الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
لا استجابة لتظاهرات ضد العبادي .. والتأجيل لتبرير الفشل!
الثلاثاء 30-09-2014
 
أسامة مهدي - إيلاف

 فشل داعون لتظاهرات في بغداد ومحافظات عراقية جنوبية اليوم بإخراج مواطنين للمشاركة فيها للمطالبة بسقوط حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، حيث امتنعت المحافظات الجنوبية عن التظاهر فيما تظاهر عدد محدود وسط بغداد سرعان ما تفرقوا، الامر الذي دفع الداعين الى اصدار بيان بإدعاء التأجيل حفظًا لماء الوجه على ما يبدو.

ومنذ ثلاثة ايام تتخذ السلطات الامنية اجراءات مشددة حول المنطقة الخضراء مركز الرئاسات الثلاث، ومعظم الوزارات والسفارات الاجنبية وسط بغداد، وكذلك في المحافظات الجنوبية تحسبًا لأي أعمال عنف ترافق التظاهرات التي اتهم بالتحريض عليها رئيس الوزراء السابق نائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي، قبل أن يتنصل منها ويدعو لمنح حكومة العبادي فرصة للعمل، مشددًا على عدم تحريض حزب الدعوة الاسلامية الذي يقوده على تنظيمها.

وفيما امتنع مواطنو المحافظات الجنوبية عن الخروج ورفضت منظمات المجتمع المدني والجماعات الشبابية  المشاركة في التظاهرات ضد العبادي، فقد تجمع عدد محدود ممن اطلقوا على انفسهم "الناشطون" في ساحة التحرير وسط العاصمة سرعان ما تفرقوا، حيث كانوا يريدون المطالبة بتنحي رئيس الوزراء حيدر العبادي والدعوة للكشف عن  مصير ضحايا أحداث سبايكر والصقلاوية التي قام تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" خلالها باعدام مئات الجنود العراقيين، والغاء قرار ايقاف قصف المدن، وهي الشعارات التي اختفت وراءها الاهداف الحقيقية لهذه الفعالية التي تؤكد مصادر سياسية انها من تنظيم قوى شيعية غير راضية عن انفتاح العبادي على السنة والاكراد وتأكيداته بالعمل على انهاء عزلة العراق وفتح صفحة جديدة من العلاقات مع دول المنطقة وخاصة السعودية وتركيا التي تتهمها تلك القوى بدعم الارهاب في العراق.

وقد اضطر المالكي الاحد الماضي الى نفي الاتهامات الموجهة له بالتحريض على هذه التظاهرات ضد غريمه العبادي، حيث دعا منظمي التظاهرات إلى منح حكومة العبادي فرصة للقيام بعملها خاصة مع  الوضع الامني الذي يشهده العراق. وقال في مؤتمر صحافي عقده في مدينة الحلة عاصمة محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) الأحد الماضي "لا أرى بالضرورة الخروج بمظاهرات يوم الثلاثاء المقبل (اليوم) نظراً لحراجة الوضع الامني والتحديات التي تمر بها البلاد، وانشغال العالم جميعًا في صد الإرهاب". وأضاف "اننا في حزب الدعوة اصدرنا بياناً دعونا فيه أنصارنا الى عدم المشاركة في التظاهرات".. مبيناً انه "لا مانع من الخروج بمظاهرات وفق السياق الديمقراطي لكننا سمعنا أن هناك نية لتوجه التظاهرات لاسقاط الحكومة".

واليوم اهتمت الصحف الصادرة في بغداد بالتظاهرات التي كان يخطط لخروجها الثلاثاء، وربطتها بمحاولات لاسقاط حكومة العبادي، وعن ضلوع ما وصفته بالميليشيات المتنفذة ورجال من عهد المالكي بهذه المحاولات .

وقالت صحيفة  "الدستور" إن مصدرًا سياسيًا مطلعًا كشف عن وجود اجتماعات تعقدها شخصيات كانت محسوبة على العملية السياسية، بالتعاون مع رجال اعمال وقادة عسكريين واعلاميين والهدف بحث سبل اسقاط الحكومة الجديدة وافشالها امام الرأي العام. ونقلت عن المصدر قوله "إن شخصية سياسية مؤثرة اجتمعت في فندق راقٍ تحت غطاء دعوة غداء لمناقشة سبل افشال الحكومة الجديدة واظهارها أمـــــــام الرأي العام بأنها ضعيفة سياسيًا وامنيًا، وأنها غير قادرة على إدارة شؤون العراق.. وأن المجتمعين قرروا الشروع بتنفيذ خطة عمل تهدف إلى محاصرة رئيس مجلس الوزراء من خلال تحشيد تظاهرات (مشبوهة) ضده وتوجيه الاتهامات له وتعبئة الرأي العام عبر استخدام وسائل اعلام متنوعة لإظهار حكومته بغير القادرة على مواجهة التحديات والتصّدي لها".

وبحسب المصدر، فإن " الشخصية السياسية التي تقود (اللوبي) وضعت خطوطاً عامة لسياسة تحرك اعلامي للفترة المقبلة، والتشويش على رئيس مجلس الوزراء والاساءة لشخصيات بارزة واعتبارهم  (خونة) ساعين للحصول على مصالح شخصية وحزبية والترويج لتظاهرة اليوم الثلاثاء التي تطالب العبادي بترك منصبه على خلفية قراره وقف القصف على المدن التي يحتلها داعش وحادثة قتل الجنود في الصقلاوية ".

تأجيل لحفظ ماء الوجه

وإزاء ذلك، فقد اضطر الداعون للتظاهرات الى اصدار بيان قالوا فيه "لأننا لا نريد أن تراق قطرة دم واحدة من الذين يشاركون في التظاهرة ونتيجة للاتصالات التي جاءت الينا وشرح بعض المواقف والوضع الراهن في البلد يتطلب تأجيل تلك التظاهرات الى موعد آخر ولحماية اهل الحق من أن تراق دماؤهم من اهل الحقد والباطل والكراهية ولعدم اعطائهم اية فرصة باستغلال التظاهرات لمصالحهم الشخصية، فقد قررنا تأجيلها الى موعد آخر سيتم الاعلان عنه".

واضافوا "سبق وأن اعلنا بعضاً من مطالب التظاهرات، فإن لم تعالجها الحكومة العراقية سوف تكون المظاهرات القادمة اكثر قوة وعزمًا وتصميماً وستخرج وهي مستعدة للتضحية من اجل الحق" .. واشاروا الى أنه "بالرغم من تأخير الخروج بمظاهرة الشعب لكننا انتصرنا وحققنا نصرًا واضحًا سلميًا دون أن تراق قطرة واحدة من الدماء فكانت ثورة القلم اقوى من ثورة البندقية"، على حد قولهم.  

وكانت مصادر اشارت في وقت سابق الى أن المالكي كان وجه انصاره ودفع مبالغ كبيرة لمجاميع مستعدة لتنفيذ رغباته في الخروج بتظاهرات ضد العبادي الثلاثاء الى المناطق الغربية السنية لقتال تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" هناك ليقتلوا على اراضيها .. اضافة الى تحريض نوابه في البرلمان على عدم التصويت لمرشحي العبادي الذين يقدمهم الى البرلمان لتولي حقيبتي الداخلية والدفاع الشاغرتين في حكومته بهدف ارباك عملها.

المالكي وأنصاره يشاكسون العبادي

وتؤكد هذه المصادر أن المالكي وانصاره بدأوا يعارضون علناً ما اسموه بسياسات يتبعها العبادي لوقف قصف المدن السنية على الرغم من وجود جماعات مسلحة فيها، وانفتاحه على الدول العربية والاقليمية وخاصة منها السعودية وتركيا مدعين أن هاتين الدولتين تعملان ضد العراق وتشجعان الارهاب على اراضيه.

واضافت أن اكثر ما يثير المالكي وانصاره حاليًا الخطوات التي بدأ يتخذها العبادي لاصلاح المؤسسات العسكرية والامنية وفتح ملفات الفساد في الحكومة السابقة. وفي هذا الاطار، اشارت المصادر الى اجراءات العبادي الاسبوع الماضي بالغاء مكتب القائد العام للقوات المسلحة الذي كان شكله المالكي واحالته قادة عسكريين كباراً الى التقاعد واعتقال آخرين لتقصيرهم في معارك افضت بسيطرة "داعش" على مناطق عدة ووقوع جنود أسرى بيد التنظيم، الذي قام بتنفيذ عمليات اعدام جماعية ضدهم.

واكدت المصادر أن المالكي والعبادي قد دخلا قبل ايام في مشادة كلامية حادة نتيجة ما يعتبره المالكي "إشارات سلبية" صدرت عن العبادي بشأن أداء حكومته السابقة . واوضحت أنه بينما قال المالكي للعبادي إن قراراته بوقف قصف المدن هي السبب في ما حصل من انتكاسات أمنية أخيرة، فإن العبادي قد رد على سلفه بأن قراراته طوال السنوات الماضية هي التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم . واكدت أن "رد العبادي كان حاسمًا ورفض تحمل مسؤولية الأخطاء التي ارتكبتها حكومة المالكي". واشارت الى ان الإجراءات والممارسات التي يقوم بها العبادي حاليًا تؤكد بوضوح على تقاطعه وعدم رضاه عن الإجراءات التي اتبعتها حكومة المالكي السابقة.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
اتفاقية إدارة الموارد المائية مع تركيا تثير غضب خبراء المياه في العراق
تصاعد التوتر في جامعات أميركية وسط تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
مراسم "طواف كرجال" عند الإيزيديين في دهوك
ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
اتفاق بين العراق وتركيا.. تخصيص عادل ومنصف للمياه العابرة للحدود
أردوغان يعلن نقطة تحول في العلاقات مع العراق ومباحثات واتفاقات تخص العماليين والمياه
العراق وتركيا وقطر والإمارات.. توقيع مذكرة تفاهم رباعية للتعاون بـ"طريق التنمية"
زيارته الأولى منذ 13 عاما.. ماذا يحمل إردوغان في جعبته للعراق؟
الفصائل تتمرد على الحكومة وعلى تفاهمات واشنطن: يدانا ليست مكبلة بالأوامر الرسمية !
يوم الأرض العالمي، 22 نيسان 2024
شقيقة الباحثة الإسرائيلية المختطفة بالعراق "تهاجم" السوداني في واشنطن
انتصار نقابي تاريخي لموظفي فولكسفاغن في الولايات المتحدة، ونقطة تحول تزيد من رهانات الانتخابات في ألاباما
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة