الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
غياب الموازنة والتداعيات الأمنية يلقيان بظلال حزينة على عيد الفطر في ميسان
الأحد 27-07-2014
 
المدى برس/ ميسان

لم يشأ أبو محمد أن يحل عيد الفطر من دون أن يتمكن من شراء ملابس جديدة لأطفاله الأربعة كما جرت العادة في مثل هذه المناسبة المباركة، وذلك من جراء صعوبة الظروف المعيشية وتفشي البطالة من جراء عدم إقرار الموازنة الاتحادية واضطرار الدوائر الحكومية الاستغناء عن العاملين بأجور يومية وعدم تنفيذ مشاريع جديدة.    

فقد كان أبو محمد، مزهر ربيع، الذي يعمل بأجر يومي في بلدية مدينة العمارة،(320 كم جنوب شرق العاصمة بغداد)، يمني نفسه بأن يتم تثبيته على الملاك الدائم، لكن عدم إقرار الموازنة العامة للدولة حتى الآن، بخر أحلامه، وجعله مع أقرانه يعانون من شظف العيش.

ويقول ربيع في حديث إلى (المدى برس)، إن "تأخر إقرار الموازنة العامة أضر كثيراً بشريحة العاملين بأجر يومي سواء في دوائر الدولة أم القطاع الخاص بعد توقف الكثير من المشاريع وعدم تنفيذ الجديدة منها"، ويبين أن "بلدية العمارة كغيرها من دوائر الدولة اضطرت لإنهاء عقود العاملين بأجر يومي بعد انتهاء السنة المالية وتعطل إقرار الموازنة ما جعل هذه الشريحة عاطلة عن العمل في ظل ظروف معيشية صعبة".

ويضيف أبو محمد، "لدي ثلاثة أولاد وبنت وحيدة، ولا أدري كيف أدبر شؤونهم وقد حل عيد الفطر وهم يترقبون مني أن أدخل الفرحة لقلوبهم"، ويستطرد "لكن البطالة وشظف العيش جعلت العيد لا يختلف عن باقي الأيام، إن لم يكن وقعه أشد وأقسى لأن الأطفال يشاهدون اٌقرانهم في المحلة وهم يرتدون ملابس العيد الجديدة ويذهبون لشراء الحلوى وارتياد الأماكن الترفيهية".

ويوضح ربيع، "لولا تبرعات المسورين وما يجودون علينا من معونات لاضطررنا إلى التسول"، ويتساءل "ما الذي يقوله المسؤولون عن تأخر الموازنة العامة لأنفسهم وقد تسببوا في أذية الكثير من الشرائح الاجتماعية الضعيفة وتسببوا في زيادة البطالة وتفاقم معاناة الفقراء".

وكان مجلس محافظة ميسان، عد في(الـ17 من أيار 2014)، أن تأخر إقرار الموازنة "عطل الكثير من المشاريع الخدمية" التي أقرها ضمن موازنة عام 2014 الحالي، وبين أن "مسلسل الموازنة أصبح كسرطان سنوي" يصيب الشعب ويشل جميع المفاصل، وفيما طالب البرلمان "بتجاوز الخلافات الحزبية والاهتمام بشؤون المواطنين وإقرار الموازنة فورا"، هدد "بلجوء المحافظات الى القانون" في حال تصويت البرلمان على موازنتي العامين الحالي والمقبل بسلة واحدة.

بدورها تقول الحاجة أم كريم، التي تسكن في بيوت "الحواسم" في حديث إلى (المدى برس)، إن "أهالي الحي يرددون ما قاله الشاعر أبو الطيب المتنبي، عيد بأي حال عدت يا عيد بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ، نتيجة ما يعانونه من قسوة الظروف الاقتصادية وانتشار البطالة"، وتضيف أن "أولادي يعانون البطالة منذ سنوات من دون أن يتمكون من إيجاد فرصة عمل".

وتذكر أم كريم، "كل ما نتمناه من الحياة أن ينعم علينا الباري عز وجل بالصحة ويفرج أمور العراق لتمنحنا الدولة قطعة أرض أو سكن آدمي يقينا برد الشتاء وحرارة الصيف"، وتنتقد السياسيين الذين "يتكالبون على المكاسب الشخصية والحزبية من دون النظر لأوضاع الفقراء".

من جانبه يقول سائق الأجرة يعقوب صالح، في حديث إلى (المدى برس)، إن "التجار يرفعون الأسعار مع اقتراب كل عيد برغم معرفتهم بصعوبة الأوضاع المعيشية"، ويضيف أن "الأحدث الأمنية الجارية في المناطق الشمالية والغربية أثرت على السوق المحلي لاسيما بعد تعذر وصول البضائع السورية ذات الأسعار المناسبة نوعاً ما".

ويتساءل صالح "كيف لمن لديه أسرة من أربعة أبناء شراء ملابس العيد لهم وسعر القميص الواحد 25 ألف دينار، وهو بالكاد يؤمن قوتهم اليومي"، ويرى أن "الحكومة والبرلمان ينبغي أن يكون لهما موقفاً حقيقياً لمساعدة الفقراء وتحسين أوضاعهم المعيشية لا أن ينشغلا بالخلافات والصراعات ويغفلاً إقرار الموازنة".

ويتوقع سائق الأجرة، أن "يمر عيد الفطر هذا العام مرور الكرام من دون أي شيء مميز"، ويعزو ذلك إلى "أسباب عدة منها ما هو عام كالتردي الأمني وموجة النزوح الجديدة وعدم اقرار الموازنة، وما هو خاص بمدينة العمارة كخلوها من المناطق السياحية ومدن الألعاب وغيرها من مناطق الترفيه المناسبة التي تكون متنفساً للعوائل والشباب في ظل ارتفاع حرارة الجو".

ويؤكد يعقوب، أن "أغلب العوائل الميسانية ستكتفي بتبادل الزيارات والذهاب إلى الأمكان الزراعية التي تتسم بالجمالية والهدوء والهواء النقي هروبا من زحمة السيارات وضجيج المدنية وشحة الكهرباء".

يذكر أن مجلس النواب العراقي أنهى في (الـ12 من آذار 2014)، القراءة الأولى لمشروع قانون الموازنة المالية العامة للعام 2014 الحالي، من دون أن يتمكن من إتمام القراءة الثانية للمشروع بسبب عدم تمكنه من عقد جلسة كاملة النصاب نتيجة التجاذبات السياسية.

كان مجلس الوزراء، صوت في (الـ15 من كانون الثاني 2014)، بالموافقة على مشروع قانون الموازنة العامة الاتحادية لجمهورية العراق للسنة المالية 2014، وإحالته إلى مجلس النواب استنادا لأحكام المادتين (61/البند أولا و80/البند ثانيا) من الدستور، متأخراً عن الموعد المحدد أكثر من مئة يوم.

يذكر أيضاً ن المسلمين يترقبون حلول عيد الفطر المبارك منذ الغد الاثنين، الموافق (الـ28 من تموز 2014 الحالي)، للاحتفال بهذه المناسبة الدينية المهمة.

وعيد الفطر أول أعياد المسلمين، الذي يحتفل فيه في أول يوم من أيام شهر شوال، ثم يليه عيد الأضحى، في شهر ذو الحجة، ويأتي عيد الفطر بعد صيام رمضان، حيث يكون أول يوم يفطر فيه المسلمون بعد صيام الشهر الفضيل.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
مراسم "طواف كرجال" عند الإيزيديين في دهوك
ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
اتفاق بين العراق وتركيا.. تخصيص عادل ومنصف للمياه العابرة للحدود
أردوغان يعلن نقطة تحول في العلاقات مع العراق ومباحثات واتفاقات تخص العماليين والمياه
العراق وتركيا وقطر والإمارات.. توقيع مذكرة تفاهم رباعية للتعاون بـ"طريق التنمية"
زيارته الأولى منذ 13 عاما.. ماذا يحمل إردوغان في جعبته للعراق؟
الفصائل تتمرد على الحكومة وعلى تفاهمات واشنطن: يدانا ليست مكبلة بالأوامر الرسمية !
يوم الأرض العالمي، 22 نيسان 2024
شقيقة الباحثة الإسرائيلية المختطفة بالعراق "تهاجم" السوداني في واشنطن
انتصار نقابي تاريخي لموظفي فولكسفاغن في الولايات المتحدة، ونقطة تحول تزيد من رهانات الانتخابات في ألاباما
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
رصد طائرات استمطار.. هل تسبب تلقيح السحب بفيضانات الإمارات؟
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة