الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
استقدام قوات برية أجنبية لمحاربة "داعش" يقسم آراء العراقيين
السبت 18-10-2014
 
عبدالجبار العتابي - إيلاف

ما زال الجدل محتدماً في العراق حول استقدام قوّات أجنبية لمحاربة تنظيم داعش، فهناك من يرى أن داعش لن تهزم الا بقوات أجنبية فيما يرى آخرون أن في ذلك خيانة كبيرة.

وتشهد الساحة السياسية العراقية جدالاً واسعا حول حاجة العراق الى قوات أجنبية على الارض لمقاتلة تنظيم داعش الارهابي، وعلى الرغم من الاختلاف في رأي بعض السياسيين إلا أن الاختلافات وصلت الى المواطنين العاديين فكانت هناك اختلافات وخلافات ايضا، فالامر انعكس على رأي المواطن البسيط الذي هو الآخر منقسم على نفسه، فيرى البعض أن من الضروري استقدام قوات اجنبية لدحر داعش لانها الوحيدة القادرة على هزيمته بوقت ليس طويلا فيما يرى البعض ان القوات العراقية قادرة على هزيمة داعش مشيرين الى ان (خيانة) البعض من الضباط هي السبب في اطالة امد العركة.

وكان مجلس محافظة الانبار  اعتبر من يمنع دخول القوات الاجنبية الى الانبار أنه لا يريد إخراج مسلحي "داعش" من المحافظة، وأكد أنه ينتظر موافقة التحالف الدولي والحكومة المركزية على دخول تلك القوات وحل أزمة الأنبار.

لكن رئيس الوزراء حيدر العبادي شدد في أكثر من مناسبة على أن العراق لا يحتاج إلى قوات أجنبية على الارض وان الجيش العراقي قادر على دحر تنظيم داعش.

لا نثق بالأميركيين

أحد متطوعي الحشد الشعبي، بهاء سالم، قال لإيلاف إنه من المعيب استقدام قوات أجنبية، مستغرباً سماع من يطالب بقوات اميركية لمحاربة داعش، معتبرها كلمة حق يراد بها باطل، ومن يقولها يعرف كل الخفايا والاسرار .

وبيّن: "نحن قادرون على دحر الباطل المتمثل بعصابات داعش الجبانة التي لا تواجهنا بل تواجهنا بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة".

وأضاف: "من يريد عودة القوات الاميركية فهو خائن لوطنه وله مصالح في الاحتلال، نحن نرفض وجود اي جندي اجنبي على ارضنا فهؤلاء ليسوا اشجع منا، نحن لا نثق بالقوات الاميركية" .

وأشار الى أن "الخيانات التي يقوم بها بعض الضباط ساهمت بصمود عصابات داعش أمامنا   ولكن للاسف هناك داعشيون بين صفوف الجيش هم الذين يغدرون بنا ويعرضون أبطالنا للموت".

القوات البرية ضرورية

احمد عبد الهادي، موظف، أكد ضرورة الاعتماد على قوات اجنبية للقضاء على داعش، قائلاً "يمر العراق بمرحلة عصيبة تهدد وجوده وهناك من يستعرض عضلاته الفارغة بحجة الاحتلال والسيادة والكثير من الكلام الفارغ، نحن الآن في وضع صعب وعليه لا بد من قوات برية اجنبية لمحاربة داعش الذي لا احد يعرف عددهم وما لديهم من أسلحة" .

وأضاف: "هناك من يخاف من وجود قوات اجنبية لانه يرتبط بأجندات خارجية تريد ادامة أمد الحرب ضد داعش وهو يعلم ان العراق يتعرّض لخطر كبير وقد شاهدنا ماذا فعل داعش بالموصل والانبار وصلاح الدين وكيف هجّر الآلاف من الناس وسبى النساء وقتل الاطفال، وباع النفط ودمر الاماكن الاثرية والمساجد والكنائس وكل شيء، ولا اعتقد ان مثل هذا الطاعون يتم القضاء عليه الا بقوات برية وبأسلحة غير تقليدية".

السيادة منتهكة باحتلال داعش

من جانبه أكد الكاتب السياسي ساطع راجي أن "القصف الجوي لا يحقق شيئاً مهماً، وداعش ما زال يهدّد المزيد من المدن"

وقال إن "الرافضين للتدخل البري الاجنبي، لا يخافون على السيادة والاستقلال لانها منتهكة اصلا باحتلال داعش، إنما يخافون من ظهور طبقة سياسية جديدة تزاحمهم، يريدون نسيان سبب وجودهم وهو تدخل عسكري اجنبي كبير، هم يقبلون بنزوح الملايين واحتلال المدن، ويتعهدون بتحرير ننتظره منذ أشهر" .

وأضاف "لا يمكن توصيف ما يتراشقه أدعياء الزعامة السياسية في العراق حول التدخل البري الاجنبي الا بأنه "عبث غبي"، وبالاخص عندما يقال "أننا نملك القوة والارادة الكافيتين لتحرير المناطق التي يحتلها داعش" ولا أحد يدري لم لا يحرر هؤلاء الادعياء المناطق التي يتحدثون عنها رغم أن داعش يسيطر عليها منذ أشهر، ويقول هؤلاء الادعياء إن "سيادة العراق واستقلاله يجب ان لا ينتهكا بحجة مكافحة الارهاب"، وكأن احتلال داعش لمناطق واسعة ليس انتهاكا لسيادة واستقلال العراق وتمزيقا لوحدة أراضيه ونسيجه الاجتماعي".

وأوضح أن "وجود قوات أجنبية أمر سيئ وغير مرغوب لكننا اليوم أمام خيارين، احتلال داعش أو قوات أجنبية، المشكلة ان داعش موجود فعلا أما القوات الاجنبية البرية فلا أحد يريد إرسالها حتى الآن باستثناء تصريح تركي، القصف الجوي لا يحقق شيئا مهما، وداعش ما زال يهدد المزيد من المدن ويدفع سكانها للنزوح ويقترب خطوة خطوة من العاصمة بعدما استعصى طرده من حدودها وبالاخص في جرف الصخر، هنا فرصة كبيرة لمن يرفض التدخل الاجنبي البري لإثبات قدرته على طرد داعش الا إذا كان غير قادر أو غير راغب بطرد هذا التنظيم الارهابي".

حماية عناصر داعش

لكن النائب عن كتلة الاحرار حسين الشريفي رفض فكرة مطالبة الحكومة العراقية بالموافقة على دخول القوات الأميركية، وقال لـ (ايلاف)" "هناك تناقض بالتصريحات من قبل أعضاء مجلس محافظة الانبار، فهم في البداية رفضوا دخول قوات الجيش العراقي الذين هم من أبناء بلدهم الى المحافظة لتحريرها من عناصر تنظيم داعش الارهابي، والآن يريدون دخول قوات الاحتلال الاميركي الى المحافظة لتحريرها من الإرهاب".

وأضاف إن "الاميركيين معروفون بإجرامهم وهم يريدون الدخول للعراق لحماية عناصر داعش وليس اكثر من ذلك،وكتلة الاحرار سترفض بقوة هذا الطلب داخل مجلس النواب وترفض دخول أي قوة أجنبية الى أرض البلاد".

التوافقات السياسية

النائبة عن اتحاد القوى انتصار الجبوري أكدت ضرورة استقدام قوات تضاهي قوة داعش لتتمكن من صده، وقالت إن "الجيش والشرطة غير قادرين على صد هجمات داعش، ورأينا ذلك  جليا في نينوى وتكريت والآن في الانبار، لذا يجب ان تكون هناك قوة عسكرية تضاهي قوة داعش".

واضافت أن "استقدام قوات اجنبية لا بد ان يوافق عليه البرلمان وان يكون من ضمن الاتفاقية الستراتيجية الموقعة بين بغداد وواشنطن وان تضمن سيادة العراق وبطلب من الحكومة العراقية، وأنا لا اتوقع ان يمر موضوع دخول قوات اجنبية للعراق داخل مجلس النواب وسيواجه عقبات كبيرة،فطلب دخول قوات برية اجنبية يحتاج لتوافقات سياسية" .

المقاومة قادرة

غير أن رئيس كتلة (الصادقون) حسن سالم قال لـ (ايلاف) إن "القوات الأميركية ارتكبت الكثير من الجرائم في المدة السابقة وأن تحالفها الدولي قصف قوات الحشد الشعبي في تكريت وبعض مناطق العراق،  لذلك نحن نرفض تواجد أي قوات أميركية في البلاد، ثم ان داعش ما هو الا صنيعة أميركية اسرائيلية والغاية منه السيطرة على البلاد".

وأضاف أن "هناك من يريد أن يجعل العراق تحت الوصاية الأميركية كونه يتصور أن واشنطن قادرة على حمايته، لكنني اؤكد أن العراقيين وأبناء الفصائل المقاومة والحشد الشعبي قادرون على حماية أرضهم".

اختلال سيادة العراق

من جانبها رفضت حركة الحل الدعوات المطالبة باستقدام قوات برية اجنبية لمساعدة القوات العراقية في محاربة ارهابيي داعش. وشدد رئيس الحركة جمال الكربولي على عدم قبول الحركة لاي دعوة أو مطالبة تسعى الى جعل محافظة اﻷنبار منفذا لعودة اﻻحتلال الى العراق تحت أي ذريعة او مسمى.

وجاء في بيان للحركة أن "دعوة مجلس اﻷنبار للقوات اﻻميركية الى التدخل في محافظة اﻻنبار لصد عصابات داعش يمثل تجاوزا للمهام القانونية والدستورية وإخلاﻻ بسيادة العراق مؤكدا أن تحرير محافظة اﻷنبار يقع على عاتق أبنائها وعشائرها بالتكاتف مع قواتنا المسلحة وﻻ نقبل تحت أي ذريعة ان تحرر محافظتنا قوات أجنبية غير معروفه اﻷجندات واﻷهداف".

يذكر أن تنظيم داعش الارهابي يحتل مناطق واسعة من محافظات نينوى وصلاح الدين شمالا والانبار غرباً وديالى شرقاً منذ العاشر من شهر حزيران الماضي، ويخوض الجيش العراقي ومتطوعون من الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية معارك دامية لطرده من المناطق التي يحتلها بإسناد جوي عراقي ومن طائرات التحالف الدولي التي تشكل ضد تنظيم داعش في العراق وسورية.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
الاحتباس الحراري وتأثيره على سرعة دوران الارض
الربط الكهربائي الأردني- العراقي يدخل الخدمة السبت المقبل
سفن حربية روسية تدخل على خط البحر الأحمر
المندلاوي يدعو الشركات الصينية لاستثمارات طويل الأجل وتعاون مستدام في العراق
أزمة تعليمية حادة تهدد أطفال العراق بـ"مستقبل قاتم"
جاء بطائرة ليتسلم البراءة ويسافر.. تفاصيل الغاء حكم الإعدام بحق ضابط متهم بقتل الهاشمي
منتخب العراق يواصل مشواره في تصفيات المونديال بنجاح
البطريركية الكلدانية في العراق تلغي الاحتفال بعيد القيامة احتجاجا على "إبعاد ساكو"
طلب رسمي لحجب "تيك توك" في العراق.. وأرقام جديدة للمواقع الإباحية
مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
الاتحاد الديمقراطي العراقي يشارك في احتفالات نوروز
"المحيبس" يضيع في قبضة النساء.. السيدات يقتحمن اللعبة الرمضانية الأكثر شعبية في العراق
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة