الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
مرطبات زبالة.. شراب الزعماء والرؤساء في بغداد
الإثنين 17-06-2013
 

قد تشمئز من الاسم المجرد أول ما يطرق سمعك (زبالة)، فكيف إذا ارتبط بشراب ما "مشروب زبالة"؟!، لكنك ما أن تتذوقه حتى تصبح من المدمنين عليه، ولاتستغرب ذلك فقد سبقك إليه الرؤساء والزعماء ورؤساء الوزارات وكبار الأدباء والمثقفين، حتى صار علامة فارقة لمدينة بغداد، فما تُذكر عاصمة الرشيد حتى يُذكر معها شربت زبيب "حجي زبالة".

وتشير اللافتة المرفوعة فوق محل المرطبات إلى أنه قد تأسس في عام 1900، وهذا يعني أنه تأسس قبل أن تقوم الدولة العراقية الحديثة بعقدين من الزمن، ومن هنا يعتبره بعض مؤرخي بغداد الفولكلوريين شاهداً على الكثير من الأحداث التي مرَّت بها بغداد لكون موقعه في قلب شارع الرشيد، وهذا الشارع يعني، التظاهرات السياسية ومحاولات اغتيال الرؤساء وقصائد الجواهري في الانتفاضات الشعبية الكبرى.

ويقول محمد ابن "حجي زبالة" لـ"العربية.نت": "لكون محل والدي ملتقى الكثير من رجالات ذلك الزمن فإنهم كانوا يبلغوه بما سيحدث من تظاهرات أو تجمعات ويحددون له اليوم، فكنا نستعد للموعد بتهيئة المزيد من الشربات والذي غالباً ما كان والدنا يقدمه مجاناً للمشاركين خصوصاً في التظاهرات الوطنية".

وعن عشرات الصور الفوتوغرافية المعلقة على جدران محله حتى بدا لنا كأنه "مزار" تاريخي، قال محمد زبالة: "هؤلاء ملوك ورؤساء العراق الذين مرّوا علينا، الملك غازي ونوري السعيد وعبدالكريم قاسم الذي جلب معه ذات مرة ملك المغرب محمد الخامس ومرة الرئيس الجزائري أحمد بن بله، ومن زوّارنا الدائمين الزعيم الراحل الفلسطيني ياسر عرفات، وأذكر لك مفارقة حدثت مع صدام حسين حين جاء بضيفه الرئيس المصري حسني مبارك، قال له مبارك: "إيه ده يا أبوعدي.. أنت تريد تشربني شربت زبالة"، لكنه ما أن شرب الكأس الأول حتى طلب الثاني وسط ضحك الجميع".

لم يكن اسم صاحب المحل بالأساس "زبالة" وإنما كان اسمه حسب البطاقة الشخصية عبدالغفور، لكنها عادة القرويين في طرد الحسد عن الولد "الذكر"، خصوصاً حين يتوفى للعائلة أكثر من ابن فتلجأ الأم إلى تسمية مولودها الجديد باسم منفّر وقبيح لتُبعد عنه الأرواح الشريرة وحسد النساء الأخريات.

غير أن شهرته لم يكتسبها من غرابة الاسم وإنما من جودة العصير الذي يقدمه لزبائنه، والذي يعتقد أنه يطفئ الظمأ ويعالج الكثير من الأمراض.

ومثلما لاتعطي كبرى المشروبات العالمية أسرار صناعتها، فقد حافظ "زبالة" وأولاده وأحفاده فيما بعد على أسرار صناعتهم.

وقال أحد أحفاد حجي زبالة لـ"العربية نت": "في كل موسم ترانا نجوب محافظات العراق بحثاً عن الأنواع الجيدة، ولانرضى بما يُعرض أمامنا، وإذا كان الآخرون يضعون المطيبات والألوان الحديثة فإننا نقدم العصير الطبيعي وبطريقة خاصة بنا، وعلى الرغم من أن بغداد عرضة للمفخخات وللمسدسات مكتومة الصوت إلا أن غالبية البغداديين يحرصون على زيارة "حجي زبالة"، ربما لإطفاء حرارة الأحداث بشرابه البارد، والتمتع بالصور العديدة التي تعكس تاريخ بغداد منذ تأسيس دولتها الحديثة وإلى اليوم".

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة
صراع الممرات: طريق التنمية من منظور تاريخي وباب التعاون بين بغداد وانقرة
"النجباء" توعدت بالانتقام وفصائل عراقية تقصف إيلات
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة