وقال مراسل (المدى برس) إن جثمان الملحن الراحل محمد جواد أموري قد وارى الثرى حيث دفن في مقبرة الشيخ معروف وسط بغداد بعد تشييعه، صباح اليوم، من أمام مبنى المسرح الوطني، مبيناً أن عدداً قليلاً من الشخصيات الفنية رافقت عائلة الملحن أموري إلى مثواه الأخير.

من جانبه قال الفنان نؤاس أموري نجل الراحل محمد جواد اموري في حديث الى (المدى برس)، إن "مجرد التفكير برحيل الفنان والأب محمد جواد أموري هو فاجعة لا أعرف وصفها"، مستدركاً "لكن نحمد الله أن رحيله جاء في أيام مباركة خاصة وهي أيام شهر رمضان المبارك وفي يوم مميز وهو الجمعة".

من جهته قال نقيب الفنانين العراقيين صباح المندلاوي في حديث الى (المدى برس) إن "محمد جواد اموري كان فناناً عبقرياً كبيراً وقائداً حيث قدم للأغنية العراقية الكثير اضافة الى اكتشافه الكثير من الأصوات الساحرة"، موضحاً أنه "لحن أكثر من 500 أغنية كان لها صدى واسعاً على جميع المستمعين".

وأضاف المندلاوي أن "الفنان كان ذكياً في اختياره للقصائد والألحان المغموسة بالوجع والألم لعكس واقع العراقيين"، مشيراً الى أن "اموري أمضى أكثر من 16 عاماً من عمره في الفرقة السمفونية العراقية ومنذ طفولته تعلم على العزف الشرقي والغربي في معهد الفنون الجميلة واستطاع وبكل مهارة ان يحفر في أذهان جميع محبيه مكاناً واسعاً اسم محمد جواد اموري".

وبيّن نقيب الفنانين العراقيين أن "الفنان الراحل في المدد الأخيرة عانى الاهمال سيما من قبل المسؤولين اضافة الى رئاسة الوزراء ومن دون التواصل بزيارات أو متابعة حالته"، مؤكداً أن "هذا الأمر دائما ما يحز بنفسية الهامات العملاقة التي تقدم للعراق الكثير وإذ تجد نفسها بيوم من الأيام مهملة من دون التفاتة المسؤول أو الأشخاص المعنيين".

من جانبه قال المخرج التلفزيوني جمال محمد في حديث الى (المدى برس) إن "الفنان أموري كان هو الملحن الأخير في باقة الملحنين العراقيين الكبار امثال يحيى حمدي وعباس جميل ورضا علي ومحمد عبد المحسن فكان هو امتدادهم الأخير"، وتابع "اليوم فقدنا هامة كبيرة من الفنانين العراقيين وأقولها وبكل صراحة بأن الفنان الكبير مات بصمت من دون الاعتناء به من قبل المسؤولين رغم انه عمود من أعمدة الأغنية العراقية الرصينة".

وأضاف محمد أن "الراحل استطاع من خلال إتقانه للالحان ولفنه الاحترافي استثمار ألحانه في ايصال الاغنية الريفية الى المستمع في المدينة اضافة الى الغناء البدوي وبهذا يكون للفنان الراحل الفضل الكبير في اكتشاف المطربين وشهرتهم"، مؤكداً أنه "لا يوجد هناك شخص يستطيع تعويض غياب هذه الشخصية".

وبيّن المخرج محمد أن "أموري لم يغني او يلحن لشخوص وإنما كان يغني ويتغنى ويلحن للوطن لأنه كان صاحب مبدأ ورسالة وليس شخصاً متلوناً"، مبدياً أسفه بأن "الذين اشتهروا وسُلطت عليهم الاضواء وأصبحوا فنانين لهم ثقلهم بفضل الفنان الراحل، لم يحضر أيّ شخص منهم للمشاركة في مراسيم الدفن رغم أنه تم دفنه في بغداد وقرب المسافة لن تكبدهم أيّ تعب أو معاناة".

وكان عدد من الفنانين شيّعوا، اليوم السبت، جثمان الملحن العراقي الكبير محمد جواد أموري الذي توفي في منزله أمس الجمعة، عن عمر ناهز الـ79 عاماً، إلى مثواه الأخير في مقبرة الشيخ المعروف وسط العاصمة بغداد.

وكان نجل الملحن العراقي المعروف، محمد جواد أموري، أعلن أمس الجمعة، (11تموز2014)، وفاة والده بظروف طبيعية.

ويعد أموري أحد أهم الركائز اللحنية خلال مدة الستينات، وكان له تأثير واضح على التحولات التي طرأت على  الموسيقى في الأغنية العراقية سيما في مرحلة السبعينات.

كما يعد من اهم القامات اللحنية العراقية، وله الكثير من الاغاني المشهورة والتي تعد من التراث العراقي اللحني المهم، مثل مرينا بيكم حمد التي غناها الفنان ياس خضر، مالي شغل بالسوگ وجاوبني تدري الوكت لحسين نعمة، ردي ردي لفؤاد سالم، وغيرها.