الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
فرياد رواندزي في حوار مع المدى: وزارة الثقافة تحتاج الى تغيير بنيوي في الهيكلية الإدارية والثقافية
الأربعاء 14-01-2015
 
حوار أجراه/ علاء المفرجي: المدى

بتسنّم شخصية إعلامية تمتهن الكتابة على رأس إدارتها من جديد، تكون وزارة الثقافة قد خطت خطوتها الأولى في التغيير المرتقب، باعتبار ان من تناوبوا على منصب الوزير منذ عام 2003 وحتى الآن ، اذا ما استثنينا وزيرها في التشكيلة الوزارية الأولى بعد هذا التاريخ، كانوا بعيدين عن الثقافة والوعي بأهميتها وهمومها..

ولكن هل لمثل هذه الخطوة ان تفضي الى تغيير شامل في مجمل عمل هذه الوزارة الحيوية ونهجها بوصفها وزارة تعنى بالثقافة ودورها الخطير في بناء الوطن والإنسان؟ ..أسئلة مختلفة وكثيرة ، غير هذا السؤال، وضعتها (المدى) على طاولة وزير الثقافة فرياد رواندزي وهو يباشر مهماته ، خاصة مع الأمل الذي وضعه المثقفون والعاملون في الوزارة في ان تأخذ الوزارة دورها المهم وحجمها الذي تستحق.. وكان هذا الحوار:

* وانتم بصدد تسلّم حقيبة الثقافة منذ ثلاثة اشهر، هل كان لكم تصور كامل عن وضع الوزارة؟ وهل أعددتم تصوراً عما ستكون عليه ، باعتبارها ذات اختلاف بنيوي عن باقي الوزارات من حيث التوجه والستراتيجية وطبيعة العمل.؟

- أعيش في بغداد منذ 2003، واعتبر نفسي جزءاً من الساحة الثقافية فيها، بصفتي صحفياً وكاتباً سياسياً.. شاركت في العملية السياسية منذ الوهلة الأولى، لذا فانا لست غريباً عن الوسط الثقافي وعلى معرفة كاملة بالهم الثقافي. ومشاكل وزارة الثقافة بشكل عام ليست بخافية عني ، ربما بجزئياتها، ولكن عندما تسلمت الوزارة منذ اكثر من شهرين دخلت الى جزئيات المشاكل. هناك مشاكل كثيرة، وبصراحة مثلما الدولة العراقية ،وكذلك الحكومة العراقية برمتها تحتاج الى تغيير بنيوي، فهذه الوزارة ايضاً تحتاج الى تغيير بنيوي من الهيكلية الإدارية والثقافية وكذلك النهج الذي يمكن ان تتبعه. ولذلك فان هذا العمل يحتاج الى فترة طويلة والى منهاج شامل وعملٍ متأنٍ. لا استطيع ان أبني آمالاً كبيرة لأن الآمال الكبيرة كثيرا ما تأتي بخيبات كبيرة. أتعامل مع كل جزء من وزارة الثقافة بحد ذاته، ورغم وجود ترابط بين هذه الأجزاء من المؤسسات فينبغي ان أتعامل مع كل مؤسسة لوحدها وما هي مشاكلها وكيف يمكن حلها. هل هذه المؤسسات جميعها ضرورية في بنية الوزارة؟ في تصوري ليس بالضرورة ان تكون الوزارة مزدحمة بكل هذه المؤسسات لأن وزارة الثقافة هي أصلا تركة ثقيلة لنهج سياسي مختلف عن النهج الحالي. وزارة الثقافة يجب ان تتبنى نهجاً جديداً وستراتيجية جديدة وبالتالي فهذا النهج والستراتيجية لا يمكن ان ينجحا من دون ان تكون هناك بنية جديدة للوزارة. اعتقد ان الكثير من المؤسسات الموجودة في الوزارة زائدة وتشكل عبئاً ثقيلاً ليس على الوزارة فحسب وإنما على الدولة ايضاً. وزارة الثقافة يجب ان تكون خيمة للثقافة العراقية ويجب ان تتحول الى داينمو لتحريك المجالات الثقافية في العراق، ولا أظن ان وزارة الثقافة بوضعها الحالي ستتمكن من إنجاز هذا العمل.

* الوزارة منذ عام 2003 ، ومع ما أشرتم اليه بانها تركة ثقيلة عن النظام السابق، تعاني من اللبس والاشكاليات في عملها على مختلف الصعد ، حتى وصلت الى انها تبدو مغرّبة عن طبيعة مهمتها وهي التي من المفترض ان تكون في صلب العمل الثقافي. هل باشرتم بوضع اليد على علل هذه الوزارة.؟

- استطيع القول انني وضعت يدي على جميع العلل، ومتيقن من ان أكثرية هذه العلل معروضة على مكتبي، وتشخيص العلل في بعض الأحيان اسهل من ايجاد الحلول لا سيما في ظل النظام او الوضع الجديد في العراق، ولك ان تتصور أن ميزانية وزارة الثقافة اقل من واحد بالمئة من مجموع الميزانية الدولة، وهناك الكثير من المشاكل التي تعترضها منذ 2003 وحتى الآن. في السنوات الأربع الماضية لم يكن هناك وزير، لأن الوزير السباق كان منشغلاً بوزارة الدفاع وفق ما كلف به من قبل رئاسة الوزراء، كذلك في السنوات التي قبلها. كلفنا الآن مجموعة من الاختصاصيين والاكاديميين بوضع ستراتيجية عمل لمدة الاربع سنوات المقبلة وسنحاول ان تكون هذه الستراتيجية منهاج عملنا ابتداء من إصلاح الهيكل الإداري للوزارة، وصولا الى الإسهام في إصلاح الوضع الثقافي، بحيث نستطيع تغييرها من دائرة مكتبية الى وزارة تعنى بالشؤون الثقافية وتولي اهتمامها لمثقفي البلد، وايضاً تجسير العلاقة بين الثقافة والوزارة لأنه في بعض الأحيان نرى ان هذه الجسور غير موجودة لاسيما بين الوزارة والمنظمات والجمعيات والاتحادات المعنية بالوزارة. الوزارة عبارة عن جسد، وهذه المنظمات هي عبارة عن أجنحتها وأطرافها، لا يمكن للوزارة ان تقف على قدميها من دون ان يكتمل بنيانها من حيث العمل المنهجي الصحيح الا بالتعاون الوثيق مع هذه المنظمات وكذلك الاتحادات والنقابات الثقافية وايضا الاستفادة من خبراتها ومن دورها، ويجب ان نغير النهج ايضا، فيجب الا تعتمد هذه المنظمات العمل وفق السياقات الكلاسيكية، الخطابية، والمهرجانية وكأننا في عرس. ينبغي ان نغادر هذه الحالة الى حالة أخرى تتمثل بإقامة ورش إنتاجية والنهوض بالحالة الإبداعية للمثقف والثقافة في العراق.. يجب ان نعيد النظر بالمهرجانات بتغيير أسلوبها في التعاطي لأنها في وضعها الحالي لا تضيف الى المشهد الثقافي شيئا جديا ولا تضع الحلول للهموم الثقافية. الهم الثقافي يحتاج الى التوغل في أعماق العمل الثقافي وليس، مثلا، إقامة معرض تشكيلي خلف أبواب مغلقة يحضره موظفو الوزارة!!.

* مع كمّ المشاكل المشخصة، والتي تحدثتم عنها الآن، هل ستستقيم الأمور مع النظرة لهذه الوزارة بوصفها وزارة درجة ثانية، والدليل التعاطي معها في موضوع الموازنة حيث أنها الأقل بين الوزارات، وهو قصور في فهم مهمة هذه الوزارة. هل انتم بصدد المطالبة بإعادة النظر في هذه الموازنة بإعطاء هامش اكثر للموازنة لتستوعب مجمل عملية النشاط الثقافي؟.

- لاحظ أن الموازنة يذهب نحو 75 بالمئة منها للرواتب، لست انا الذي يستطيع تغيير النهج الحكومي، يجب ان يضع السيد رئيس الوزراء - وانا لا أشكك في قدرته على هذه الشيء- نصب عينيه موضوع الثقافة ووزارة الثقافة، فنحن في العراق لانعاني من مشكلة أمنية حسب. بل من عدم الوعي في فهم دور الثقافة في التصدي لكل المشكلات التي نعاني منها.

اذا كانت وزارة الثقافة وزارة حقيقية وتقوم بمهامها كما ينبغي فإنها لاشك ستسهم مع مرور الوقت في إشاعة ثقافة تطغى على جميع الثقافات غير الانسانية.

لذا على الجميع ان يعي أهمية هذه الوزارة كوزارة للثقافة.

* بعد الذي حصل في دائرة ثقافة الأطفال الأسبوع الماضي بخصوص التحقيق في ملفات فساد، فإن ما يدور في أروقة المرافق التابعة للوزارة. ان الوزير رواندزي بصدد طرح معالجات ربما ستكون صادمة للبعض خاصة ما يتعلق بإعادة النظر في بعض قيادات هذه المؤسسات مثلاً، ما تعليقكم على ذلك؟

- دعني أكون صريحاً، ليس كل القيادات في وزارة الثقافة تصلح لقيادة دفّة سفينة الثقافة. اعتقد ان المجتمع العراقي والمجتمع الثقافي بالذات لديه طاقات وامكانيات لو تم زجها كشخوص وكحالة في وزارة الثقافة فإن حال الوزارة سيكون افضل، لذا لن أتوانى في إجراء التغيير الذي أراه مناسبا ولا ينبغي التأخر عن إجرائه.

* وهل ماحصل في دار ثقافة الأطفال خلال الاسبوع المنصرم، هو بداية توجه عام سيشمل جميع مرافق الوزارة، خاصة وانه منذ عام 2003 لم يقدم وزير ثقافة على خطوة جريئة كهذه. هل ستستمر ام انها تقتصر على ممارسات خاطئة لمسؤول هذه الدائرة أو تلك؟

- أي مسؤول من مسؤولي الدوائر التابعة لوزارة الثقافة وكذلك في ديوان الوزارة وبدءاً من مكتبي اذا لم يكن يعمل وفق السياقات والقانون ويعتقد انه يمكن ان يمارس الممارسات الخاطئة كالسابق، حتماً سيكون مصيره الخروج من الوزارة. ومثلما قلت سأتعامل مع كل مؤسسة لوحدها.، وفي كل مؤسسة اذا رأيت أي خطأ سوف لن أتوانى عن اتخاذ القرارات اللازمة لتصحيح هذه الأخطاء. طبعا تصحيح الأخطاء ليس بالأمر السهل وهذا ارث ثقيل، ولكن انا شخصياً لا يهمني كرسي الوزارة، عندما اعتقد إنني اعجز عن تنفيذ الاصلاحات سوف اقدم استقالتي ببساطة الى رئيس الوزراء وأقول هذه ليست مهمتي او ان هذه الوزارة لا أريدها.

* ولكن ألا تتحسب من الاصطدام بالمرجعيات السياسية لبعض المسؤولين في الوزارة لالتزامهم من قبل أحزاب او من قبل كانتونات؟

- انا سمعت كل شيء، وانا اقدر، انا رجل سياسي وعضو قيادي في حزب كبير ايضاً وزعيمه كان في الأمس رئيساً للجمهورية والآن احد رفاقي ايضاً رئيس للجمهورية، والساحة العراقية ايضاً تشهد للاتحاد الوطني الكردستاني، لكن اذا عرفت بان حزباً سياسياً يدافع عن فاسد فلن أتوانى في ان اعلن ذلك على الملأ، ولا اعتقد بان أحدا يتجرّأ بالدفاع عن الفاسدين بشكل علني. وهذه هي المشكلة والطامة الكبرى في المؤسسات والوزارات. انا اعرف ان هناك محاصصة واعرف هناك حصة لكل حزب وطائفة ولكل قومية الخ.. ولكن ألا يوجد في كل طائفة وقومية وشريحة أناس ممكن ان يكونوا اهلاً لاحتلال هذه المواقع الوزارية في وزارة حساسة كوزارة الثقافة؟ شخصياً أتعهد بألا اجعل وزارة الثقافة وزارة حزبية ولا وزارة سياسية ولن اتحدت بالسياسة في أي يوم من الأيام طيلة وجودي في مكتبي كوزير ثقافة.

* ما أثير في داخل وزارة الثقافة في السنوات المنصرمة هو قضية المراكز الثقافية. ومعلوماتي ان إدارتها انتزعت من دائرة العلاقات الثقافية وألحقت بمكتبكم. في تصوركم، سيادة الوزير، هل هذه المراكز تمارس الدور المنوط بها بشكل حقيقي، أم أنها أصبحت ملاذا لأقرباء المسؤولين في الوزارة بدليل انها لم تقدم ولم تؤخر في أي مكان متواجدة فيه؟

- المراكز قليلة لكن اللغط عليها كثير. اعتقد ان العيب ليس في الأقرباء وانما في نوعية الأقرباء. اذا كان القريب مؤهلاً علمياً وثقافياً لأن يتصدى لإدارة المركز اهلاً به، اما اذا كان لا يستطيع ان يعد اسماء عشرة اشخاص من رواد الثقافة في العراق فهذا عيب بعينه. المراكز الثقافية يجب ان تتحول الى جسور للتبادل الثقافي بين العراق والبلدان التي تتواجد فيها هذه المراكز. اعتقد ان بعض المراكز جيدة لكن بعضها سيئ ويحتاج الى اعادة نظر جذرية فيها. وانا شخصياً مهتم بالمراكز الثقافية باتخاذ قرار لجعلها مرتبطة بالوزير مباشرة من خلال قسم، وهذا لم يأت اعتباطاً وانما جاء من خلال دراسة ومعرفة باللغط ومصدره، ولذلك اذا أردت ان أعيد الهيبة والاحترام لهذه المراكز بحيث تقوم بمهماتها ا يجب ايضاً ان نعيد النظر على الأقل في الكثير منها كي تتمكن من أداء الرسالة الثقافية في البلدان التي تتواجد فيها.

* وهل سيشمل ذلك البيوت الثقافية في المحافظات؟

- حتى البيوت الثقافية الموجودة في المحافظات تحولت الى بيوت لإيواء العاطلين عن العمل، هي بطالة مقنعة في حين ان البيوت الثقافية يجب ان تكون مهمة، فلا يمكن ان تنحصر الثقافة في العاصمة فقط وانما يجب ان تنتشر الثقافة في عموم العراق. وهناك قامات مهمة وعالية من المثقفين العراقيين هل تمكنت هذه البيوت الثقافية من فتح أبوابها لهذه القامات؟ انا اشك في هذا، ويجب اعادة النظر في كل مفصل من مفاصل الوزارة ولكن بالتأني. وانا لست ثورياً رومانسياً. هذا الزمن انتهى وانا رجل اعمل بشكل واقعي وبدقة وحساسية، انا لا احلم لأن كما قلت الآمال الكبيرة تأتي بخيبات كبيرة. وانا لا اعلق آمالاً كبيرة وانما اعلق آمالاً على كل مؤسسة من اجل مرحلة جديدة وصحفة وانطلاقة جديدة للوزارة.

* طبعاً هذا له علاقة بالترهل وهو ليس مسؤولية الوزارة وانما واقع فرض بسبب سياسي معين. والان نجد في الوزارة العديد من الموظفين بلا عمل مثلما تفضلتم هي بطالة مقنعة بسبب ما حصل بعد 2003 من اجراءات سياسية كحل وزارة الإعلام ودمجها مع وزارة الثقافة؟

- هذه تحتاج الى سياسة عامة، لان الترهل ليس محصوراً بوزارة الثقافة وانما في جميع الوزرات، وانت تعرف الكلام الآن عن الفضائيين ..هذا نوع من الترهل، وهذا يحتاج الى تغيير فلسفة بناء مؤسسات الدولة واعادة نظر. ذهبت الى وزارة من وزارات الثقافة في بلد مجاور فوجدت عدد الموظفين فيها لا يصل الى الف شخص لكن الوزارة انشط من وزارة الثقافة العراقية بكثير، لأنه دائماً العدد الهائل يخلق مشاكل، هذا يحتاج الى تغيير بنيوي في فلسفة الدولة. فموضوع الحرب والأوضاع الأمنية والاقتصادية وعدم وجود أجواء مناسبة للاستثمار ربما دفع بالناس للتوجه للتعيين الحكومي، في حين اذا توفرت أجواء جديدة من اقتصاد السوق والانفتاح الاستثماري للعراق فان ذاك سوف يخفف العبء على التعيينات الحكومية، والا فكل وزارة من وزاراتنا لديها أضعاف الأضعاف من العدد المطلوب للموظفين.

* على ذكر الاستثمار سيادة الوزير بتقديري هناك الكثير من المشاريع المعلقة فيما يخص هذا الموضوع مثل قضية الأوبرا وايضاً مسرح الرشيد الذي اصبح لغزاً بالنسبة للمشتغلين في مجال السينما والمسرح. وبعد 11 عاما لم يصل احد لقضيته هل لهذا علاقة بمجال الفساد الاداري؟

- في قضية دار الأوبرا أقول بصراحة ان العقد المبرم لإنشاء الدار كان وصمة عار في جبين وزارة الثقافة، وكان لابد ان أتصدى لهذا الموضوع من اول يوم حين بدأت العمل كوزير للثقافة. وفعلاً قمت بتشكيل لجنة والان سحبنا العمل من الشركة التركية التي لاعلاقة لها ببناء دار للأوبرا ولم تنجز هذه الشركة حتى واحدا بالمئة خلال السنتين الماضيتين وبالتالي هذا الملف انتهيت منه من حيث سحب العمل من الشركة المتلكئة واتخذنا قراراً قبل اسبوعين وسوف نبدأ بفصل جديد. اما هل هناك فساد فاختيار هذه الشركة فيه لغط كبير واشم منه رائحة فساد، لأن كانت هناك شركات اخرى قد قدمت عروضا لبناء الأوبرا ولكنها استبعدت وتم قبول هذه الشركة بتأثيرات خارجية حسب المعطيات الأولية المتوفرة لدي. واكثرية المشاريع في وزارة الثقافة متلكئة وانا الآن ادرس كل مشروع على حده حتى نخرج بنتائج نهائية حول كل مشروع وايضاً نتخذ القرارات اذا كان هناك فساد فسنضرب تلك الأيدي، واذا هناك تلكؤ متعمد من قبل الشركات فهناك قوانين ممكن اللجوء اليها لجعل تلك الشركات ضمن القائمة السوداء وايضاً منعها من العمل في العراق، والطرق متاحة بكل الأساليب وانا رئيس لجنة مراجعة العقود، إذا لم أوقع لا يستطيع احد ان يؤثر عليّ. وكان هنالك ضغط عليّ بقضية الأوبرا وحتى ظن البعض اني سأقع تحت طائلة هذه الضغوط كما حدث في السابق لكنني حين استخدمت كلمة "لن" اكثر من مرة بوجود الحاضرين تيقنوا ان الأمر يختلف الآن.

* هل لكم ان تخبرونا بواحدة من خطوات الاصلاح والتغيير في الوزارة؟

- من الناحية العملية سوف نشكل هيئة استشارية من القامات المعروفة في العراق في شتى المجالات الثقافية والاكاديمية، وهذه الهيئة سوف لن تكون جزءاً من مؤسسات الوزارة وانما من اناس خارج الوزارة لاعطاء المشورة والحلول في الاجتماعات التي سنعقدها شهرياً لكي ننقل ومن خلال هذا الجسر تصورات عن الهم الثقافي في العراق وكيفية حلولها الى مؤسسات الوزارة لتنفيذها ضمن خطة العمل. وانا الآن بصدد تشكيل هذه الهيئة من قامات عالية واكاديمية معروفة في الوسط الثقافي بشكل عام. وايضاً هذه الهيئة سوف تشمل جميع العراق. حتى اعرف ماهو الهم الثقافي للثقافة البصرية يجب ان يكون هناك من ينقل لي هذا، او في العمارة او في الانبار، وانا ماض في هذا الاتجاه لان النهوض بالواقع الثقافي لن يكون كما قلت بالمهرجانات الاستعراضية، وانما من خلال دراسات وبحوث لمعرفة اسباب الكساد الثقافي والعزلة وعدم تفاعل المثقفين مع وزارة الثقافة. وبالمناسبة فان بابي مفتوح. صحيح لا استطيع ان استقبل كل الناس لان الوقت محدود لكن أسعى لألتقي بالكثير منهم واستمع اليهم، واتمنى ان استمع الى الهم الثقافي قبل الهم الشخصي. صحيح ان الهم الشخصي هو جزء من الهم الثقافي العام ومن الهم الاجتماعي ولكن يؤلمني كثيراً حين استقبل أناسا لا يتحدثون عن الهم الثقافي العام بقدر ما يتحدثون عن هموم شخصية صغيرة تتعلق بالوضع المالي ولا علاقة لها بالوضع الثقافي مع الاسف.

* بقي لنا شيء واحد على مدى عامين انا كنت احد ضحاياه - وانا اسف لأني أتحدث بشكل شخصي - كتبنا الكثير وعوقبت من قبل الوزير السابق سعدون الدليمي بسبب مقال كتبته في الدفاع عن الروائية لطفية الدليمي بسبب رأي قالته عن مشروع عاصمة الثقافة عندما اتهمها مدير إعلام الوزارة بانها رخيصة. كيف سيتعاطى طاقمكم مع النقد في الإعلام؟

- انا إعلامي وصحفي وانتقدت في سياق عملي ذاك الكثير من السلوكيات الخاطئة ،ينبغي ان لا يزعل اي موظف من اي انتقاد، ولكن يجب الاعتماد على أدلة واقعية لبناء النقد، اي ان يكون النقد بنّاءً ولا ينطلق من منطلقات ذاتية فقط. يعني في كثير من الأحيان ربما ليس كل الموظفين صدرهم يتسع للانتقاد، لكن عندما جئت الى الوزارة وكانت هناك وجهات نظر كثيرة حول مجيئي فقلت لكل وجهات النظر المخالفة والمرحبة ليس من الضروري ان يرتاح كل الناس لوجود كردي في وزارة الثقافة وربما يظنون انني جئت من الجبل . انني أتقن العربية على سبيل المثال، لذلك لابأس ينتقدوا وان نسمع الانتقاد وان كان لاذعاً. وانا تحدثت مع بعض الزملاء في الوزارة عندما ضاق صدرهم بالانتقادات الموجهة لي. الايام ستثبت هل سأكون مختلفاً و هل استطيع ان اقدم عطاء جيداً او لا استطيع. فاذا كنت لا استطع تقديم هذا العطاء جديداً فان انتقادهم صحيح. شخصيا لا أتضايق من الانتقاد ومن اي مقال نقدي بالعكس اتمنى لو ان اي شخص يكتب انتقادا حتى لو كان شخصيا الى ايميلي او الى صفحتي في الفيس كي اطلع عليه قبل الآخرين. اعتقد ان المقالات النقدية اذا غابت. غابت الحلول.

* سؤال اخير يتعلق بمشروع بغداد عاصمة الثقافة والحديث الذي يدور حول شبهة الفساد في الكثير من مفاصله. هل لكم ان تضعونا في صورة ما يدور؟

- انا لا أتحمل أخطاء الآخرين، فاذا كان هناك اي فساد وهناك من يأتي بأدلة فانا ارحب باي أدلة تدين اي شخص كي نستطيع ان نتخذ بحقه الاجراءات، لكن هذا الموضوع كبير ومعقد، وايضا سمعت الكلام نفسه الذي قلته لي. ولكن موضوع مشروع بغداد عاصمة الثقافة، فات وانتهى ولم يعد موجوداً الآن في الوزارة، وحتى ملفاتها لا أتعامل معها الا بعض المخلفات من هذا المشروع الكبير ولا سيما الجانب الاستثماري الذي لم ينفذ في مشروع بغداد العاصمة والذي اعتقد انه كان يجب ان يكون اهم من الجانب الاستعراضي. انا مسؤول على المتابعة واتمنى على اي شخص لديه أدلة ان يأتي بها واذا رأيت هذه الأدلة فعلاً تدين اي شخص فسأتخذ ما يلزم من اجراء. كان المفروض ان يكون الاهتمام بالجانب الاستثماري في هذا المشروع لانه يبقى ويمكن الاستفادة منه للاجيال القادمة، فالجانب اليومي الاستعراضي زائل.. هذا لا يعني عدم وجود جوانب ايجابية في المشروع كطبع كتب كثيرة وبناء بعض المؤسسات التي لم تكتمل بعد، ولكن أليس من المعيب ان لا يكون لوزارة الثقافة مبنى خاصا بها، على سبيل المثال، كان يمكن الاستفادة من مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية في بناء مبنى للوزارة.. لو كنت انا في الوزارة في ذلك الوقت لاهتممت بالجانب الاستثماري.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
الاحتباس الحراري وتأثيره على سرعة دوران الارض
الربط الكهربائي الأردني- العراقي يدخل الخدمة السبت المقبل
سفن حربية روسية تدخل على خط البحر الأحمر
المندلاوي يدعو الشركات الصينية لاستثمارات طويل الأجل وتعاون مستدام في العراق
أزمة تعليمية حادة تهدد أطفال العراق بـ"مستقبل قاتم"
جاء بطائرة ليتسلم البراءة ويسافر.. تفاصيل الغاء حكم الإعدام بحق ضابط متهم بقتل الهاشمي
منتخب العراق يواصل مشواره في تصفيات المونديال بنجاح
البطريركية الكلدانية في العراق تلغي الاحتفال بعيد القيامة احتجاجا على "إبعاد ساكو"
طلب رسمي لحجب "تيك توك" في العراق.. وأرقام جديدة للمواقع الإباحية
مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
الاتحاد الديمقراطي العراقي يشارك في احتفالات نوروز
"المحيبس" يضيع في قبضة النساء.. السيدات يقتحمن اللعبة الرمضانية الأكثر شعبية في العراق
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة