الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
بغدادي ابكى معروف الرصافي بأبيات شعرية
الثلاثاء 04-12-2012
 

باع السكائر ومات فقيراً

محمد مجيد الدليمي

شاعر العرب والعراق  (معروف عبد الغني بن محمود الجباري) الذي سمي  بمعروف الرصافي. ولد عام 1875م . درس في الكتاتيب ,ثم التحق في المدرسة العسكرية الابتدائية فتركها،وانتقل الى الدراسة في المدارس الدينية ودرس على يد علماء بغداد الاعلام كالشيخ عبد الوهاب النائب والشيخ قاسم البياتي والشيخ قاسم القيسي والشيخ عباس القصاب ثم اتصل بالشيخ العلامة محمود شكري الالوسي ودرس على يده اثنتي عشرة سنة،كان يرتدي العمامة وزي العلماء وسماه شيخه الالوسي ب (معروف الرصافي )

وقد غلب عليه منذ الصغر حب الشعر والادب فنبغ في شعره السياسي والاجتماعي والفلسفي الذي كان غنيا   بالعواطف الوطنية القوية الجياشة التي تدل على انه كان سياسيا من الطراز الاول في جيله يسعى لخدمة بلاده ويتمنى الخير لشعبه وقومه من العرب جميعآ.

في عام 1900م ايام الوالي نامق باشا الصغير عين معروف الرصافي مدرسآ للاداب واللغة العربية في مكتب الاعداد العسكري،وظل مواظبآ فيه حتى اعلان الدستور العثماني،فطلبه صاحب جريدة ( اقدام ) التركية للتحرير في جريدة عربية باسم (الاقدام) تضاهي جريدة (اقدام) التركية ، فذهب الى اسطنبول وبقي فيها مدة ثم عاد الى بغداد لعدم اصدار الجريدة المذكورة،وظل يواصل سعيه ونضاله حتى انتخب (مبعوثآ) أي نائب عن لواء (المنتفك) ولما اعلنت الحرب العالمية الاولى ودخل الحلفاء الى اسطنبول خرج من تركيا وحل في الشام.

وعندما احتل الانكليز العراق 1920 ونصب فيصل الاول ملكآ على البلاد واصدروا الدستور وانشأوا البرلمان واصبحت امور العراق باييدهم ثار الشعب العراقي وثار معه الرصافي وانشد قصيدته الشهيرة:

علم ودستور ومجلس امة            

كل عن المعنى الصحيح محرف

اسماء ليس لنا سوى الفاظها      

 اما معانيها فليست تعرف

من يقرأ الدستور يعلم انه            

وفقآ لصك الانتداب مصنف

وفي عام 1921 رجع الى بغداد وبقي فيها حتى قيام الحكم الوطني،وبعد ان سئم الاقامة في بغداد اختار مدينة الفلوجة مسكنآ له وفي اواخر ايامه عاد الى بغداد وكان يعاني البؤس والشقاء الا انه ظل متمسكآ بعقيدته الوطنية .

ويروي لنا البغدادي المسن (جواد العلي ) ذو الثمانين سنة،حكاية عن شاعرنا الكبير معروف الرصافي حيث يقول : في حقبة الاربعينيات من القرن الماضي كنت موظفا في دائرة الضرائب في باب المعظم وكان طريقي يوميا الى دائرتي عبر شارع الرشيد من جهة ساحة الميدان وكنت اشاهد معروف الرصافي يعتمر في راسه العقال واليشماغ في مقهى عارف اغا الواقعة امام محل شربت زبالة ,والتي كانت مقرآ للادباء والصحفيين والمعلمين ,وكان الرصافي يجلس امام هذه المقهى وراء (جنبر ) لبيع السكاير .وذات يوم وانا راجع من دائرتي مررت عليه وبعد ان سلمت عليه ورحب بي اشتريت منه علبة سكاير (غازي) وجلست بجانبه وطلبت منه ان يسمع لي ابيات شعرية للمعري كنت احفظها والتي تقول :

تمنيت ان الخمر حللت لنشوة          

تجهلني كيف اطمانت بي الحال

فاذهل اني في العراق على شفى      

رذي الاماني لا انيس ولا مال

فلما سمع هذه الابيات بكى وعلامات الحزن بدت على وجهه،وخاصة انه كان يعاني من شظف الحياة فقال:- هذه هي الدنيا يوم لك ويوم عليك.

فهل لك ابيات شعرية اخرى قلت له نعم ، فقرات له :

واذكر لي فضل الشباب          

ومايحويه من منظر يروق عجيب

غدره بالخليل ام امره بالغي        

ام كونه كدهر الاديب

علق شاعرنا الرصافي على هذه الابيات الشعرية قائلآ:-  صدق وابدع المعري بابياته هذه ومعناها ان حياة الانسان الطيب الصالح في هذه الدنيا تكاد تكون سوداء مثل لون شعر الشباب . ويضيف صديقنا البغدادي (جواد العلي ) بان الرصافي ظل يعاني الفقر والبؤس فقد داهمه المرض في اواخر ايامه واشتدت عليه الالام والمعاناة حتى فاضت روحه الطاهرة الى باريها ... ومات فقيرآ رحمه الله .

( انتهى حديث البغدادي المسن ) ويذكر بان الشاعرمعروف الرصافي( رحمه الله) قد توفي في داره في محلة السفينة في منطقة الاعظمية يوم 16 اذار عام 1945م ودفن في مقبرة الخيزران.

 
   
 

نادر البغــــدادي

يستحقّ الشّاعر الكبير محمد معروف الرّصافي
كلّ آحتــرام وتقدير ! ولا أظـنّ انّـهُ يوجد شاعر وطني
عراقي يضاهيــهِ ( وطنيّــةً ) !!!
نشــكركــم .




اقـــرأ ايضـــاً
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة
صراع الممرات: طريق التنمية من منظور تاريخي وباب التعاون بين بغداد وانقرة
"النجباء" توعدت بالانتقام وفصائل عراقية تقصف إيلات
اللجنة الثقافية في الاتحاد الديمقراطي في كاليفورنيا تضيّف الدكتور سلام يوسف في (قراءات في ملحمة كلكامش)
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة