الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
العنف الثقافي ضد المرأة
الجمعة 30-11-2012
 
ميعاد الطائي

تتعرض المرأة في مجتمعاتنا ‏بصورة عامة للعنف بأشكاله ‏المتعددة الجسدي والنفسي ‏والمجتمعي والأسري حيث تعد ‏العادات والتقاليد والقيم ‏الاجتماعية الموروثة في ‏مجتمعاتنا، من أهم الأطر التي ‏قدمت سندا وتبريرا لممارسة ‏العنف ضد المرأة أو ضد أفراد ‏آخرين في الأسرة فضلا عن القيم ‏العشائرية والثقافة الذكورية التي ‏تعلي من شأن الرجل وتعامل ‏المرأة بدونية واحتقار وتضعها ‏في الدرجة الثانية من السلم ‏الإنساني .‏

وتواجه المرأة المثقفة تحديات ‏إضافية لدوائر العنف الأخرى التي ‏تواجهها المرأة بصورة عامة ‏حيث تواجه موقف المجتمع ‏الضمني منها والذي يغلفه جلباب ‏النظرة الرافضة لتعبيرها الحر ‏عن أفكارها ومشاعرها. الأمر ‏الذي يسهم في خفض صوتها ‏الأنثوي وتحجيم مواهبها التي قد ‏تفوق أحيانا مواهب الرجال ممن ‏يعملون على محاربتها واتهامها ‏بالجرأة والخروج عن المألوف ما ‏يجعلنا أمام دائرة عنف جديدة ‏توضع المرأة في داخلها وهي ‏دائرة العنف الفكري التي ربما ‏ستحطم آخر قلاع الإبداع ‏والموهبة التي تمتلكها المرأة.‏

مشاكل كثيرة وتحديات تواجهها ‏المرأة المثقفة في مجتمعاتنا تبدأ ‏منذ خطوتها الأولى حين تضع ‏قدمها في الساحة الثقافية التي ‏تغص بالمثقفين من الجنس ‏الآخر، ممن يريدون إبقاءها داخل ‏إطار ضيق يحجمها ويضعون ‏أمامها أكثر من خط أحمر في ‏محاولة منهم لمنعها من الخروج ‏من القبر الذي وأدوها فيه منذ ‏فجر التاريخ.‏

ولقد واجهت الكثيرات من النساء ‏مصاعب جمة والعديد من ‏الحواجز التي خلفتها التقاليد ‏والأعراف البالية التي وقفت في ‏طريق الإبداع النسائي فلم تفلح ‏الكثيرات في إيصال الصورة ‏الحقيقية لمعاناة المرأة ووضعها ‏النفسي عندما اكتشفن أن المرأة ‏منبوذة اجتماعيا وفكريا وليس ‏لها الحق حتى بمجرد الاستمتاع ‏بنجاحها والشعور بنشوة الابداع ‏ففشلت الكثيرات في تسويق ‏افكارهن ولم يتمكنّ من بناء ‏عالمهن الخاص أو بناء مجدهن ‏كما يشتهين.‏

إلا أننا يجب أن نعترف بحقيقة ‏مهمة أصبح الجميع يتابعها وهي ‏أنه بالرغم من محاولات المنع ‏والتحجيم شهد التاريخ ظهور ‏الكثير من النساء العراقيات ‏اللواتي تمكنت كل منهن من ‏خوض مراحل عديدة من النضال ‏مع المجتمع بهدف ابراز ‏إبداعاتهن الأدبية والفكرية، ‏ونجحن في ذلك على مر التاريخ، ‏وتمكنّ من أخذ خطوات شجاعة ‏واقتحمن المجالات التي كانت ‏محظورة عليهن وعبرن الحواجز ‏العالية التي بناها المتمسكون ‏بالتقاليد والأعراف الذين يؤمنون ‏بالهيمنة الذكورية ووصلن إلى ‏أماكن كان الوصول اليها ممنوعا ‏وخطرا كبيرا في الزمن الماضي ‏ونجحن في تمهيد الطريق لكل من ‏جاءت بعدهن .‏

ومن هنا نريد أن نقول بأننا كلما ‏استحضرنا التجارب الناجحة لتلك ‏النسوة أزهرت الآمال في داخلنا ‏وأدركنا أن مشوار النضال عند ‏المرأة المثقفة لن يتوقف، سيما ‏ونحن نشهد اليوم انطلاقة جديدة ‏لأحلام المرأة بدأت مع اتساع ‏فسحة الحرية في هذا البلد الذي ‏عانى الجميع فيه ذكورا وأناثا من ‏تسلط الأنظمة ومقصات الرقيب ‏والجلاد في العقود الأخيرة، ولابد ‏من الاشارة هنا الى أن الفترة ‏المقبلة هي الفترة المناسبة ‏للنهوض بواقع المرأة المثقفة ‏التي يجب أن تفيد من تجسيد ‏المفاهيم الديمقراطية الجديدة في ‏الواقع العراقي كالعدل والمساواة ‏وحرية الرأي والرأي الآخر ‏وحرية الإعلام  وحقوق المرأة ‏لتسجل تاريخا جديدا من الابداع ‏ولتتذوق أخيرا ثمار النجاح ‏وتعيش عصرها الذهبي الذي ‏انتظرته طويلا.‏

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
من العراق إلى غزة.. طبيب أمريكي يطلق نداءً من خان يونس: أوقفوا الحرب
في اربعينية كوكب 12 ايار/مايس هذا النص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة