أكد بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل الأول ساكو، اليوم السبت، أن اللاجئين المسيحيين في العراق "مازالوا يعيشون وضعاً مأساوياً ولاتوجد أي حلول سريعة لهم، وفيما أشار الى انهم بحاجة وخصوصاً في عيد الميلاد والسنة الجديدة الى "علامات تطمئنهم" بأنهم ليسوا متروكين ومنسيين، دعا جميع المسيحيين للصلاة والحفاظ على الوئام والشجاعة والأمل والثقة بأبيهم الله.
وقال لويس روفائيل الأول ساكو برسالة وجهها للمسيحيين بمناسبة عيد الميلاد واطلعت عليها، (المدى برس)، إن "أوضاع اللاجئين المسيحيين في العراق لا تزال مأساوية وحرجة، ولا يبدو أن لها حلاً سريعاً"، مبيناً أن "النازحين يعيشون في غرف صغيرة أو كرفانات أعدتها لهم الكنيسة والطيبون، لكنهم نفسياً قلقون على بلداتِهم وبيوتهِم ووظائفِهم ومستقبلِ أبنائهم، ويحتاجون بخاصة في عيد الميلاد هذا والسنة الجديدة الى علامات مُطمئنة بأنهم ليسوا متروكين وحدهم، وليسوا منسيين".
وطالب ساكو جميع الإخوة والخوات، بأن "يصلواَ من اجلِهم لكي يُحافظوا على الشجاعة والأمل والثقة بالله أبيهم"، مؤكداً "أردت أن احتفل بقداس عيد الميلاد معهم في خيمةٍ وسط مخيمهم لأعرب لهم عن قرب الكنيسة منهم واستعدادها لخدمتهم ومساعدتهم".
وتابع ساكو، "نحن ممتنون جداً لجهودِ الصداقة والتقارب والتضامن العديدة من الداخل والخارج، فهم بحاجة الى قلوب وأبواب مفتوحة تدعمهم في محنتهم، المسيحية ينبغي أن تبقى في هذه الأرض المباركة رسالة محبة وتسامح كما أرادها المسيح".
وأوضح ساكو في رسالته "نحن مصرون على مواصلة محبتنا لجميع مواطنينا من دون استثناء والعيش معهم بسلام وأمان واننا نشتاق الى العودة الى بيوتنا وبلداتنا"، متمنياً "تحريرها عاجلاً وتوفيرَ الحماية لأرضنا وتاريخنا وهويتنا، فهي لنا أرض ميعاد".
وأعرب ساكو عن أمله بأن "يقوم في العراق نظامٌ سياسي يُؤَمِن حقوق جميع العراقيين ويصون كرامتهم ويحقق العدالة التي هي أساس السلام"، مبيناً أن "هذا البناء الجديد لن يتحقق إلا من خلال التربية السليمة والتعليم المنفتح وتعزيز قيم العيش المشترك واحترام التنوع وحقوق الإنسان".
ولفت ساكو الى انه "في البشارة قال ملاك الرب لمريم لا تخافي، وكذلك ليوسف وفي الميلاد قال للرعاة لا تخافوا واليوم يقول لنا وسط محنتنا لا تخف أيها القطيع الصغير"، داعياً الى "الاستنجاد بالله والثقة بكل ذوي الإرادة الصالحة بأن في قلب الألم والمعاناة ينبعث الأمل بفجر جديد".
يشار الى أن أحداث العاشر من حزيران، أجبرت قرابة 150 ألف عائلة الى النزوح وترك بيوتها وممتلكاتها والتوجه الى مدن كردستان خاصة دهوك وأربيل ومنهم من توجه الى كركوك والسليمانية والعاصمة بغداد، فيما يشهد العراق يومياً نزوح العشرات من المسيحيين للنزوح خارج وطنهم.
ويحتفل المسيحيون بأعياد الميلاد ابتداء من الـ25 كانون الأول، وتستمر الاحتفالات حتى الأول من السنة الجديدة.