في محاولة لإيجاد مكان مناسب للفنانة العراقية المصابة بمرض عقلي سهى عبد الامير ، تبرع مجموعة من الفنانين بسكن جيد لها عبارة عن (كرفان) صغير لتخلد الى الراحة فيه .

وبعد الموضوع الذي نشرته (ايلاف) عن واقع حال الفنانة العراقية سهى عبد الامير الذي يرثى له، وتحدثنا عن الكوخ الذي تسكنه، والذي وصفناه بـ (أن الكلاب لا تأوي اليه)، وبعد أن اثار ردود افعال ايجابية عند الكثيرين لاسيما شريحة الفنانين وتناقله العديد من وسائل الاعلام العراقية، ارتأى مجموعة من الفنانين ايجاد حل لها لا سيما أنها ترفض مغادرة المكان والذهاب الى المستشفى، وإن تم الاتفاق مع ادارة مستشفى الرشاد على إيوائها ومعالجتها، وتمثل الحل بالتبرع بـ (كرفان) صغير ومناسب لكي يكون سكناً ملائماً لها، على الرصيف ذاته الذي لا تريد أن تغادره ، فضلاً عن تبرعهم بأفرشة نظيفة وملابس وبعض الحاجيات الشخصية الضرورية، كما أنهم أعطوا مبلغًا من المال لصاحب المطعم القريب منها ليرسل لها وجبات طعام بشكل دائم ، وهناك من خصص لها راتبًا شهريًا قدره 150 الف دينار (125) دولاراً.

وقد أبدى بعض الفنانين إرتياحهم لما قام به فنانون رفضوا أن يعلنوا عن أسمائهم، مثلما أعربوا عن أسفهم أن الحكومة لم تفعل شيئًا ولم تحرك ساكنًا، ولم يصل أحد منها الى هذه الفنانة المظلومة، مقدرين لبعض وسائل الاعلام ومنها (ايلاف) التعاطف مع الفنانة والاهتمام بها، مؤكدين أنها كانت سعيدة وقد ذهبت معهم الى المقهى وارتشفت الشاي ودردشت معهم بشكل هادئ ووديع .

وقال صباح رحيمة ، رئيس رابطة الفنانين والاعلاميين العراقيين: بعد محاولاتنا لنقلها الى المستشفى الا أنها رفضت ، وكانت متمسكة بالمكان والرصيف الذي يقع عليه كوخها، لانه قريب من شقتها وذكرياتها كما يبدو، وبعد أن نشرت وسائل الاعلام خبر سكنها المزري وعدم التفات أحد لها ، صار الرأي، وهو الحل الوحيد ، أن يتبدل الكوخ الذي تسكنه، فتبرع الفنانون يتقدمهم المطرب علي جودة بهذا (الكرفان) الذي اعاد البسمة الى هذه الانسانة الضحية ، ولا يسعني الا أن اشكر الجميع و (خلف الله عليهم وعلى كل طيب) ، ويمكن القول ..أخيرًا تحقق الحلم وجلست سهى في بيتها المتواضع، الفضل لله والى كل الطيبين .