الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
الشاعر العراقي زهير الدجيلي يصارع المرض اجتراراً
الجمعة 19-09-2014
 
عبد الزهرة الركابي

زهير الدجيلي، الكاتب والصحافي، والشاعر الشعبي والمؤلف للأغاني، وكاتب السيناريو للأفلام والمسلسلات التلفازية، لا يحتاج الى شهادة مني للتعريف به، حيث غادر العراق منذ ثلاثة عقود ونصف من الزمن، وكاتب السطور امضى سنوات طوال في التماس المهني والإعلامي مع هذا المبدع الذي أفصح لي عن مرضه أخيراً، خلال مكالمة هاتفية أجريتها معه، وهو يُعالج حالياً في احد مستشفيات الكويت!، بعدما أمضى أشهراً عدة لهذا الغرض في أميركا.

الدجيلي طوال سنواته التي نقلته من مكان الى مكان، ظل في ترحال في ساحات الحرية وزنازين المعتقلات، كان مزحوماً في الإبداع المتنوع، وظل هواه الجنوبي منذ ولادته في مدينة الشطرة في محافظة الناصرية، يدفعه الى النضال اليساري، خصوصاً وأن (الشطرة) مدينته كان يُطلق عليها في حقبة ماضية، تسمية (موسكو العراق).

زهير الدجيلي الذي يقيم في الكويت منذ سنوات خلت، ويعمل في صحيفة (القبس) الكويتية ويرأس جمعية الصداقة العراقية الكويتية ورئيس تحرير الموقع الإلكتروني (الجيران)، لا يزال يواصل كتابة عموده الأسبوعي في الصحيفة المذكورة على الرغم من جرعات العلاج القاسية التي يتلقاها، بعدما أصيب بالمرض، وخلال حديثي الهاتفي الأخير معه، كأني أحسست به يودعني، بيد إني تحاملت على نفسي، كي أرفع من معنوياته في ظرفه العصيب هذا، عبر تحويل الحديث الى ناحيتي وظروفي الشخصية، وخصوصاً في ما يتعلق بعودتي من المنفى الطويل، على نحو ما يقارب الربع قرن من الزمن.

يُذكر أنه يكتب الشعر الفصيح والعامية، ويعد من أبرز شعراء القصيدة المحلية (الشعبية) العراقية، وله العديد من القصائد الوطنية والغزلية المعروفة والمنشورة، ناهيك عن عشرات الأغاني.

هذا المبدع المخضرم والعتيد في الإبداع الشامل، كتب مقدمات المسلسلات الدرامية ومسلسلات الأطفال والكارتون بالفصحى والعامية، كما كتب برنامج (زهيريات) الذي فاز بالجائزة الأولى في مهرجان تلفزيون الخليج، وكذلك كتب برنامج المنوعات (الانتظار) الذي فاز بالجائزة الأولى في مهرجان تلفزيون الخليج، بالإضافة الى حصوله على الجائزة الأولى في مهرجاني دمشق والجزائر للأغنية العربية.

كتب العشرات من الأغاني لمطربي العراق المعروفين وكانت أشهر الأغاني التي كتبها على سبيل المثال لا الحصر (الطيور الطايرة ـ يمتى تسافر يا كمر ـ بيت العراقيين ـ ينجوى ـ أمغربين ـ أمراضيتك ـ أنحبكم) وغيرها من عشرات الأغاني لفؤاد سالم، سعدون جابر، حسين نعمة، ياس خضر، مائدة نزهت، قحطان العطار، وقد لحنها كبار الملحنين مثل، كوكب حمزة، محسن فرحان، طالب القره غولي وغيرهم.

ومن الأغاني المؤثرة التي كتبها زهير الدجيلي، هي أغنية (يا طيور الطايرة) التي غناها المطرب سعدون جابر ولحنها كوكب حمزة ((يا طيور الطايرة مرّي أبهلي.. ويا شمسنا الدايرة شوفي هلي..)).

ومن الأغاني الرائعة التي كتبها زهير الدجيلي أيضاً، هي أغنية (حسبالي) التي غناها أيضاً المطرب سعدون جابر، وكلمات هذه الأغنية، محملة بنفس من المقاربة الوطنية العاطفية، في امتزاج الصور الشعرية التي أفاض بها ((كل يوم بدروب الزعل تأخذني وترجعني وساعات بغياب الشمس ملهوف وأمضيعني))

لا أُغالي إذا ما قلت حقيقة، أن العراق أبعد وشرّد ونفى أبرز مبدعيه، وصحيح أن الوطن ليس له جريرة بهذا الأمر، وإنما يقع على عاتق من كان له سطوة في حكمه من خلال ظروف داخلية أو عوامل خارجية، كما هي تتواصل هذه الظروف والعوامل حتى هذا الوقت، فقد رحل في المنفى منذ القرن الفائت كبار مبدعي العراق، بدر شاكر السياب، محمد مهدي الجواهري، عبدالوهاب البياتي، نازك الملائكة، وغيرهم.

فوطن بحجم العراق، لا يستوعب ترابه أو أرضه هؤلاء المبدعين حتى في مماتهم، دلالة لا لبس فيها على أن هذا الوطن لا يزال في دوامة الإشكالية السرمدية في نبذ مبدعيه، مهما كانت الذرائع والمبررات، وحتى رمي هذه الإشكالية على شماعة الظروف السياسية، بيد أن هذه الظروف لا تجيز لوطن أن يمنع استقبال نعوش أجساد أبنائه في هذا العهد أو ذاك، في رحيلهم الى المنتهى مهما كانت النظم الحاكمة ولا أقول المتسلطة!.

وعلى هذا الطريق، يظل العراق مناكفاً مبدعيه، الذين أستوطنوا المنفى قسراً، ومن يعد إليه، سرعان ما يعود الى المنفى من جديد، كما فعل مظفر النواب، وجمعة اللامي على سبيل المثال لا الحصر، بينما ظل سعدي يوسف وزهير الدجيلي، وكل من على معدن المذكورين، ينتظرون نضالهم الأخير أو بالأحرى رحيلهم الأخير!.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
رصد طائرات استمطار.. هل تسبب تلقيح السحب بفيضانات الإمارات؟
الأمم المتحدة: 19 ألف طفل يتيم بغزة بعد مقتل 6 آلاف أم
واشنطن وبغداد.. مواصلة البحث بشأن إنهاء مهمة قوات التحالف
على الرغم من الدعوات الدولية إلى ضبط النفس، إسرائيل تواصل التهديد وإيران تحذّر
السوداني يلتقي بايدن في البيت الأبيض
تقرير أميركي: 5 صواريخ إيرانية أصابت قاعدة "نيفاتيم" الإسرائيلية
التحالف الدولي أسقط 30 صاروخاً ومسيرة إيرانية في الأجواء العراقية
بعد الهجوم الإيراني.. مساع أميركية لاحتواء الرد الإسرائيلي
بينها عربية.. دول أقرت بالتصدي للهجوم الإيراني ضد "إسرائيل"
معضلة المياه مستمرة والموارد تحضر مذكرة تفاهم مع تركيا لحلها
الحرس الثوري يعلن قصف "اهداف مهمة للجيش الإسرائيلي"
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة