الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
شهادة والدي عن القائد الشيوعي بهاء الدين نوري في زنزانته غيرت حياتي
الأحد 10-11-2013
 
د. فائق بطي - جريدة الصباح

الصحفي والموسوعي والناشط السياسي د. فائق بطي

الحلقة  1

حوار وتحرير: توفيق التميمي

اكثر من مستوى تاريخي يمكن فيها قراءة مؤرخ  وعميد الصحافة العراقية وأحد ابرز روادها، الدكتور فائق بطي  بالتزامن مع نشاطه الدؤوب في صفوف اليسار العراقي برحلة زمنية طويلة غطت اكثر من سبعة عقود تخللتها فترات عصيبة من الاعتقال والتشرد والملاحقة والايقاف الوظيفي القسري.

اكثر من مستوى  يمكن التعبير عنه  في حياة صحفي وسياسي وناشط مدني مثلته حياته على اعتاب شيخوختها، واكثر من مدخل يمكن الولوج اليه للوصول الى شهادة من وعن فائق بطي الذي لم يبخل على الذاكرة العراقية والتاريخية بسرد وقائع واحداث ذاكرته وذكرياته في اكثر من كتاب، ابتداء  بكتابه (ابي )وانتهاء بكتابه الوجدان(بجزأيه)  مرورا بسلسلة كتبه الرصينة والمتفردة في روايات تاريخ الصحافة العراقية  والموسوعات التي انجزها وهي تعكس تاريخ التحولات والانقلابات التي شهدتها البلاد، لاسيما خلال ابرز مفاصلها  في مجال حرية الرأي والتعبير التي تمثله الصحافة العراقية، واهم روادها التي كانت ساحة ساخنة تنعكس على صفحاتها مستويات الصراع السياسي والاجتماعي والثقافي وتحولاتها، ففائق بطي نما وترعرع في  مبنى جريدة ابيه(البلاد)، عاشقا لاحبار مطبعتها ومترقبا  لبزوغ سطورها التي ستولد فجر اليوم التالي، والاب بدوره أدرك عشق ولده لهذا العالم الذي يتماس  ويتعشق مع الحياة بكل مفاصلها ويقترب ويتصادم مع الكثير من دوائرها  الحاكمة، وفي مقدمتها الدائرة الرقابية واجهزتها وقوانين مطبوعاتها التي ستترجم طبيعة وهوية السلطات التي حكمت العراق وعاصرها الفتى بطي، ودفع أثمانا باهظة في خضم معمعان الصحافة وجولاتها.

تكمن شهادة فائق بطي  عن عصره بانها تمثل مقطع لحياة مسيحي عراقي انخرط مبكرا في صفوف اليسار مؤمنا بنهجه الوطني  ومثله الانسانية، استطاع ان يشق طريقه وتحقيق احلامه وسط حاضنة  بغدادية اجتماعية لم تميز بين ابنائها على اساس اديانهم ومذاهبهم الموروثة من العائلة، فكانت أجمل أيامها تلك الأخوة المواطنية بين اهل الحارة الواحدة والبلد الواحد.

كان الولد فائق بطي الوريث الاول في حسابات ابيه الوزير ورائد الصحافة رافائيل بطي، رغم خلافه الفكري وافتراقه عن نهج الاب وايمانه القومي العروبي،ربما كان الاب يحذو في ذلك الايمان القومي حذو آباء القوميين العرب من المسيحيين كبطرس البستاني وناصيف اليازجي وسواهم،الصراع بينه وبين ابيه على مستوى النهج والايمان هو الصراع نفسه الذي يتكرر  بين الأجيال على ايقاع سياسي مضطرب تحركه ريموتات الاستبداد والقسوة اكثر مما تحركه اصابع الحرية والديمقراطية الناعمة والرشيقة في تاريخنا الوطني .

اغواءات الذاكرة

ليس العمر المديد لفائق بطي ومعايشته لمختلف مراحل الحياة السياسية والثقافية العراقية مابين "صوبين" الوطن والمنفى وحده  ما يغري  الباحث بالاقتراب من ذاكرة ستثبت الايام قدرتها على الغور بعيدا في احداث مضت ووقائع غارت في اعماق النسيان،كما ستبرهن هذه الذاكرة على انها ناجحة بامتياز في محاولة استفزازها لاخراج ما تبقى من محتوياتها رغم السرد الهائل  لمحتوياتها التي ظهرت في كتب ومطبوعات تغطي مقاطع طويلة من حياة فائق بطي الصحفي والانسان والناشط السياسي المعارض على الدوام .

رغم ما خطه الزمان العراقي المرتبط بالانقلابات الدموية ورحلات التهجير القسري التي قضمت ثلاثة ارباع حياته في المنافي،الا انه مازال يحتفظ بهدوئه  ويرسم ابتسامة عريضة على خدوده المتغضنة كعلامة نصر واستخفاف بمسيرة الآلام العراقية التي لم تجد حتى هذه اللحظة صليبا يفتدي خطايا  جناتها الذين تسببوا بها وفتحوا مقابر لشهداء الوطن  وطرقا مهلكة لرحيل ابناء العراق وتشردهم في اصقاع العالم

المعروف عنه انه لايجامل  ولا يحابي اقرب المقربين اليه،حينما يتصل الموضوع برأي يبديه او حقيقة يروم اظهارها للتاريخ والاجيال،لاسيما نحن في سياق شهادة للتاريخ لاتحتمل التمويه ولا التعمية على الحقيقة،خاصة ان محطات حياته التي دونها ويشهد عليها اصدقاؤه على كثرتهم وخصومه على قلتهم تبرهن على انه كان قويا وصلدا امام اختبارات الترغيب والترهيب التي تسعى لتليين صلابة موقفه ازاء القضايا التي تمس حرية بلاده واستقلالها مهما كلفه ذلك من اثمان دفعها حقا في مراحل من التشرد وفقدان الصحفي والموسوعي والناشط السياسي د. فائق بطي:

الأحبة و غضب الرفاق  خلال مسيرة المعارضة العراقية في الداخل والخارج التي كان ناشطا وفاعلا فيها خلال سنوات مقارعة الدكتاتورية البغيضة

صريح وناقد جريء

ما يعطي لشهادة بطي قيمة هو نزعته النقدية  الشجاعة لأقرب المقربين اليه من الاصدقاء والاحزاب حتى أحزاب اليسار التي انضوى تحت تنظيماتها مبكرا مؤمنا بنهجها وثقافتها واحلامها  الرومانسية في التحرر والمدنية  ومجتمع خال من العسكرة ومآسي الحروب .

ربما تأجل لقائي بفائق بطي اكثر من اللازم،فالرجل يزحف به العمر وجسده مازال يحمل جراحات تتوحد في مركزها آلام الذات مع آلام وطن  التي مازالت نازفة حتى  يومنا هذا.

ربما سيجد قارئ هذه الشهادة ثمة متون لم تظهر في مذكراته الوجدانية  وكانها استدراكات على ايقاع تلك الذاكرة المدونة بمؤلفاته التي تظهر بين الحين والاخر،ففائق بطي يمتهن الكتابة باحتراف في تجربة كتابية يمتزج بها اسلوب الصحفي البارع القادر على استقطاب شرائح كبيرة من القراء الطامعين في السفر مع عذوبة اسلوبه ورشاقة كلماته  من دون ان يتخلى ابدا عن سرد  مرارات تجاربه في الحب والسياسة وقبلها الصحافة  التي هي جوهر سيرته وعنوانها العريض الاول، وهكذا هي الشهادة من اول حرفها لاخر محطاتها يتساير  فيها الاسلوب الممتع والجمل الرشيقة مع رواية الآلام العراقية  وانكساراتها التي كان الصحفي والسياسي فائق بطي شاهدا على فصولها المهمة  في مقاطع طويلة من زمنها:* حياة مملة ومقرفة لم يعرف فيها سعادة الطفولة بسبب انشغال الوالد بهموم الصحافة والسياسية وتعلق الوالدة بمجموعة القبولات (هذا ما ورد في مذكراتك) السؤال:

بالعودة الى الوالد الذي سكب في شخصيتك الكثير من ملامحه،لاسيما عشق الصحافة ، فان اردت ان تقدم لقارئ الشهادات صورة قلمية عن دور رفائيل الاب في الصحافة العراقية وجهوده التأسيسية وتأسيس (البلاد) وريادتها،والعقبات التي واجهتها فماذا تقول ؟ وان اردت أن توضح كيف جرى انتقال الوالد من ولع الصحافة ومشاغباتها ومشاكساتها الى  دروب السياسة  الملتوية فماذا تقول ؟وان تعطي رايك باثر رجعي على تارجح الوالد بين ميدان الصحافة وملاعب السياسة،وهل كان ذلك بصالحه ام ضده؟ولمن لم يشهد عصر القبولات النسوية من نساء عصرنا الحالي كيف ترسم ملامح هذه القبولات كما ترى في ذاكرة الطفل فائق ؟وما هي اهم القبولات النسوية في بغداد ؟وما اعطته من نكهة لمدينة بغداد ومدنيتها؟

* ولد بطي  الاب  رافائيل في كنف عائلة شبه معدمة من الناحية الاقتصادية، ووجد نفسه مسؤولا عن تلك العائلة بعد وفاة والده،فانتقل من الموصل الى بغداد ولم يبلغ من العمر العشرين،الا انه افاد كثيرا من دراسته مع الاباء الدومنيكان، وتعلم منهم اللغتين السريانية والفرنسية والقليل من الانكليزية، مما ساعدته على ولوج عالم الصحافة بثقة في النفس، الى جانب اجادته للغة الضاد عن طريق تعمقه في القراءة والبحث الجاد في بطون الكتب التي أهلته الى التمكن من ايجاد اسلوبه الخاص في الكتابة الذي عرف به في مسيرته المثمرة في عالمي الصحافة والادب.

واستوعب الوالد اثناء دخوله كليتي المعلمين والحقوق، المبادئ القومية العربية في اعلى صورها آنذاك، وراح يجاهر بها في الصحافة والمجالس الادبية الشهيرة، خصوصا بعد تسنمه مسؤولية تحرير جريدة العراق للسنوات التسع الاولى 1921 – 1929، ومن ثم اوقف جريدته (البلاد) بعد تأسيسها عام 1929 لاسناد القضايا القومية والوطنية ودعم حكومات ياسين الهاشمي والسعدون. وهكذا انتقل من الادب والتأليف الى السياسة، وهو يخوض المعارك ضد الانكليز وسياسة نوري السعيد الموالية لهم.

لقد ادت تلك المعارك الساخنة الى تعطيل جريدته عدة مرات، ودخوله السجن والتوقيف مرات متعاقبة، بل ونفيه وابعاده الى شمال العراق. لم يكن هذا الطريق سهلا ومعبدا، وقد انتقل ايضا الى البرلمان منتخبا في دورات كثيرة. ومن الطبيعي، كان لهذا الانتقال، حسناته وايجابياته لصالحه، وهو يتسلق سلم الوظيفة والمجالس النيابة،وان يستوزر لاحقا.

اكتشف الوالد قبل غيره اهمية الصحافة كسلطة، حين اولى لها اهتمامه الخاص، وهو على حق، معتقدا بان من يملك صحيفة يملك في ذات الوقت سلاحا له من القوة في الكلام والتعبير،كقوة من يملك سلاحا في الحرب، ان لم يكن امضى واقوى،وكان يكرر امامي دوما قول القائد الفرنسي نابليون: "اني اخشى خيفة من ثلاث صحف اكثر من مائة الف مقاتل"، وقد اثبتت الاحداث العالمية،ان عمليا، من يملك وسيلة الاعلام يكون قد حجز له مكانا في الصفوف الامامية داخل دوائر صنع القرار السياسي في اية دولة تحترم الكلمة الحرة.

قبولات النساء

بينما كان الرجال منشغلين يالسياسة كان هناك عدد كبيرمن العوائل المعروفة منشغلة بزيارات (القبول) حين تجتمع النساء القاطنات بالحارات والشوارع القريبة من بعضها في مناطق الاعظمية والسنك وشارع طه و محلة ارخيتة في الكرادة الشرقية، في بيوتهن بالتناوب، وهو نوع من الاجتماعات والنشاطات النسوية بعيدا عن السياسة وشرورها.

ومن تلك (القبولات) التي عرفتها وانا في سن المراهقة بشارع الزهاوي في الاعظمية، بيوت علي حيدرسليمان، السياسي والوزيرالكردي، وامين زكي، الشخصية العسكرية المعروفة،وام يوسف جرجيس حمد الفنان والاعلامي الرائد زوج الفنانة التشكيلية امل بورتر،و قبولات بيت العمري والالوسي وهذا ما اتذكره من الماضي.

مصر العجيبة

* رحلة العائلة لمصر 1946كانت رحلة فاصلة في حياة العائلة، ماالذي اعطته تلك الرحلة من لمسة انسانية وثقافية وتكوينية في روح فائق الانسان والصحفي والسياسي المتأثر ببواكير الفكرة القومية في تلك المرحلة؟

- كانت تلك النقلة الجميلة من بغداد الى ارض الكنانة، وانا ادخل باب الهجرة للمرة الاولى في سن الثالثة عشرة، بل باتت تلك الرحلة  دروسا اولية  في الوقوف على الفارق الكبير في المدنية والتقدم بين بغداد والقاهرة، وفي استيعاب الفكر القومي وقد تفجرت حرب عام 1948 ضد قيام دولة اسرائيل، حين وجدت نفسي بفرح وسرور، اثبت اعلام الدول العربية على مدن وبلدات فوق خارطة كبيرة جلبها الوالد الى البيت، وهي تتحرر وتسقط بيد القوات العربية،وانتعش حين استمع الى فيروز وهي تغني لفلسطين والى الاناشيد الحماسية وتراتيل عبد الوهاب وام كلثوم. وفجأة، توقف كل شيء! فكانت الهدنة بين العرب واسرائيل لاحقا، الانتكاسة الاولى في حروب فلسطين وديار العرب، التي وضعتني على طريق الحقد المبرر ضد الحكام ودعاة العروبة من الشخصيات والحركات المتشدقة بالقومية وبالوطن الواحد وامتها العربية،فرحت أبحث عن البديل.

شعار الكرامة والخبز

* يقول رفائيل بطي لولده فائق في مساء الخامس من ايلول 1946 وهم في شقتهم الجميلة في شارع عبدالخالق ثروت وسط القاهرة (ولدي الخبز ...الحرية ...الكرامة ) كلها ضاعت ياولدي العزيز في العراق :

السؤال: اي خبز واية حرية واية كرامة يتحدث عن ضياعها الوالد قياسا لاهدارها  في العهود الجمهورية التي شهدها فائق شابا متحمسا متحولا من الفكر القومي الى الفكر اليساري الذي جذب قطاعات من المثقفين والنخب المتطلعة الى التغيير مع موجة امتداد الاشتراكية في عالم مابعد الحرب الكونية الثانية؟

- شعار(الخبز.. الحرية.. الكرامة)، قاد الوالد الى دورات عديدة في مجلس النواب بالاربعينيات من القرن المنصرم، حيث لم يتذوق العراقيون طعم الخبز وهم يبحثون عن لقمة العيش لتفشي البطالة الضاربة اطنابها في طول البلاد وعرضها، ولم يعرف الوطنيون معنى الحرية المفقودة، والكثيرون من الطلبة والعمال والسياسيين يرزحون في غياهب السجون،وحيث الكرامة تّسحق في الكليات والمعاهد و دوائرالدولة وفي وحدات الجيش، بالمحرمات والقيود والمحسوبية والاكراه للتخلي عن الافكار القيمة والتقدمية بحجة "المبادئ الهدامة!" وفي تطبيق قانون الخدمة العسكرية الالزامية وسوق الطلبة في العطلة الصيفية الى معسكرات (سكرين) في شمال العراق والرشيد في بغداد. لقد كانت الحرية والكرامة بالفعل ضائعة، واستمرت ضائعة وبصورة دموية وارهاب وعنف لا يطاق على يد من حكم العراق بعد اغتيال ثورة 14 تموز الوطنية.. ومنذ انقلاب شباط الاسود عام 1963 وفقدان الحرية المنشودة صبيحة ذلك اليوم الاسود، حتى وقت قريب جدا.

حدثني الوالد يوما بعد زيارته الى احد السجون، وكان ضمن وفد برلماني، كيف التقى في زنزانة رهيبة، ببهاء الدين نوري (باسم)، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، الذي كشف عن صدره المثخن بالجروح جراء عمل السكاكين الحادة لانتزاع الاعترافات منه، وهو يصرخ بشجاعة في وجوهنا: اهذه هي الحرية وحقوق الانسان؟ لقد كانت تلك الشهادة بالنسبة لي، نقطة تحول وانحياز كامل الى جانب اولئك الابطال الذين يقاومون بصمودهم، تعسف الحكام، والاسراع من اجل اللحاق بهم عند اول اشارة لي من الحركة التي تحتضنهم. وهذا ما تم بالفعل لاحقا.في تلك السنوات ما قبل ثورة تموز، وفي سني دراستي الجامعية، انتقلت بافكاري، من القديم الى الجديد، من الاوهام، الى حقيقة ومعنى التقدمية والايمان بالاشتراكية كطريق للحرية والديمقراطية والعيش الكريم في ظل التآخي الانساني، وتمسكت بتلك القيم رغم الســجون والمعتقلات حتى يومنا هذا.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
يعملون في عيدهم.. 1 أيار "يوم بلا فرحة" لعمال العراق
التغير المناخي "يُهجّر" 100 ألف عراقي من مناطقهم
مداهمات واعتقالات في جامعة كولومبيا.. والسبب غزة!
كيف أصبح الأول من مايو عيداً لعمال العالم؟
بعد سنوات من التعثر، هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية؟
ردود فعل حادة بعد إقرار "قانون المثلية الجنسية" في العراق
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
ندوة اللجنة الثقافية في الإتحاد الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا
البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم "المثلية الجنسية"
في عيد امنا الأرض، أطفالنا في خطر
مقتل نجمة التيك توك العراقية "أم فهد" بالرصاص في بغداد
انتفاض الطلاب الجامعيين ينتقل من جامعات أميركا إلى باريس، رفضاً للسياسة الأميركية تجاه الفلسطينيين وقطاع غزة
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة