استضاف تيار الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك، يوم الجمعة ٣ اكتوبر ٢٠١٤، وفد من مثقفي العراق قادم من بغداد، في أمسية ثقافية سينمائية، اتسمت بحضور لافت لجمهورٍ من النخبة العراقية المثقفة من المقمين في الدنمارك، وتميزت بطروحات ثقافية وفنية مهمة وأسئلة عميقة برؤيتها، طرحها جمهور الأمسية على الضيوف.

الأمسية التي دارها الكاتب والناقد حسين السگاف، قدمت لجمهورها شخصيات ثقافية وفنية لها حضورها في المشهد الثقافي العراقي، وهم الشاعر والناقد علي حسن الفواز، والكاتب والاعلامي توفيق التميمي، والفنان المخرج طالب السيد، حيث تم قراءة بعض من السيرة الذاتية لكل من الضيوف على الجمهور، بغرض التعريف بهم.

استمرت لأكثر من ثلاث ساعات، وكانت على جزأين، الأول لأكثر من ساعة، وهو محاضرة ثقافية قدمها الشاعر والناقد علي حسن الفواز بعنوان "محنة الثقافة العراقية". سلط فيها الضيف المحاضر الضوء على أهم النقاط والملاحظات والظروف التي يعشها المثقف العراقي والثقافة العراقية بشكل عام داخل العراق، مستغلاً بذلك خبرته العملية ومعايشته اليومية لواقع الثقافة العراقية داخل العراق، مثيراً العديد من الأسئلة المهمة، والمشاهدات والمقترحات للنهوض بواقع الثقافة العراقية، وهذا ما حفز الجمهور على طرح أسئلته ورؤاه بشكل لا ينقصه الحرص والاهتمام الواضح الذي من شأنه تحسين والارتقاء بصورة وواقع المشهد الثقافي العراقي وضرورة منح المثقف العراقي مكانته الطبيعية التي يستحقها. فيما تطرقت اراء اخرى الى  ظاهرة تهميش المثقف التي يعاني منها الوسط الثقافي العراقي، وطالبت  بضرورة الوقوف ضد هذه الظاهرة. من جانب آخر طالبت بعض الآراء بضرورة تحسين اداء المثقف في التحفيز والتحريض والحضور الأنسب والمبادر في عملية التحول المدني الديمقراطي في العراق.

أما الجزأ الثاني من الأمسية، فقد خصص لعرض الفيلم الوثائقي "ساعة الصفر" الذي أعده وكتب له السيناريو الكاتب والاعلامي توفيق التميمي، وهو من اخراج الفنان طالب السيد. الفيلم الذي استمر قرابة الـ 55 دقيقية، كان يدور بفكرته عن سيرة حياة الشهيد  العميد الطيار جلال جعفر الاوقاتي، قائد القوة الجوية أبان فترة حكم عبد الكريم قاسم. حيث شغل الأوقاتي هذا المنصب منذ تشكيل أول وزارة في الحكم الجمهوري العراقي، حتى الساعة الأولى لإنطلاق شرارة الإنقلاب الفاشي في 8 شباط 1963، حيث تم إعدام العميد الأوقاتي من قبل إحدى عصابات الانقلاب، قريباً من داره الواقع في كرادة مريم، في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا من يوم الجمعة 8 شباط 1963، وكانت هذه الفعلة هي بداية ساعة الصفر لانقلاب شباط الأسود.

بعد انتهاء الفيلم الذي حظي باستحسان الجمهور، جرى توجيه الأسئلة من قبل الجمهور إلى معد وكاتب السيناريو وكذلك مخرج الفيلم، وقد تميزت الأسئلة بتنوعها بين الإشادة بالفيلم وبين البحث عن الحقيقة التاريخية لمادة الفيلم. وتطرق الكاتب توفيق التميمي الى طبيعة العمل والاعداد وصعوبة العثور على المعلومة الموثقة خصوصاً وأن السلطة البعثية التي أتت بعد هذه الانقلاب قد عمدت على اتلاف واخفاء أغلب الوثائق والشهادات التي تخص أحداث يوم الثامن من شباط الأسود.

كما تحدث الفنان طالب السيد، مخرج الفيلم، عن صعوبة الاخراج والتصوير ومدة التصوير والمونتاج، حيث اتسمت ردوده على الأسئلة بواقعية ملموسة وخبرة عملية واضحة.

ومن الجدير بالذكر، أن الفيلم وفي نهايته أشار إلى اختفاء جثة العميد الشهيد جلال الأوقاتي، حيث لا يعرف لها مكان حتى هذه الساعة، والإشارة قد وجهت أصابع الإتهام نحو تنظيم الحرس القومي في وقتها، وطالب السيد أياد علاوي، نائب رئيس الجمهورية الحالي بصفته أحد أفراد الحرس القومي أنذاك، بالكشف عن المكان الذي تم فيه إخفاء جثة الشهيد.

في نهاية الحفل تم تقديم الورود من قبل السيدة ام سوزان عضوة هيئة التنسيق للتيار إلى الضيوف، مع كلمات الشكر والتقدير للاساتذة الضيوف، والحضور المتميز للحاضرين.