الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
انتهت المباراة
السبت 29-06-2013
 
أكرم العبيدي

ما ان صفر الحكم لتنتهي المباراة حتى بدأت مباراة اخرى و التي انتهت بنتيجة مؤلمة جداً جرح خمسة من اللاعبين واصابات خطيرة في رأس المدرب محمد عباس الذي جاء من منفاه الى كربلاء ليدرب الفريق مجاناً , المعتدي شرطة سوات والمكان ملعب رياضي والزمان هو تلك الفوضى التي انتشرت بين أفراد من القوى الأمنية غير المؤهلة إنسانياً وليس امنياً.

حدث لابد ان نتوقف أمامه ونتساءل ما هو الدافع وراء هذا السلوك غير المتحضر والذي يعبر عن وحشية وبربرية لا يمكن ان تبرر مهما كانت الأسباب كونها أدت الى جريمة لا تقل عن تلك الجريمة التي تعرض لها رجل الدين الشيعي في مصر حسن شحاته.

قد يقول البعض لا يمكن المقارنة ونحن نقول ان المقارنة في الفعل غير المنتمي للإنسانية تلك الفكرة المتوحشة  التي دعت هؤلاء الشرطة لاستعمال هذا العنف الذي أدى الى موت الرجل سريرياً كما تقول الأخبار.

ان ثقافة العنف السائدة بين بعض أفراد القوى الأمنية لا تشكل في شكلها أساس وجوهر تلك المنظومة التي تشكلت بعد العام 2003 وإنما تشكل أفعالا فردية لا تتحمل المنظومة الأمنية مسؤوليتها بقدر تحمل مسؤولية اعادة النظر في من ينتمي لها وإعادة تأهيل بعضهم من خلال مجموعة من الدورات في حقوق الإنسان وأيضا حقوق المواطن وكيفية التعامل مع الأحداث وحدود هذا التعامل كوننا نعيش في ظل نظام ديمقراطي لا يمكن ان يسمح بالاعتداء على الحريات والحقوق والناس بهذه الطريقة.

ان أي فعل غير إنساني هو فعل لا يمكن تبريره ، لهذا على وزارة الداخلية ان تضع في حساباتها إعادة النظر في الأشخاص الذين ينتمون لمؤسستها وإعادة تقيم لهؤلاء الذين يمكن ان يكونوا السد والأمان لمنظومة القيم الديمقراطية التي يسعى البلد لإرساء قواعدها , ولا يمكن ان ترسى تلك القواعد على وفق مفاهيم وعقلية دكتاتورية تعتقد ان العنف هو الأساس وان الحريات والحفاظ عليها عبث وعبارات يطلقها البعض لا يمكن ان تكون في بلد يتحكم فيه القلق. المواطن قلق, والشرطي قلق ومستفز لهذا تبرز حالات انفعالية غير مبررة تؤدي احياناً الى أفعال تنعكس على الشارع العراقي , لتستغل من قبل الجماعات المسلحة والإرهابية كذلك تستغل من قبل جهات سياسية وقنوات فضائية للنيل من المؤسسة العسكرية والأمنية من اجل إضعافها , وتمرير افعالها ونواياها بسهولة. بعد ضرب مدرب فريق كربلاء بالهراوات وبطريقة وحشية أعلنت معظم الفعاليات الرياضية والثقافية وحتى الدينية منها مواقف تشبه تلك المواقف التي أدانت مقتل الشيخ حسن شحاته وانعكس ذلك  في الشارع العربي وامتلأت صفحات الفيس بوك بصور الشيخ وهو يسحل بطريقة بشعة تعيد للذهنية عمليات السحل التي حصلت لشخصيات سياسية ودينية وشعبية عربية على مدى هذا التاريخ المفخخ بعقول على ما يبدو ان جزءا من ثقافتها هو السحل والعنف والضرب بالهراوات. حيث رد السيد مقتدى الصدر على سؤال من احد اتباعه حول الحادث بالقول , لم نكتف بإلقاء القبض ومحاكمة الجناة الإرهابيين مهما كان السبب، بل يجب تصفية هذه الجهة من هذه الثلة المجرمة الإرهابية الوقحة التي لا يجب أن تنتمي للعراق ولا لأهله»، مشيراً إلى أن «هذه الجريمة تزامنت مع الجريمة التي وقعت في معرض الشهيد الشيخ شحاتة، فأنها اليد الآثمة» نفسها. وأن «حادثة المدرب العراقي الكفوء، أن دلت على شيء فهي تدل على أن الإرهاب اخترق الجهات الأمنية الخاصة كأشخاص، والإرهاب اخترق الجهات الأمنية فكراً، وإبعاد الكفاءات وتهميشهم بل وقتلهم وضربهم وتهجيرهم، كما كتب احد المثقفين في صفحته مقتل حسن شحاته، الإنسان الذي أراد أن يختار مفهوما لحريته بعيداً عن صواب هذا الاختيار أو عدمه ، تبين لنا كم نعيش في عالم عربي تافه وحقير ، سموا هذا العالم الذي نعيشه بهذه التسمية لا تبدلوا الحقارة بجمال ،قتل ، مفخخات ، سلب حريات ، كذب ، نفاق ، لصوصية مطلقة .ومئات من التسميات الأخرى المؤلمة. ردود أفعال تجعلنا نتساءل هل فعلا ان المؤسسة الأمنية مخترقة من قبل الإرهاب واذا كانت كذلك ما هو دور من هو مسؤول عن هذه المنظومة التي عليها ان تحافظ على الامن وعلى كرامة الانسان في الوقت نفسه والحل في رأينا هو اعادة تقييم والنظر بتاريخ كل شخص منتسب لهذه المنظومة من خلال السيرة الشخصية وحتى النفسية لوجود من هو غير مؤهل لكي يمثل شرف هذه المنظومة عبر تاريخها الطويل.

* كاتب عراقي  

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
في اربعينية كوكب 12 ايار/مايس هذا النص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة