الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
انقذوا مسيحيي الشرق الاوسط... مقال للسفير الروسي لدى المملكة المتحدة الدكتور الكسندر ياكوفينكو
الخميس 27-11-2014
 
عنكاوا كوم – ترجمة رشوان عصام الدقاق

الدكتور الكسندر ياكوفينكو السفير الروسي لدى المملكة المتحدة ونائب وزير الخارجية 2005-2011

تدرس روسيا حالياً إمكانية الشروع بمسودة قرارموجه الى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بشأن حماية المسيحيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ يعمل الخبراء الروس الآن لإنجاز هذه الوثيقة.

إضافة الى ذلك سيدعو الجانب الروسي في المجلس الوزاري للمنظمة في بازل، الذي سيُعقد في الفترة 4-5 من شهر كانون الأول القادم، الى إجراء تحليل دقيق للعمليات التي تقود الى إرهاب المسيحيين في الشرق الأوسط ومناطق أخرى أوسع من ذلك. ويتطلب حجم المشاكل الكبيرة الى تنسيق الجهود الدولية لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط، وهناك حاجة مُلحة وقوية لمبادرات أخرى وتدابير جديدة ومناقشات على صلة بالموضوع ورامية الى إيجاد حلول دائمة في هذا الصدد. وبطبيعة الحال، نحن نعتقد أن على أوربا، بما في ذلك المملكة المتحدة، أن تساهم في هذه الجهود آخذين بنظر الاعتبار الجذور المسيحية للحضارة الأوربية والتي هي الآن تُنسى في الغالب من أجل المصالح السياسية.

والشرق الأوسط اليوم هو على قِمة جدول الأعمال الدولي، إذ تؤثر موجة الصراعات في العالم العربي على المصالح، ليس فقط في المنطقة ولكن أيضاً على مصالح الدول الرائدة في العالم. ويمكن أن يكون لذلك عواقب بعيدة المدى، بما في ذلك سياق العلاقات بين الثقافات وبين الأديان. وقلقنا الأكبر هو الآن على مصير الأقليات الدينية في المنطقة، والمثير للقلق بشكل خاص هو الهجرة الجماعية للمسيحيين الذين كانوا ولقرون طويلة جزءاً لايتجزأ من نسيج الفسيفساء في الشرق الأوسط.

وتستمر الحرب في سوريا بين القوات الحكومية والعديد من المتطرفين والجماعات الإرهابية. وفي الحقيقة تحوّل هذا البلد الى مرتع للإرهاب الدولي، إذ أن تجمع المتطرفين القادمين من جميع أنحاء العالم يسبب الفوضى ويدمر الحياة الثقافية والديموغرافية التي تشكلت في خلال القرون الطويلة من الزمن، مما يخلق جواً من التعصب. ويهدف المتطرفون في سوريا الى الإبادة الجماعية للأقليات العرقية والدينية، مثل المسيحيين والعلويين والأكراد. ولعلكم تعلمون أن داعش (الدولة الإسلامية) قد فرضت ضريبة الرأس (الجزية) على جميع المسيحيين الباقين في الأراضي المعنية. علاوة على ذلك يُحظر على المسيحيين بناء كنائس جديدة أو ترميم الكنائس والأديرة القديمة ولا يستطيعون وضع الصلبان على معابدهم أو تنظيم القداديس وخدمات العبادة خارجها ولا قرع الأجراس أو تنظيم المواكب المقدسة أو توزيع السمات الدينية أو نشر الأدب الديني، كما يتوجب على النساء أن تكون ملزمة على ارتداء الملابس الإسلامية التقليدية وغطاء الرأس.

متظاهر يحمل الصليب خلال مظاهرة احتجاج ضد المتشددين من الدولة الإسلامية (داعش). بغداد في 24 تموز 2014.

وهذه الأعمال هي السياسة الرسمية لهذا التنظيم المتشدد. في الواقع عانى المسيحيين من التعذيب وقصف المناطق السكنية والمدارس وغير ذلك من الأهداف المدنية الأخرى مثل احتجاز الرهائن. يُعيد مثل هذا الوضع المجتمع السوري المعاصر، الذي كان يتميز دائماً بالاحترام والتعايش السلمي بين الجماعات العرقية والطائفية المختلفة، يُعيده الى العصور الوسطى. وكل ذلك يُخالف تماماً قيّم الإسلام الحقيقية بإعتباره واحداً من الديانات الرئيسية في العالم.

ومع استمرار الصراع السوري تظهر أسباب أكثر جدية للخوف على مصير فترة 2000 عام من الوجود المسيحي في هذه الأرض، وفي أحسن الأحوال، يمكن أن نتوقع تكرار سيناريو 2003 الذي حدث في العراق حيث انخفض الوجود المسيحي بشكل كبير، من 1.5 مليون الى حوالي 150 ألف نسمة فقط.

وفيما يتعلق بسوريا كنا دائماً نؤكد على ضرورة التوصل بين السلطات السورية والمعارضة الى أرضية مشتركة لمكافحة التطرف. ولكن للأسف التزم البعض من شركائنا الغربيين والاقليميين وجهة نظر مختلفة وراهنوا على إسقاط بشار الأسد ودعم المعارضة المسلحة. ونتيجة لذلك ظهرت الجماعات المتطرفة مثل الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرهما وسيطروا على الأرض.

تشعر موسكو بالقلق الشديد إزاء إضطهاد الأقليات الدينية التي تعيش في شمال غرب العراق على يد مسلحي الدولة الإسلامية مما اضطر آلاف المسيحيين وممثلي الديانات الأخرى على مغادرة منازلهم وأوطانهم. علاوة على ذلك، أعلنَ المتطرفون صراحة الى جلب منطقة الشرق الأوسط بكاملها وشمال أفريقيا الى هاوية الحروب الدينية، ويحاولون أن يفرضون على المسلمين مواقف غير مقبولة تجاه مذاهب أخرى. تُعّد مثل هذه الأعمال العدوانية والمنهجية للمتطرفين الإسلاميين ضد جماعات معينة من المجتمع العراقي بدافع الكراهية الدينية أعمالاً غير مقبولة تماماً وجنائية. ونحن الآن مقتنعون بأن محاولات الجهاديين للمراهنة على الصراع بين الأديان وتقويض التقليد التاريخي للتعايش السلمي بين مختلف الأديان على أرض العراق يجب أن يُواجَه بطريقة  قوية وحاسمة بدرجة أكبر. ونحن نحبذ تحقيق التوافق بين القوى السياسية والوطنية في العراق والتي ستصبح بعد ذلك الأساس لتحقيق الاستقرار في المجتمع العراقي.

ومن أجل التصدي بفعالية التحدي الإرهابي، لابد من فهم جذور الإرهاب وحجمه الحقيقي ووضع استراتيجية كاملة لذلك. وكان العزم دائماً يتصدر الجهود الدولية لمكافحة جميع أشكال ومظاهر الإرهاب، دون التمييز بين إرهاب سيء وإرهاب جيد، ولكن للأسف أخذ هذا المبدأ الأساسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالفشل وكان مراراً وتكراراً يُضحّى  به رغبة في تغيير النظام في هذا البلد أوذاك.

يُعّد منع اضطهاد المسيحيين في هذا الجزء من العالم أحد أولويات السياسة الخارجية لروسيا. إننا ننتهج سياسة ثابتة لصالح تنفيذ الإصلاحات بطريقة متطورة آخذين بنظر الاعتبار الخصائص التاريخية والثقافية للشعوب التي تعيش في هذه المنطقة. ومن أهم عناصر موقفنا هو تعزيز التسوية السياسية للأزمات المختلفة على أساس القانون الدولي ومن دون تدخل خارجي وضمان الاعتراف واحترام حقوق كل المجموعات العرقية والدينية.

.ويمثل البيان الروسي عن الانتهاكات الوحشية والعنف الجماعي ضد حقوق الأقليات العرقية والدينية المتعلق بالوضع المتدهور في العراق وسوريا والذي اعتمده مجلس الدوما في الاتحاد الروسي يوم 14 تشرين الثاني الجاري، آخر مظهر من مظاهر موقف روسيا القوي والمُطالب بحماية المسيحيين في الشرق الأوسط. ويُشير البيان الى القلق العميق إزاء التدهور السريع للوضع في سوريا والنشاط الإرهابي في العراق الذي يؤدي الى العنف الجماعي ضد الأقليات العرقية والدينية. ويدعو البيان المجتمع الدولي الى اتخاذ اجراءات ضد الإرهاب في المنطقة، بما في ذلك قطع جميع مصادر المساعدة والتمويل للإرهابيين. وحثَّ مجلس الدوما على تطوير نهج مشترك لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، ويصّر المجلس على أن يجري ذلك بالتنسيق من خلال الأمم المتحدة.

ضابط أمن عراقي يقف حارساً خارج كنيسة مريم العذراء في بلدة برطلى الشمالية التي تقع الى الشرق من الموصل.

حزيران 2012

إضافة الى جهود وزارة الشؤون الخارجية، تُشارك وزارات ووكالات روسية أخرى في حماية مسيحيي الشرق الأوسط. ومن بين هذه المؤسسات، وزارتي الطواريء والصحة اللتان تعملان بإنتظام على إيصال المساعدات الإنسانية الى العراق وسوريا. وتُشارك بعض مناطق الاتحاد الروسي في دعم مسيحيي الشرق الأوسط، ففي شهر حزيران الماضي أقيمَ المنتدى الثاني للشبان المسيحيين في روسيا، وكان المؤتمر بعنوان "المسيحية في الشرق الأوسط" الذي انعقد في جمهورية أوسيتيا – ألانيا الشمالية وحضره شباب من الدول العربية أيضاً.

أما بالنسبة للمنظمات غير الحكومية الروسية فكان الدور الأكثر نشاطاً للمنظمة الأرثودكسية، جمعية فلسطين، حيث زارت إرسالياتها الإنسانية في السنوات الثلاث الماضية وبشكل متكرر مدن اللاذقية ودمشق وبغداد وأربيل، ونقلت المساعدات ليس فقط للطوائف المسيحية وإنما للأكراد أيضاً الذين يُعانون بشكل كبير في شمال سوريا وكردستان العراق. ومن بين الأنشطة الرئيسية الأخرى لهذه المنظمة هو دعم البرامج التعليمية في الشرق الأوسط والمشاركة في عملية التفاوض التي تهدف الى انقاذ الناس من معاناتهم في سوريا والعراق ولبنان.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
المندلاوي يدعو الشركات الصينية لاستثمارات طويل الأجل وتعاون مستدام في العراق
أزمة تعليمية حادة تهدد أطفال العراق بـ"مستقبل قاتم"
جاء بطائرة ليتسلم البراءة ويسافر.. تفاصيل الغاء حكم الإعدام بحق ضابط متهم بقتل الهاشمي
منتخب العراق يواصل مشواره في تصفيات المونديال بنجاح
البطريركية الكلدانية في العراق تلغي الاحتفال بعيد القيامة احتجاجا على "إبعاد ساكو"
طلب رسمي لحجب "تيك توك" في العراق.. وأرقام جديدة للمواقع الإباحية
مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
الاتحاد الديمقراطي العراقي يشارك في احتفالات نوروز
"المحيبس" يضيع في قبضة النساء.. السيدات يقتحمن اللعبة الرمضانية الأكثر شعبية في العراق
اسرائيل: 700 أسير مقابل 40 رهينة في قبصة حماس
حداد وطني في روسيا بعد الهجوم على قاعة للحفلات الموسقية في موسكو
يوم المياه العالمي يمر بهدوء.. نظرة بالأرقام على الوضع المائي للعراق خلال 2024
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة