توفي بن برادلي رئيس تحرير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية السابق عن عمر يناهز الثالثة والتسعين
واشنطن بوست.
واشتهر برادلي بأنه تولى منصب رئيس تحرير الصحيفة وقت الكشف عن فضيحة ووترغيت، التي أطاحت بالرئيس الأمريكي آنذاك، ريتشارد نيكسون.
وأوردت الصحيفة أن برادلي توفي في منزله بواشنطن لأسباب طبيعية.
وشغل برادلي منصب رئيس التحرير التنفيذي لواشنطن بوست بين عامي 1968 و1991، ويعود إليه الفضل في تحويل الصحيفة إلى إحدى أكبر الصحف في الولايات المتحدة.
وفي عام 2013، منح وسام الحرية الرئاسي، وهي أعلى وسام للمدنيين في الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في بيان صدر عن البيت الأبيض مساء الثلاثاء إنه "بالنسبة لبنجامين برادلي، كانت الصحافة أكثر من مجرد مهنة. كانت أساسية للصالح العام من أجل قيمنا الديمقراطية".
كما جاء في البيان إن برادلي "كان صحفيا بحق، حول واشنطن بوست إلى واحدة من أكبر في الصحف في البلاد، ونمى تحت قيادته جيش من الصحفيين نشروا أوراق البنتاغون، وكشفوا عن ووترغيت، وبينوا الكثير من الوقائع التي ساعدتنا على فهم عالمنا وبعضنا البعض بشكل أفضل".
وقال دونالد غراهام، الناشر السابق لواشنطن بوست، إن بن برادلي "كان أفضل رئيس تحرير لجريدة في عصره، وله أعظم تأثير على واشنطن بوست من بين كل المحررين المعاصرين".
نشر برادلي وناشرة واشنطن بوست آنذاك، كاثرين غراهام، "أوراق البنتاغون" عام 1971، متحدين نصائح المحامين ومناشدات الحكومة
"صحافة شرسة"
واشتغل برادلي بالصحافة في خمسينيات القرن الماضي، بعد انضمامه للبحرية الأمريكية في الحرب العالمية الثانية.
وأصبح صديقا للنائب في مجلس الشيوخ آنذاك، جون كينيدي، والذي أصبح رئيسا للبلاد فيما بعد.
وتولى برادلي منصب مدير تحرير واشنطن بوست عام 1965، ثم أصبح رئيس التحرير التنفيذي بعد ذلك بثلاث سنوات.
ونشرت الصحيفة في نعيها لبرادلي إنه "منذ توليه قيادة الصحيفة عام 1965، عمل على جعلها صحيفة هامة تتخطى النموذج التقليدي للصحيفة اليومية. وحقق هذا الهدف بالمزج بين الأخبار التي تجذب الانتباه والقائمة على الصحافة الشرسة، وبين التحقيقات التي تشبه أسلوب المجلات".
وفي عام 1971، قرر برادلي نشر ما يعرف باسم "أوراق البنتاغون"، وهي دراسة سرية عن حرب فيتنام كشفتها نيويورك تايمز.
وتحدى برادلي نصيحة المحامين ومناشدات كبار المسؤولين الحكوميين بعدم النشر. وبدأت بعد النشر معركة قضائية، انتهت بدعم المحكمة العليا لحق الصحف في نشر الوثائق المسربة.
كما لعب برادلي دورا هاما في الإطاحة بالرئيس الأمريكي الأسبق، ريتشارد نيكسون، عام 1974، إذ شجع اثنين من الصحفيين، هما بوب وودوارد وكارل بيرنستن، على الكشف عن تورط اثنين من أقرب مساعدي نيكسون في أعمال غير قانونية، واستخدامهم لغطاء سياسي، تورط فيه نيكسون نفسه.
وعرضت قصة التغطية الصحفية لفضيحة "ووترغيت" لاحقا في فيلم باسم "كل رجال الرئيس"، قام فيه جيسون روباردز بدور برادلي.