يبدو أن موجة العنف التي تشهدها بغداد ومحافظات اخرى لم تستثن احدا، اذ نالت النساء حصة منها بعدما تم تسجيل حالات قتل ونحر ضد نساء، فيما يشبه تلك الحملة التي استهدفت بائعي الخمور، او الشبان الذين يقلدون الموظة الغربية.

ولاتعرف حتى الان الاسباب التي دفعت هؤلاء لقتل النساء رغم تعدد روايات الشهود بشأن الواقعة.

وتقول شائعات إن ما يعرف بغسل العار ربما يكون الدافع، لكن لم تتمكن "شفق نيوز" من الحصول على مصدر مخول في التصريح للتحقق من روايات السكان المحلليين.

ويذهب آخرون الى ابعد من ذلك ويضعون الحادثة في "الاطار الطائفي"، مع تردي الوضع الامني بشكل ملفت في بغداد.

وتفتح عمليات تصفيات النساء في بغداد باب التساؤلات مجددا حول مدى قابلية السلطات الامنية في بسط سيطرتها على الشارع بعد سنوات من اسقاط النظام السابق.

وقال مصدر مطلع لـ"شفق نيوز" إن "المسلحين استهدفوا المنزل لانه مكان للدعارة"، واضاف ان سبع نساء وخمسة رجال قتلوا في الحادث.

وكثيرا ما تتضارب الانباء بعد اي حادث امني يقع في العراق.

كان مسؤولون عراقيون ذكروا في تعقيبهم على موجة استهداف الايزيديين الذين يبيعون المشروبات الكحولية في بغداد، أن العاصمة فيها جماعة هي "التي تقرر ما هو الحرام وما هو الحلال".

وتكررت في السنوات التي اعقبت سقوط النظام السابق عمليات قتل ضد نساء يعتقد انهن بائعات هوى او يعملن في تجارة وبيوت الدعارة.

وغالبا ما تقتل المرأة التي يعتقد أنها زانية بواسطة اطلاقتين في الرأس، وتلقى في العراء، بحسب ما قال مطلعون.

وقال مواطن يسكن في مدينة الصدر لـ"شفق نيوز" إنه في اقل من اسبوع قتلت امرأتان والقيتا في العراء، واشار الى ان "غسل العار" ربما يكون وراء تلك الدوافع.

وفي وقت سابق من اليوم، اقتحم مسلحون "مجهولون" منزلا في منطقة زيونة شرقي بغداد وقتلوا عشر نساء متواجدات في المنزل.

ويقول مصدر لـ"شفق نيوز" إن الحادث اودى بحياة اربعة رجال ايضا.

ويقول شاهد عيان لـ"شفق نيوز" إنه "في اقل من دقيقة حصلت هذه المجزرة، وكأن شيئا لم يحصل. إنهن مجرد نساء لا حول ولا قوة لهن".

يشار الى ان نحو 49 امرأة عراقية لقيت مصرعها، نحراً أو طعناً بسكين أو طلقتين بالرأس أوحرقاً من قبل ذويهن "غسلاً للعار" لممارستهن الزنا، وفق التقاليد السائدة.

واحتلت بغداد المرتبة الأولى بعدد هذه الحالات، دون تسجيل حالة لمقتل رجل زنى. وسجلت اغلب عمليات القتل ضد مجهول.

وحسب الاحصائية الرسمية الأخيرة التي صدرت في وقت سابق عن وزارة الداخلية العراقية، فان ان عدد النساء اللواتي قتلن بدافع الشرف وفق المادة 409 من قانون العقوبات، بلغ 49 امرأة من مختلف المحافظات.

ولم تشمل الاحصائية الحالات المسجلة في اقليم كوردستان.

واحتلت العاصمة المرتبة الأولى بحالات القتل هذه التي تسمى بالقتل غسلاً للعار وفق احصائية نشرتها وكالة نوفوستي، عندما يعلم ذوو الفتاة أن لها علاقة غرامية مع شاب ما حتى لو كان من أقاربها، وفقدت عذريتها معه، أو لم تقفدها يكون مصيرها القتل حتماً، ويهدر.

وجاءت البصرة الواقعة في جنوب العراق في المرتبة الثانية في حالات القتل بدافع الشرف مسجلةً 12 حالة.

وسجلت محافظة ذي قار، بحسب الاحصائية، 8 حالات قتل نساء بدافع الشرف.

وتلتها محافظة صلاح الدين مسجلة مقتل 4 نساء بدافع الشرف أيضاً، وفي المرتبة الخامسة جاءت محافظة ديالى اذ شهدت مقتل 3 نساء غسلاً للعار على يد ذويهن.

وقتلت امرأتان في كل من الديوانية وميسان وبابل وكربلاء، فيما سجلت محافظة النجف حالة قتل واحدة.

وخلت المحافظات الأنبار، واسط ، نينوى، المثنى، كركوك من أي حالة قتل لنساء بدافع الشرف خلال الاحصائية التي اعدت قبل نحو عامين.

ولم تشمل الاحصائية حالات القتل هذه الحاصلة في اقليم كوردستان الذي شرع قانوناً مغايراً عن القانون السائد في باقي العراق.

ونجح اقليم كوردستان في تقليص عمليات القتل غسلا للعار منذ تطبيق القانون. واقر مؤخرا قانونا خاصا للحد من العنف ضد المرأة.