الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
مرثية الى نساء الـ 25 بالمائة
الأربعاء 31-12-1969
 

عبدالمنعم الاعسم

اذا لم نطلق هذا السؤال اليوم، فلا فائدة من اطلاقه غداً, وهذه هي هوية الاسئلة المسؤولة والجارحة والاستثنائية، إذْ تدور على نفسها مرتين لتستقر في نهاية الامر امام الجميع كمطرقة قاض عادل، بل لتدوي، وتبقى تدوي، حتى يبادر احد الشجعان الى الاجابة عنها، من غير لف ودوران.
انه سؤال غير قابل للمساومة، ولا للتأجيل او للشنق، فقد ولد توا بولادة تشيكلة الرئاسات الحكومية، ولا مجال إلا لتسجيله في دائرة النفوس، ووضعه في طابور المواليد الاصحاء:
اين المرأة العراقية مما سيجرى؟ وقبل هذا اين المرأة مما جرى؟ من مفاوضات الكواليس؟ واين هي من الجدل حول الاستحقاقات؟ واين حقها المشروع في المشاركة في تقرير مصائر البلاد
ومستقبل عملية التغيير؟ ولماذا لم تدخل الـ25 بالمائة من النساء في قوائم الترشيحات الى المراكز العليا؟ ومن هو المسؤول عن إبعاد المرأة بمسافة تاريخ يمتد الى عصور الجهالة والتخلف، إذ كانت المرأة بمثابة عار لا يصح اشهاره؟ ومن هو وراء تغييبها بمسافة جغرافيا تمتد الى صحراء وخيام بعيدة حيث تفسد صلاة المرء “عندما يمر امامه كلب او حمار او امرأة”؟. كل هذه الاسئلة ليست من النوع الذي يستحيل الجواب عنه، لكن الجواب عنها من النوع المسكوت عنه، فالمرأة تقدمت في مجلس الحكم على قانون اعترف لها بالمكانة اللائقة، وقبَلها البعض على مضض، وجعلها البعض الاخر “فضلة” انتخابية، وسمح لها البعض الثالث بالمرور كقدر يجب ملاينته مؤقتا، او كعاصفة ينبغي الانحناء لها ريثما تمر وتهدأ .بل ان العدد القليل من النساء اللواتي تبوأن مناصب حكومية مرموقة في خلال عامين من عمر التغيير كن تحت طائل الشبهات والاساءات والشكوك والاستهزاء من قِبَل حراس التكايا القديمة، وجيوب التخلف والقبلية والبداوة والفساء والتهريب والضلال، من اجل ثنيهن عن فكرة منافسة “قامات ومهابة” الرجال (اولا) وثني بنات جنسهن عن التفكير في حق المساواة في الفرص والمسؤولية(ثانيا) ولفلفة حقوق النساء المدنية والانسانية وجدارتهن بقوانين متحضرة(ثالثا). ويبدو انه، من زاوية معينة، لم تعد ثمة فائدة لنساء الـ 25 بالمائة بعد انتهاء وظيفتهن كديكور انتخابي، حيث انتهت الحاجة اليهن كارقام ترفع مناسيب التصويت بالنسبة لبعض القوائم، وما كان لاكثر من خمسة عشر مليون من النساء ان يحلمن بعهد جديد يعتقهن من الكذبة المتداولة التي يتعلمها الاولاد في المدارس عن دورهن التاريخي في الحروب “لتضميد الجرحى والعناية بالاطفال فيما الرجال يحاربون الكفار” كما لا ينبغي لهن ان يتطلعن الى عهد السلم ليشاركن في اعادة البناء وتوسيع المعارف والتفكير في اختصار سبل التنمية. الصورة الاختزالية الكاريكاتيرية لنساء الـ25 بالمائة هي الاتية: لقد شاركتِ ايتها المرأة في التصويت..بارك الله فيك..والآن، ارجعي الى منزلك، راضية مرضية، فالسياسة بحر، وانت لا تجيدين العوم، والحكم بحاجة الى عيون وانت عمياء.ــــــــــــــــــــــــــــ ..وكلام مفيدـــــــــــــــــــــــــــ“الحرية لا يمكن ان تُعطى على جرعات، فالمرء اما ان يكون حرا او لا يكون”. مانديلاجريدة(الاتحاد) بغداد

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
مشروع يعيد اشجار العراق "المهاجرة" بـ 100 الف شتلة
تسجيل 333 انتهاكاً بحقهم.. صحفيون عراقيون يكسرون صمتهم في اليوم العالمي لحريتهم
جمال الأجواء يجذب السيّاح إلى بحيرة سد دهوك: ارتفاع منسوب المياه انعشها
جرف الصخر العراقية.. أهمية عسكرية استثنائية
التجارة الأوكرانية: العراق تعاقد مع شركة وهمية لتطوير حقل "عكاز الغازي"
امرأة عاشت قبل 75 ألف عام بالعراق.. اعادة تكوين رأس "شانيدار زد"
مؤرخة أميركية: ما تشهده الجامعات غير مسبوق "منذ حرب فيتنام"
يعملون في عيدهم.. 1 أيار "يوم بلا فرحة" لعمال العراق
التغير المناخي "يُهجّر" 100 ألف عراقي من مناطقهم
مداهمات واعتقالات في جامعة كولومبيا.. والسبب غزة!
كيف أصبح الأول من مايو عيداً لعمال العالم؟
بعد سنوات من التعثر، هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية؟
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة