الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
عزام علوش: دجلة ستتحول الى جدول صغير.. وبقعة في العراق كانت ضعف مستنقعات فلوريدا
الخميس 18-04-2013
 
شفق نيوز
 في منتصف نيسان الجاري اعلنت مؤسسة غولدمان في حفل خاص اقيم في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الامريكية, عن فوز العراقي عزام علوش بجائزتها للبيئة لعام 2013 والبالغة 150 الف دولار امريكي، بسبب عمل علوش، على قضية انعاش الاهوار في جنوب البلاد.

وعزام علوش مهندس مدني نجح بنشاطه، في انعاش نحو نصف مساحات الاهوار جنوبي العراق، عن طريق تأسيسه لمنظمة غير ربحية "طبيعة العراق الخيرية" عام 2004.

ويشير المختصون الى انه جرى حتى الآن استعادة نحو 50 % من المساحة الاصلية للاهوار ووضعت فيها الأسس لأول متنزه وطني عراقي والذي من المقرر الاعلان عنه قبل صيف العام الحالي 2013.

"شفق نيوز" التقت علوش واجرت معه لقاءً يعد الاول منذ تسلمه الجائزة بشأن البيئة وانعاش الاهوار والجائزة، وقد بدأنا الحديث معه من النهاية، أي منذ تسلمه الجائزة انطلاقا الى المستقبل، وفي هذا يقول "مع استمرار جهودي في إحياء الأهوار اناضل الآن ضد تهديد جديد يواجه البيئة العراقية وهو التصاعد غير المسبوق لبناء 23 سدًا على المنابع الممتدة على حدود تركيا وسوريا والتي لو أُنجزت فلسوف تحيل الأنهار في العراق إلى مجرد قطرة".

ويضيف "اقوم الآن بتنظيم جولة زورقية للفت أنظار العالم إلى التهديدات الناجمة عن النزاعات المائية وتحويل السدود إلى فرصة لإحياء الحوار بشأن حماية الموارد المائية المتشاطئة".

ويفصل علوش، في الحديث عن موضوع السدود التركية ومخاطرها على العراق، مشيرا الى ان "هناك حاليًا 23 سدًا في تركيا وهي ذات تأثير كبير على العراق، وبالطبع، تقوم هذه السدود بتوليد الكهرباء ولكن تكلفة ذلك باهظة فهي تتسبب في جفاف مصبات الأنهار، وتتحول التربة بفعل ذلك الى رمال وتدمر الزراعة في العراق، ثم إن هذه السدود تحول تمامًا دون استعادة النظام البيئي للأهوار العراقية كاملاً".

ويتابع، أن "المشروع القائم حاليًا بتشييد سد اليسو العملاق على وجه الخصوص أمر مثير للقلق جداً، فهذا السد سيحول نهر دجلة العظيم الى مجرد جدول صغير وسيكرس النزاعات بين الدول المجاورة، نحن بحاجة لتغيير ديناميكية النقاش بشأن المياه لضمان عدم دخولنا في حرب على المياه، وأظن ان الموضوع لا يتعلق بمن يملك الماء؛ بل بكيفية العمل معاً لضمان وجود ماء يكفي الجميع".

ويفرد علوش، لقضية إنشاء المتنزهات، جزءا كبيرا من حديثه "لقد قامت منظمة طبيعة العراق بتحديد أكثر من 300 منطقة من أجل الحماية مع هدف أسمى هو حماية 10 % من الأراضي العراقية تحت مسمى متنزهات وطنية، ولكن هذه الجهود تواجه الكثير من المخاطر؛ ليس بسبب الإرهاب فحسب ولكن بوجود 25 مليون لغم أرضي مزروعًا على الحدود بين العراق وإيران".

ويؤكد على انه "بدلاً من إنفاق المال والوقت على إيقاف مفعولها، نفضل أن نحمي هذه الأراضي وننشئ مجموعة من المتنزهات الوطنية على طول الحدود، و سيتم بذلك إيقاف مفعول الألغام بشكل طبيعي بمرور الوقت، ولكن لو لم نحم الأراضي اليوم، فسنخسرها للأبد".

واردنا من علوش معرفة المعوقات التي تواجه جهود حماية البيئة، فيؤكد على ان "العمل في العراق يعني أيضًا العمل في ظل اقتصاد معقد اعتماده الكلي على النفط و نحتاج أحيانًا لتصاريح من وزارة النفط لدخول مناطق مهمة مرشحة للحماية البيئية؛ ونبذل الآن ما في وسعنا للتعاون مع الجميع؛ لتحقيق هدفنا الأسمى المتمثل في حماية الأرض والنظام البيئي".

ولابد أن يأخذنا الحديث مع الفائز بجائزة البيئة، عن بدايات عملية تجفيف الاهوار وتخريبها في عهد النظام السابق، وعن ذلك يقول علوش "سمعت بالأمر أول مرة حال حدوثه عام 1994 ولم أصدق حينها أنه يمكن تجفيف الأهوار كليًا، الأهوار التي ما زلت أتذكرها منذ طفولتي كانت ضعف حجم مستنقعات فلوريدا، وأدركت أن الأمر يتطلب خططًا وتوجيهات هندسية لتجفيف الأهوار بالكامل، وحالما علمت بتجفيف الأهوار وتسميمها وحرقها، أدركت أن صدام بصدد القضاء المنظم على عرب الأهوار لذا أيقنت أنني بحاجة للعودة للعراق ليس لاستعادة الأهوار فحسب بل لحماية أسلوب حياة الناس هناك والذي استمر منذ القدم".

ويستدرك "في ذلك الوقت كانت العودة للعراق تعني إعدامي على الفور ولذا ركزت في جهودي الأولى على حضور اجتماعات المعارضة العراقية في الخارج وتحديداً في الولايات المتحدة للتوعية بشأن هذا السلاح البيئي ذي الدمار الشامل".

ويختتم عزام علوش، بالحديث عن اول مشاهدة له لمناطق الاهوار بعد عودته الى العراق، اثر سقوط النظام السابق، "حينما اندلعت الحرب عام 2003 عدت برغم المخاطر وعدم الاستقرار السياسي؛ لأنني أدركت أنه لو كان هناك وقت لبدء جهود استعادة الأهوار، فيجب أن يكون مع سقوط صدام، ولم أكن أتوقع مدى الصدمة والحزن اللذين تعرضت لهما، حينما عدت وشاهدت الأهوار وقد أحيلت الى صحراء قاحلة".

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة
صراع الممرات: طريق التنمية من منظور تاريخي وباب التعاون بين بغداد وانقرة
"النجباء" توعدت بالانتقام وفصائل عراقية تقصف إيلات
اللجنة الثقافية في الاتحاد الديمقراطي في كاليفورنيا تضيّف الدكتور سلام يوسف في (قراءات في ملحمة كلكامش)
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة