الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
آثار متحف نبوخذ نصر: حاميها حراميها!
الأحد 09-12-2012
 
وسيم باسم - إيلاف

تعرّض متحف نبوخذ نصر للسرقة، وتظن الجهات الأمنية أن السرقة تمت من داخل المتحف، لأن أبواب المتحف لم تخلع، ولأن السرقة حصلت بعد العثور على مجسمات حيوان مشابهة للمرسومة على جدران بابل القديمة.

وأصيب مثقفون ومواطنون عراقيون بخيبة أمل كبيرة، عندما سمعوا المعلومات الجديدة التي أدلى بها النائب طلال الزوبعي، نائب رئيس لجنة السياحة والآثار البرلمانية، حول الاشتباه بإقدام موظفي متحف نبوخذ نصر في مدينة بابل على سرقة 33 قطعة أثرية منه.

وقالت لجنة السياحة والآثار البرلمانية إن السرقة حدثت عنوة، من دون كسر أبواب المتحف، الذي يحتوي على أكثر من 300 تحفة تاريخية قيمة. وأكدت اللجنة عدم وجود أي تخريب في الأقفال، ما يؤكد أن المسروقات، التي تشمل اجزاءً من مجسمات حيوان مزجج وقطع مزججة أخرى من بوابة عشتار، سُرقِت من داخل المتحف وليس من خارجه.

موظفون يسرقون

ما يعزز فرضية سرقة موظفي المتحف للآثار هو حصول السرقات بعد فترة قصيرة من عمليات تنقيب، تم خلالها العثور على قطع تعود إلى عهد الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني، وهي مجسمات حيوانات أسطورية تشبه تلك التي اشتهرت بها جدران بابل، مصنوعة من الفخار المزجَّج.

يرى عامر عجيل، المدرس في التاريخ والباحث في الآثار، أن ما حدث "ليس بغريب، لأنه جزء من ظاهرة الفساد العام الذي يعم المرافق العراقية، وقد تأكدت خلال زيارتي إلى المواقع التاريخية في الميدان من الحاجة الملحة لتركيب نظام إنذار، يوقف أعمال التنقيب غير الشرعية".

من جانبه، يصف رؤوف حسن، الدكتور في التاريخ، أن سرقة المتحف دليل قاطع على عدم الاهتمام بحماية الآثار وصيانتها. وتابع: "يجب أن تكون الحماية الأمنية على كفاءة عالية، وتعزيز الوعي الآثري، إضافة إلى توظيف كوادر تتمتع بقدر كبير من الثقة، لتجنب وقوع آثار العراق في براثن عصابات التهريب".

تجار التهريب

يشير عجيل إلى أن آثار بابل، على وجه الخصوص، تعد هدفًا سهلًا للصوص، بسبب اتساع مساحتها وتداخل القرى من حولها ووجود المئات من التلال والمواقع الأثرية غير المكتشفة. ففيها أكثر من 675 موقعًا يعود تاريخها إلى العصور التاريخية الغابرة. وفي ناحية مندلي في محافظة ديالي، هناك 40 موقعًا أثريًا هامًا غير خاضع للحماية الأمنية، معرضة للسرقة في أي لحظة.

يسكن أمير السعدي قرب آثار بابل، ويؤكد أن الكثير من التلال الأثرية تتعرض للنبش، يسرقها لصوص الآثار، موضحًا أن بعض المواطنين يحتفظون بقطع آثار تباع عبر تجار التهريب. ويعد نبش الآثار في العراق والتنقيب عنها بصورة غير شرعية فعالية تجارية مستمرة، خصوصًا في المناطق التي لم يتم التنقيب فيها.

ضابط الشرطة محمد حسن يؤكد أن أسلوب الحماية الامنية المتبع في اغلب المواقع الاثرية طريقة بدائية، ولا بد من توفر تقنيات مراقبة حديثة وذكية، لا سيما أن تلك المواقع غير المنقبة تمتد في مساحات شاسعة، يصعب معها اعتماد البشر فحسب.

يضيف: "عدم توافر الرقابة الالكترونية يغري بعض الموظفين والعاملين في الآثار على الاشتراك مع المهربين بغية الحصول على الاموال، وهذا ما حصل بالضبط في متحف نبوخذ نصر في بابل".

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة
صراع الممرات: طريق التنمية من منظور تاريخي وباب التعاون بين بغداد وانقرة
"النجباء" توعدت بالانتقام وفصائل عراقية تقصف إيلات
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة