عالة على صانعيه ومسوقيه لما يتميزون به من فهم بدائي للتعاطي مع المطبوع.."
وتابع "بالتأكيد لم يعد الكتاب كائناً أسطوريا بجناح واحد اسمه المؤلف أو النوع الكتابي أو المحتوى، بل هو اليوم سلعة واقعية تخضع لمتطلبات القارئ، وتوجهاته الذهنية والذوقية، بالدرجة نفسها التي تخضع فيها لموجهات التأليف.. "
وتابع "والكتاب العراقي، للأسف الشديد، يقف في آخر السُلّم العربي والعالمي، فلم تتأثر صناعة الكتاب  في "عراق التحولات السلبية" كما تأثرت صناعة الكتاب.. "
وزاد "حضرنا عددا من معارض الكتب في ألمانيا ولندن، وغيرها ،والتقينا بعدد من الناشرين وأصحاب دور النشر العربية  الذين تعد المطبوعات التي تصدر عن دورهم متميزة ، لكنهم أشاروا إلى إنهم عند حضورهم مثل هكذا معارض واحتكاكهم بالناشرين من العالم يجدون أنفسهم متخلفين كثيرا في هذه الصناعة التي وصل العالم إلى تقنيات عالية فيها ".
من جانبه قال الشاعر كاظم الحجاج "منذ أن بدأنا القراءة في الخمسينات، كنا نتردد في اقتناء الكتاب العراقي، لعدة أسباب منها غلافه البدائي الذي يشبه الكتب المدرسية، فهو غلاف خال من الجذب لاقتصاره على اللونين الأبيض والأسود، في حين كان الكتاب المصري واللبناني بالألوان والرسوم المتقنة، فضلا عن ان الكتاب العراقي يعاني من تدني مستواه الطباعي وكثرة أغلاطه الطباعية".
وأضاف "كما كنا نعاني من عدم وجود دور نشر عراقية أهلية وحكومية، بل كان كل ما هو موجود المطابع اليدوية العتيقة في بغداد والبصرة والنجف، وينطبق الأمر على صحفنا ومجلاتنا وبهذا اكتمل الاعتماد على المجلات والكتب المصرية التي كانت تصل بالطائرة في يوم صدورها هناك وبأسعار تعادل سفر الكتاب والمجلة العراقية ان لم تكن اقل".
وتابع "ثم إن المؤلف العراقي يعاني لحد اليوم من الثمن البخس الذي يحصل عليه من طباعة كتابه، بل ربما أصبح مدينا للمطبعة. إضافة إلى سوء التوزيع حيث يقوم الكاتب بنفسه بتوزيع كتابه، في حين نجد أن الكاتب المصري والعربي يحصل على أجور باذخة مع حصوله على الانتشار السريع من خلال التوزيع المتقن لكل البلاد العربية ".
واقترح الحجاج إنشاء دور نشر أهلية وحكومية كبيرة، تمتلك إمكانات الطباعة الجيدة والتوزيع المتقن.
وزاد" كما نقترح التنسيق مع وزارة التربية لشراء آلاف النسخ من الكتاب العراقي وتوزيعها على المكتبات المدرسية بعد إعادة تأهيلها مع ضرورة طباعة من الكتاب بمائة ألف نسخة على الأقل، لكي يحصل المؤلف العراقي على أجور محترمة لكتابه، تغنيه عن انتظار الرواتب والمكرمات من الدولة أو سواها، ولا باس من التنسيق مع ملحقاتنا الثقافية في الدول العربية لتسويق الكتاب العراقي ولو مجانا ".
 من جانبه قال الشاعر صفاء ذياب لـ (اصوات العراق)  "يبقى هاجس الكتاب يراود الكاتب حول منتجه، ذلك الوليد الذي ينتظره فكيف به حين يراه مشوها، ومركونا في زوايا غرفه دون توزيع".
واضاف "أننا نفتقر إلى حركة نشر حقيقية في الساحة العراقية عموما، إلى الدرجة التي لا نملك دار نشر تتبنى طباعة النتاج الثقافي وهذه هي مشكلة كبيرة بحد ذاتها إذا لم ننظر باحترام إلى نتاج أدبائنا وكتابنا ونهتم بإبداعهم ".
ولفت الى ان ذلك "مسؤولية كبيرة تقع على المؤسسات الثقافية ومسؤولية الدولة، فضلا عن نشاط آخر يجسد ضمن القطاع الخاص المتمثل بدور النشر الأهلية وهي ثقافة بحد ذاتها نحتاج إلى تفعيلها أيضا وهذا ما نفقده  تماما إلى درجة أنه ليس هناك دار نشر خاصة  تعنى بنشر المطبوع والاهتمام فيه ومن ثم جعله بموازاة الكتب التي تنتج عربيا على الأقل ان لم نقل عالميا ".
ويرجع صاحب مطبعة الضياء محمد حيدر اسباب تخلف صناعة الكتاب العراقي الى الجانب الفني الذي لم تساهم في تطويره التقنيات الحديثة المستوردة في معظم محافظات العراق لاسيما في بغداد والبصرة والنجف.
وقال نحن لدينا مطابع وأيدي عاملة ماهرة لكن الكلفة تكون عالية وبالتالي سيقل الهامش الربحي، فمثلا إن الحبر لا يستخدم منه الأصلي بل أن التاجر العراقي يأتي بأنواع رديئة من الأحبار وعند عملية فرز الألوان لا تكون النتيجة جيدة، أي أن رداءة المواد الأولية في صناعة الكتاب هي التي أدت إلى تأخير هذه الصناعة، وهذا سبب مباشر، كما اعتقد أن القائمين على طباعة الكتاب همهم الأول هو الربح وهذا ينعكس على الجانب المادي وعلى الكتاب."
الفنان التشكيلي والمصمم صدام الجميلي يرى "أن أهمية صناعة الكتاب تقع في أساسها على وعي المجتمع الثقافي واخص بالأساس  منجز الكتاب، أي الكاتب"
وتساءل " ماذا يعني للكاتب ان ينتج كتابا؟ ومن اجل من وما الدافع..بالتأكيد سيأتي جوابه من اجل الوعي والجمال والسعي نحو المثال"
وأضاف " إذن فكيف لنا ان نجهل أو نتجاهل صورة الكتاب وهي سحنته الأولى واعتقد ان من يحترم منجزه الثقافي والمحتوى الذي قدمه عليه ان يفكر حتى النهاية بشكل المطبوع  تماما كما يفكر الإنسان بصورته."
واستطرد ان "الكتاب حضور الكاتب أولا في غيابه كإنسان، والحضور الإبداعي لا يمكن تجزئته وخلاصة القول هنا انه مفهوم عميق ومثير ومصيري يطرح بلغة رثة لن يكون له أية قيمة "
وتابع "وكتاب قيم بثياب وسخة لن يكون له أي معنى ويكون معاقا ابتداء وذلك لعدم وعي الكاتب بالثقافة البصرية التي تمثل معادلا لمنجزة اوعدم حرص الكاتب على الانطباع الأول لمنجزة ثانيا.
وزاد "فالكتاب الأنيق لوحة وتحفة فنية بغض النظر عن محتواه ثم أن معظم الكتب العراقية جاءت بتصاميم غير جيدة وبطباعة مخزية وبالتالي شكلت تلوثا بصريا تماما كنص رديء فالغلاف الرديء نص رديء لا يسمح لنا بقبول ما وراءه إلا بصعوبة وبعمليات قيصرية "
وحول دور النشر أشار الجميلي "لا يوجد في العراق دار نشر تحترم الكتاب حتى دار الشؤون الثقافية لا تعي معنى الغلاف وأهمية صناعة الكتاب وكأن مسؤوليها لا يرون ما يحدث في العالم من تطور في صناعة الكتاب حتى اليمن وهي أفقر الدول تنتج كتابا لن يصل إليه مطبوع وزارة الثقافة بعد عشر سنوات."
واضاف "نحن نعاني من عدم احترام لمنجز الكتاب العراقيين ومن ثم يظهر الكتاب كما هو عليه تماما ككتابة نص مهم بخط رديء على ورقة نفاية فمن أين سيأتي قبولنا لقراءته فضلا عن مشكله ترك التصميم لمن هب ودب ليعيث بوعينا البصري ويلوث أرواحنا."
وخلص قائلا "هنا نكتشف مدى  قصور وعي الأديب العراقي عن فهمه للمطبوع.. أليس المطبوع آخر ما يتبقى من أي منجز ثقافي؟."

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
الحكم بالسجن 15 سنة لعميد كلية الحاسوب في جامعة البصرة
سكان قرية كوردية يتحدون للتخلص من كهرباء المولدات نحو الطاقة البديلة
حدث غير مسبوق في السعودية.. عرض أزياء بملابس البحر في فعاليات "أسبوع الموضة في البحر الأحمر"
بعد إخفاقه بانتخاب رئيسه.. الكتل البرلمانية تناقش تأجيل الجلسة والاستعانة بالمحكمة الاتحادية
الهجرة "عمود فقري" للاقتصاد الأميركي رغم الخطاب المناهض لها
قتال عنيف في رفح بعد دخول أول شحنة مساعدات عبر الميناء العائم
من العراق إلى غزة.. طبيب أمريكي يطلق نداءً من خان يونس: أوقفوا الحرب
في اربعينية كوكب 12 ايار/مايس هذا النص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة