تحل علينا هذه الأيام الذكرى السادسة والستون لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق في الرابع عشر من نيسان. ففي مثل هذا اليوم من عام 1948، أعلن مجموعة من الطلبة الأحرار في ساحة السباع ببغداد عن أول تنظيم طلابي عراقي تحت شعار "في سبيل حياة طلابية حرة.. في سبيل مستقبل افضل". وسرعان ما تحول هذا التنظيم الى قوة حقيقية ومحرك أساسي لمختلف الفعاليات الطلابية والوطنية.
إن الدرس القيم والأساس الذي تعلمناه من الزملاء المناضلين مؤسسي وقادة الاتحاد يتمثل في أن الحقوق والحريات تؤخذ ولا تعطى، وان النضال السلمي وبأساليب ديمقراطية بعيدة عن العنف والتطرف قادرة على تحقيق اكبر المنجزات.
لقد كان اتحادنا، وسيبقى، جزأً لا يتجزأ من القوى الساعية لبناء العراق الديمقراطي الذي بدونه لا يمكن الحديث عن حياة طلابية حرة ومعافاة. وعلى هذا الأساس شارك اتحادنا في جميع النضالات المطلبية الوطنية العراقية.
تحل علينا الذكرى والعراق يمر بمرحلة حرجة تتمثل بتكالب قوى الشر على مكتسبات الشعب العراقي ومحاولة جره الى مربع 2006 -2007. كما أن القوى السياسية المتنفذة ذات المشاريع الطائفية لم تجلب لنا، الإطاحة بنظام الدكتاتور، سوى الأزمات تلو الأزمات، جلّ اهتمامها منصب على بسط النفوذ والبقاء قدر الإمكان في السلطة، مما يستدعي الوقوف بجدية للحفاظ على العملية الديمقراطية وترسيخ أسسها والترويج لها وذلك عبر المشاركة الفعالة في الانتخابات النيابية التي ستجري نهاية الشهر الجاري واختيار البديل ذي المشروع المدني الديمقراطي.
إن التغيير بات ضرورة ملحة لتخليص العراق من الأزمات ووضعه على سكة الآمان والبناء والتطور. إن التغيير آت ويمر عبر حسن الاستعداد للانتخابات النيابية القادمة. والانتخابات تشكيل جزءاً مهماً من الحياة اليومية للطالب العراقي والاستعداد لها يأتي عبر تفحص برامج الكتل السياسية وطرح الآراء حولها وتقديم مطالبات حول العملية التربوية والتعليمية، كي يتم تضمينها في تلك البرامج. إن صوت الطالب يجب أن يكون للقائمة التي تضع في برامجها أهمية إصلاح النظام التعليمي وضمان الحريات الديمقراطية وتوفير الأقسام الداخلية وتوزيع المنح المالية بالتساوي، وتشريع قانون الاتحادات الطلابية، وإعادة النظر بآليات البعثات الدراسية وتوزيعها بشكل عادل وتغيير المناهج الدراسية بما يتناسب والوقت الحاضر. وإن السعي إلى الأفضل يأتي عبر المشاركة الواسعة بالانتخابات واختيار التحالفات المدنية الديمقراطية التي تسعى لحصول المواطن على العدالة الاجتماعية.
أيّها الأحبّة
يمر عام آخر ولا جديد في موضوعة تطوير العملية التربوية والتعليمية في العراق، فلا يزال الوضع كما هو عليه، حيث التحديث في المنهاج الدراسي لا يرتقي لمستوى الطموح ولا ثمة تأهيل كاف للمباني الدراسية والأقسام الداخلية ولا قوانين لعمل الاتحادات والمنظمات الطلابية، وكذلك لا وجود لانتخابات طلابية، مع استمرار الكبت الواضح للحريات الطلابية، والقائمة تطول وتطول. اننا اذ نستثمر هذه الفرصة نؤكد مرة اخرى اهمية تحقيق مطالبنا الطلابية العادلة التي تتلخص بالكف عن كبت الحريات العامة وتشريع قانون الاتحادات والمنظمات الطلابية. كما نطالب بتوفير الخدمات المختلفة لشريحة الطلبة ومنها إجراء إصلاح شامل في المناهج الدراسية، على مختلف المستويات الدراسية، بما يتلاءم مع متطلبات العصر إضافة الى إعادة تأهيل الجامعات والمعاهد العراقية والمؤسسات التعليمية وتعزيز مكانتها واحترام استقلالها مع اهمية توفير فرص عمل لجميع الخريجين ومواصلة تأهيلهم بعد التخرج وتمكينهم من امتلاك ناصية التطور العلمي والتكنولوجي، كما نشدد على ضرورة تخفيض أجور الدراسات المسائية والأهلية.
ختاماً.. نتطلع الى مساهمتكم من اجل تحقيق أهدافنا العظيمة والتي قدم فيها طلبتنا أروع التضحيات...
عاش نضال الشعوب وطلبتها وشبيبتها من اجل التحرر والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية...
عاش نضال اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق...
عاشت الذكرى السادسة والستون لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق.
المجد والخلود لشهداء الحركة الطلابية والوطنية.
اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق
بغداد – نيسان