نظم عدد من البرلمانيين والصحفيين في مجلس النواب، امس الثلاثاء، وقفة شارك فيها نواب عن مختلف الكتل السياسية، طالبوا فيها بانقاذ ناحية آمرلي في محافظة صلاح الدين، كما أطلق مجموعة من شباب حملة انقذوا التركمان، لتسليط الضوء على معاناتهم جراء احتلال ومحاصرة تنظيم داعش لعدد من مناطقهم في الموصل وصلاح الدين.

وفيما كشف المرصد العراقي لحقوق الانسان، عن محاصرة ما يقرب من 16 الف شخص في ناحية امرلي، و اصابة 250 طفل بالجفاف نتيجة لشح الحليب ومياه الشرب، نفت إدارة الناحية، وصول أية مساعدات إنسانية إليها، مبينة أن الاهالي يعانون وضعاً "مأساوياً" من حصار "إرهابي ظالم" منذ قرابة 68 يوماً.

وفي الوقت الذي طالبت الناحية المجتمع الدولي بضرورة الاهتمام بمواطنيها "الصامدين" فيها، دعا نائب عن ائتلاف دولة القانون، الولايات المتحدة بالتدخل ومساعدة المحاصرين في ناحية آمرلي بنفس ما قامت به من مساعدة للنازحين في ناحية سنجار.

يذكر ان ناحية آمرلي الواقعة في قضاء طوز خورماتو،(90 كم شرق تكريت)، تشهد حصاراً منذ اكثر من شهرين، نتيجة سيطرة مسلحي داعش، على اجزاء كبيرة من محافظة صلاح الدين، (170 كم شمال العاصمة بغداد)، بعد أن استولوا بشكل كامل على مدينة الموصل (405 كم شمال بغداد) في العاشر من حزيران 2014.

وقال مقرر رئيس مجلس النواب نيازي اوغلو، في مؤتمر صحفي، تابعته "طريق الشعب"، ان مجلس النواب والحكومة يتحملون مسؤولية تاريخية تجاه مواطني الطوز، و آمرلي، وعليهم الإيعاز الفوري للقيام بعملية عسكرية عاجلة وبالتنسيق مع قوات البيشمركة من اجل انقاذ هؤلاء المواطنين من الوضع الخطير والموت المحقق.

واضاف اوغلو ان "الحصار والهجمات على القضاء ادت الى تفاقم الوضع الانساني وموت الاطفال والنساء والشيوخ"، مطالبا بـ"ضرورة ابعاد القضاء عن مرمى القصف المدفعي اليومي من قبل مسلحي داعش".

واستغرب اوغلو "الصمت الدولي والإقليمي ازاء ما يتعرض له التركمان في القضاء خاصة عمليات التطهير العرقي والطائفي".

ونظم عدد كبير من الصحفيين و الاعلاميين المندوبين في وسائل الاعلام في مجلس النواب، وقفة احتجاجية في البرلمان، طالبوا فيها بانقاذ اهالي آمرلي من الوضع الانساني الماساوي الذي يمرون به". وحمل المحتجون لافتات كتب عليها (انقذوا آمرلي) و(آمرلي تستغيثكم)".

من جهته، قال المرصد العراقي لحقوق الانسان، في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، انه "اجرى خلال الايام الاربعة الماضية اتصالات ولقاءات مُكثفة مع عدد من أهالي ناحية آمرلي الواقعة في قضاء طوز خورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين، وشهود عيان تواجدوا خلال الأيام الماضية هُناك، كشفت عن واقع مأساوي ومحاصرة شرسة من قبل الجماعات المتشددة لأهالي الناحية"، مبينا ان "ما يقارب 18 الف نسمة من القومية التركمانية يسكنون في ناحية آمرلي، و ان نحو 5 آلاف و500 عائلة، يعيشون منذ 67 يوماً حالة من القلق الرعب، بسبب محاصرة التنظيمات الم?شددة لناحيتهم، التي تُعاني الآن من نقص في الغذاء والدواء".

و اكد المرصد ان "اهالي ناحية آمرلي بحاجة الآن الى اطباء مقيمين، يساعدون الممرضين الموجودين من اهالي الناحية، على اجراء العمليات الجراحية، خاصة للمقاتلين الذين يتعرضون لهجمات يومية من التنظيمات الارهابية، والتي يُصابون على اثرها".

واشار الى ان "طائرات الهليكوبتر التي تصل كل يومين الى الناحية وهي تحمل السلاح والمساعدات الغذائية والطبية، لا تسد حاجة الموجودين هناك، فهم بحاجة الى طائرات تصل الناحية يومياً، لسد حاجة اهالي الناحية من الغذاء والدواء".

غير ان، مدير ناحية آمرلي، عادل شكور البياتي، قال لوكالة "المدى برس " ان الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام عن وصول سبع طائرات محملة بالإمدادات للناحية عارية عن الصحة"، مشيراً إلى أن "الناحية تعاني من حصار إرهابي ظالم منذ قرابة 68 يوماً بدأت آثاره تظهر بوضوح على 15 ألف نسمة من الأهالي بينهم الكثير من الأطفال والنساء، حيث نفد مخزون النفط الأبيض المستعمل في الطبخ، فضلاُ عن الغذاء، في ظل انعدام الكهرباء وماء الشرب".

وطالب البياتي، المجتمع الدولي بضرورة "الاهتمام بالتركمان.. الصامدين في آمرلي، على غرار ما فعلوا مع بعض المكونات الأخرى التي تعرضت لجرائم داعش"، مؤكداً أن "أهالي آمرلي أقسموا على الموت فيها أو فك الحصار من دون أن تدنس أرضهم بفلول الإرهابيين".

وحث مدير ناحية آمرلي، الجهات السياسية كافة على "الكف عن المزايدات أو الإعلان كذباً عن وصول إمدادات لأهالي الناحية من دون أن يتحقق شيء يذكر منها على أرض الواقع".

ونقل المرصد العراقي، عن شهود عيان من داخل الناحية، قولهم، ان "الهجمات تُشن على ناحية آمرلي يومياً او كل يومين، فبعض الاحيان يبدأ الساعة الرابعة فجراً، حتى الرابعة عصراً، و احيانا اخرى يبدأ مع بدء غروب الشمس، لكن الصعوبة التي يواجهها اهالي الناحية، تكمن بالسقوط اليومي لقذائف الهاون على المنازل".

وكما نقل المرصد، عن مصدر طبي قوله، ان "250 طفلاً من الناحية يعانون الآن من الجفاف، بسبب قلة الدواء، وغياب تام للحليب، و شحة في المياه".

من جانبه، طالب النائب التركماني عن ائتلاف دولة القانون، عباس البياتي، في مؤتمر صحفي، تابعته "طريق الشعب" "الولايات المتحدة القيام بواجباتها الإنسانية وتقديم المساعدات لأهالي الناحية المحاصرين كما فعلت مع النازحين في ناحية سنجار خاصة وان قواتها الجوية تتواجد في قاعدة انجرلك جنوب تركيا القريبة من الحدود العراقية والتي لا تبعد كثيرا عن الناحية".

ودعا البياتي "الحكومة وقواتها الأمنية للإسراع بتقديم الدعم والإسناد لأهالي آمرلي من اجل فك الحصار والقضاء على المجاميع الإجرامية"، مبدياً استغرابه "من عدم تحرك القوات الأمنية التابعة لقيادة عمليات دجلة والتي تبعد عن الناحية عدة كيلومترات دون أن تتقدم نحوها".

وطالب "المنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان بالتحرك السريع وإنقاذ أهالي الناحية مما يعانون".

الى ذلك، أطلق مجموعة من شباب التركمان حملة انقذوا التركمان، لتسليط الضوء على معاناة و مظلومية المكون التركماني في العراق نتيجة الاستهداف الإرهابية لتنظيم داعش المتكررة وتهجيرهم من مناطقهم بشكل قسري بعد احداث الموصل.

ويقول مهدي سعدون البياتي، احد الناشطين الشباب الذين يقودون الحملة، لوكالة "الغد برس"، "جاءت هذه الفكرة نتيجة التهميش الأممي والمحلي لقضيتنا وتقصير الإعلام العراقي والعالمي من نقل محنة هذا الشعب ، خصوصا بعد أحداث الموصل"، مبينا ان هذه "حملة وطنية إنسانية تضامنية شارك بها العشرات من شباب العراق على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم ويمثلون جميع المحافظات".

ويوضح البياتي أن "حملتنا تهدف لنشر وإيصال مظلومية شعبنا من النازحين التركمان للإعلام عن طريق برامج التواصل الاجتماعي من خلال نشر الصور والأخبار والمقالات عنهم وعن أوضاعهم الإنسانية، إيمانا منا بدور تلك الوسائل الاجتماعية و أهميتها في التأثير على الرأي العام".

ويؤكد البياتي أن "التواصل مستمر مع المؤسسات الإنسانية ومراكز الدراسات والأبحاث الاستراتيجية لإيصال صوت التركمان بالتقارير والصور والفيديوهات الموثقة وبثلاث لغات رسمية العربية الإنكليزية والتركية".

ويطالب البياتي "الحكومة العراقية ومجلس النواب والمجتمع الدولي للإسراع بإنقاذ التركمان من الاستهدافات والإبادة الجماعية التي يتعرضون لها".

ويتابع البياتي أن "الشعب التركماني تضرر مثلما تضرر المسيحيين والايزيديين والشبك في شمال العراق، ولكن نستغرب اليوم من موقف المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية و العالم يتسابق لإنقاذ اللاجئين في جبل سنجار، لكن تجاهلوا الآلاف من التركمان الذين يواجهون إبادة من قبل الجماعات الإرهابية".