يعد متنزه بارك السعدون الواقع وسط بغداد، من المتنزهات القديمة المعروفة بحدائقها الغناء, الجميلة باشجارها الباسقة وازهارها المتنوعة الزاهية، وصفه البغداديون بـ(جنة بغداد) حيث كان يمثل لهم متنفسا ومكانا للترفيه والترويح، يتمتعون بمناظره الخضراء الخلابة، وباجوائه الهادئة الساحرة ويعود تاريخ بارك السعدون الى الثلاثينيات من القرن الماضي، فقد اقامته السلطات البريطانية ليكون مكانا ترفيهيا مريحا ترتاده عوائل الخبراء الانكليز العاملون في بغداد انذاك، ولهذا جاءت تسميته بـ(بارك السعدون) ويتكون هذا المتنزه الترفيهي من اربع حدائق كبيرة متداخلة، كل حديقة تتميز عن الاخرى باشجارها وزهورها، حيث زرعت بشكل هندسي زراعي جميل، فيه تجد اشجار الصنوبر والرارنج والنخيل والسدر (النبك) وتمر الهند وزرع الياس والياسمين و ورود الجوري والقداح والدفلة بانواعها المتنوعة الملونة الجميلة.وتتوزع المساطب الخشبية المخصصة للجلوس، والمطلية باللون الاخضر في ارجاء حدائق المتنزه ..وتوجد ساحة دائرية واسعة مبلطة بالسمنت وسط احدى الحدائق ذات عمق تكاد تكون شبيهه بالجفرة تملأ احيانا بالماء, خصصت لالعاب الدراجات الهوائية والنارية وتنتشر اعمدة الكهرباء في المتنزه لتضيء ارجاءه اوقات الليل، اضافة الى وجود انابيب المياه بنوعيها (الخابط والصافي).
لقد بقي متنزه بارك السعدون يزهو بحلته القديمة الجميلة ومناظره الخضراء الخلابة لفترة طويلة وسكنة محلات بغداد القديمة القريبة منه يحسبونه بمثابة (رئة بغداد) يرتادونه في مناسبات الاعياد ويقضون فيه اجمل واسعد الاوقات، حيث يجدون فيه الراحة والمتعة, فالعوائل البغدادية تتوافد اليه مع اطفالهم للتمتع بالالعاب الترفيهية التي كانت تنصب قبل ايام الاعياد كالمراجيح ودولاب الهواء وركوب الحمير والخيول والدراجات الهوائية، اضافة الى ذلك فأن بارك السعدون كان مكانا مناسبا ومريحا للتلاميذ والطلبة للقراءة والدراسة وخاصة في الايام التي تسبق الامتحانات المدرسية والجامعية.