أدع/ مشيكان: في اجواء شعرية وقصائد تتغنى للوطن والوجدان، قدم الاتحاد الديمقراطي العراقي يوم الخميس 13 تشرين الثاني 2014 امسية شعرية في قاعة بيلا للشاعر اسماعيل محمد اسماعيل في رحلة حب ودموع للوطن والانسان، رافقتها موسيقى الفنان القدير جليل البصري.

تحدث الشاعر من خلال قصائده عن تجربته الشعرية الممتدة لأكثر من اربعين عام والتي رافقت الحركة الوطنية العراقية وتأثرت بها. تخلل الأمسية اغانٍ تغنت للوطن منها اغنية يا شعبي انهض من تأليف الشاعر والحانه، واغنية ارض الحضارة كلمات الشاعر والحان الفنان جليل البصري. قدمها الفنان الشاب فراس الخَيال.

شارك في الامسية الشاعر همام عبد الغني بقصيدة جميلة معبرة.

أدار الأمسية السيد خيون التميمي مقدما الشاعر بهذه الكلمات:

باسم الأتحاد الديمقراطي العراقي ارحب بكم اجمل ترحيب وارحب بمنظمات الجالية العراقية كافة لحضوركم امسيتنا هذه، وارحب بوسائل الأعلام هنا بغداد وممثلي الأذاعات المحلية شاكرين لكم حضوركم الكريم.

يمتاز شاعرنا إسماعيل محمد إسماعيل بتاريخ شعري زاخر بالأبداع والتنوع، هو صاحب المفردة الترفة، والصورة الشعرية المشرقة، يختار المفردة الطرية السهلة، يرحل بقصيدته بين ألوان الشعر وبحوره، قصيدته الثائرة قصيدة حب وغزل، تراه قلقا لا يدري ماذا يقول او ماذا يفعل في لحظات فراق عنيدة كما في اغنية رايح يرايح وين ( لا اكدر اروح اوياك، لا اكدر اضل وانساك، لا اكدر اخليك).

وجدانياته قطعة عاطفية جياشة تفيض مَحنة وحَميمة (هلي اعزازي وسفر عيني بسماهم....سحابه ونازله لحيهم مطر هيل). عند اسماعيل محمد اسماعيل ميزة جميلة تمتاز بها القصيدة السياسية، انها رحلة بين الوصف والغزل والتحدي بشجاعة وليس العنجهية، كما في قصائده الكثيرة (شباب انصار يا اهلنه وضوة العين...يغنوة اتدور ببيوت المحبين....الشمال ايصيح واجنوب ...يشمس المالها اغروب).

(شاعرنا هو احد الأسماء الشعرية في العراق التي شكلت في مطلع السبعينات بما يعرف (بالجيل الذهبي) لقصيدة التجديد في الشعر الشعبي العراقي. ( هكذا قال عنه الشاعر المبدع فاضل السعيدي وغيره من شعراء تلك المرحلة التي سجلت تطور ونضوج الشعر الشعبي وحداثته ونهوض الثقافة العراقية وسموها.

انغمر شاعرنا في العمل السياسي واعتقل منذ نعومة اظافره وهو يافع غض، حيث عركته السجون والمعتقلات وتصلبت شكيمته في منازلة خصومه السياسين معارضا للظلم والأضطهاد .

في البدء كتب الشعر العربي وخصوصا الشعر الحديث.

عندما اعيد للعمل الوظيفي عين منفيا في ناحية جصان الحدودية مع ايران تابعة الى واسط عام 1965، هناك التقى شعراء شعبيين وتجايل معهم بتحدي لكتابة الشعر الشعبي فكانت الأبوذية اولى تجاربه في الشعر الشعبي، وقد ابدع بهذا اللون من الوان الشعر وتطور ابداعه ليخرج من النمط السائد انذاك فكتب القصيدة بطريقة جديدة حيث اصبحت لونا خاصا يمتاز به دون بقية الشعراء وذلك قبل ان يتعرف على قصيدة الشاعر الكبير مظفر النواب فكانت قصيدة الحداثة في الشعر الشعبي. ويذكر لي الشاعر حديث دار بينه وبين الشاعر الكبير عريان السيد خلف حول طريقته في الكتابة، واتفقوا ان يكتب كل منهم قصيدة على طريقة صاحبه، كتب الشاعر الكبيرعريان السيد خلف رائعته الشعرية ( كبل ليلة من ابو محيسن) على طريقة شاعرنا اسماعيل محمد اسماعيل وكتب ابو محمد قصيدة على طريقة الشاعر عريان السيد خلف.

بعد نكسة حزيران كتب اوبريت غنائي لتلفزيون بغداد، وكتب الأغنية رغم القلة التي يمتاز بها ابو محمد حيث فازت كلمات اغنية له (رايح يرايح وين) باغنية الموسم لعام 1976 لحنها الفنان كمال السيد وغناها الفنان سامي كمال، وكذلك كانت اغنية (مدللين) لنفس الفنانين، اصدر ديوانه الوحيد نوم الهلاهل، ولم يستطع اصدار ديوان غيره للظروف الصعبة التي كان يمر بها نتيجة لتمسكه بالعمل السياسي مع الحركة الوطنية، اضافة لتعرض مكتبته وممتلكاته للمصادرة من قبل السلطات آنذاك.

وتخلل الأمسية عرض لفلم عن حياة الشاعر ومسيرته الشعرية. واستمرت الأمسية ساعتين تقريبا، وكان الحضور يتوقون استمرارها اكثر من هذا الوقت لتمتعهم بالشعر الذي قدمه الشاعر. وحضر الأمسية جمهور كبير من ابناء وبنات الجالية العراقية والمتابعين للثقافة والشعر، واستمتع الحضور بفقرات البرنامج وقصائد الشاعر.