الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
أشهر ملوك وحكام العراق يقبعون في محال الأنتيكات
الأربعاء 24-10-2012
 
بغداد – محمد ناصر

يروي ضياء زامل (45 عاماً)  تفاصيل هوايته في جمع المسكوكات النقدية العراقية، وصور ومقتنيات الملوك والرؤساء الذين تعاقبوا على حكم العراق على مر العصور.

ويقول زامل وهو صاحب محل قديم لبيع المسكوكات النقدية الورقية والحديدية في ساحة الميدان، حيث تقع بالقرب من المؤسسات الحيوية للحكومات في العهد الملكي، انه في العام 1974 بدأ بجمع المسكوكات والطوابع عندما كان يعمل مع والده في هذه المنطقة وأعجب بموجودات سوق التراث القديم.

ويتابع بالقول، وهو ينفض الأتربة والغبار عن ورقياته القديمة في محله، ان جميع الملوك والحكام باتوا اليوم يقبعون في محله الصغير الذي لا تتجاوز أبعاده الثلاثة أمتار.ويحتوي محل ضياء زامل، وهو موظف في وزارة السياحة، على رفوف كثيرة وضعت فيها آلالاف من العملات النقدية منها حديدية وفئات اخرى من الورق، حتى أن المتتبع لكل هذه العملات يندهش من قدمها ورائحتها المميزة القديمة التي مضى عليها زمن طويل وهي مخزونة بطريقة يمكن الحفاظ عليها من القوارض والتلف والظروف الجوية.

وفوق ذلك هناك دروع وباجات وصور للرؤساء (فيصل الاول والملك غازي وفيصل الثاني والزعيم عبد الكريم قاسم).

ويشير الى ان محله تاريخي، فيه حقب متنوعة تبدأ من العام 1920 وتنتهي في العام 2003، وان افضل الموجودات هو ما يعود الى عهد الملك فيصل الأول.

ويروي ضياء زامل قصته كيف أنه كان لاعباً لكرة القدم في فريق شباب القوة الجوية، ومن ثم لعب لصالح فريق السياحة، لكن حبه لجمع المسكوكات جعله مولعا بمنطقة الميدان وأصبحت ملاذه والمقر الذي يمارس فيه هوايته المتمثلة بجمع الانتيكات والصور والمسكوكات والاتجار بها.ويقول: بدأت مراحل جمع العملة عن طريق شرائها او تبادلها مع الاصدقاء، اعطيهم ما موجود عندي منه بكثرة، وآخذ ما مفقود، ومن ثم دفعت الظروف الاقتصادية في عهد النظام الدكتاتوري الكثير من الناس الى بيع مقتنياتهم لشراء رغيف الخبز، فكانت فترة ذهبية بالنسبة لي في جمع المسكوكات، فـ"مصائب قوم عند قوم فوائد" كما يقول.

ويضيف زامل، بينما يلملم ما تبعثر على الارض من طوابع وعملات نقدية لضيق محله الذي لم يعد يتسع للمزيد، "أتمنى ان تعرض كل هذه الأشياء في متحف يستطيع الناس ارتياده والتعرف على الحقب الزمنية لتاريخ العراق".

ويذكر بأنه كان أحد المشاركين في معرض العائلة المالكة الذي اقامته محافظة بغداد، ووصف هذه المبادرة بـ"المجدية"، وهي حلقة تواصل بين مقتني التراثيات. كما لم يخف فرحه بالشهادة التقديرية التي نالها نظير مجهود سنوات من الجهد والعمل.اما ما موجود عنده ولا يمتلكه الاخرون فهي مجموعة أسبوع الاعمار للملك فيصل الثاني بمناسبة افتتاح مشاريع الثرثار وجسر بغداد وسد الموصل والاسكان في العام 1956.وبما ان العملات النقدية القديمة تندرج ضمن التراثيات ومع مرور الزمن تصبح من الاثريات، فان جهات عدة عرضت عليه شراء مقتنياته النادرة لوضعها في معارض خاصة، ومنها حكومة اقليم كردستان العراق، ودولة قطر.

ويوضح ان العملات النقدية تقيم بحسب تاريخها الزمني، والكمية المطبوعة منها، فاذا كانت قليلة اصبحت نادرة، وان طبع منها الالاف فقدت بعضا من قيمتها. ويكشف ضياء عن انه اشترى عملة ورقية فئة عشرة دنانير تعود لعهد للملك فيصل بسعر 1100 دولار، وعملة أخرى عليها صورة الملك فيصل الثاني وهو طفل، بمبلغ 1400 دولار.

ويرتاد ساحة الميدان العشرات من الباحثين في التراث والهواة يوميا، فكل يبحث عن ضالته، فهناك من يشتري الفخاريات وآخر يفضل الزجاجيات واللوحات والاواني وصور الرؤساء والطوابع والانواط والدروع.

ويقول اللاعب السابق لكرة القدم الذي ضل طريق الشباك وتولع بالاثريات: انه لا يمانع بأن يعير المتحف العراقي نوادر لعملات يعود تاريخها الى حقب قديمة بهدف الحفاظ عليها، ويعرب في الوقت نفسه عن أسفه لتهريب هذه العملات الى خارج العراق، وبالاخص القطع النقدية الذهبية والدنانير التي تعود الى العصور الأموية والعباسية، والتي يحتفظ بالكثير منها.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة
صراع الممرات: طريق التنمية من منظور تاريخي وباب التعاون بين بغداد وانقرة
"النجباء" توعدت بالانتقام وفصائل عراقية تقصف إيلات
اللجنة الثقافية في الاتحاد الديمقراطي في كاليفورنيا تضيّف الدكتور سلام يوسف في (قراءات في ملحمة كلكامش)
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة