الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
محلل أميركي: تعقيدات داخل الموصل قد تؤجل تحريرها إلى الصيف
الأربعاء 28-01-2015
 
المدى برس/ بغداد

في الاسبوع الماضي تمكنت وحدات البيشمركة الكردية من صد هجمات "داعش" والتقدم بالعمق الموصلي لتوّسع سيطرتها على اسوار المحافظة الخاضعة للتنظيم المتطرف منذ حزيران العام الماضي.

واطلقت القوات الكردية في ذلك الاسبوع هجوماً قوياً على جانبي نهر دجلة من شمال الموصل لتسيطر على مناطق من المحافظة.

ويقول المحلل الاميركي مايكل نايتس في مقال نشر على موقع (الجزيرة انترناشينال)، إن "البيشمركة وبعد هذا التقدم تبعد اليوم عن معاقل التنظيم حوالي 32 كيلومتراً شمال غرب الموصل، وتبعد 16 كيلومتراً من الناحية الشرقية للمدينة، من جهتها، تبعد القوات الامنية التابعة للحكومة المركزية في بغداد عن تنظيم (داعش) حوالي 160 كيلومتر الى الجنوب من المحافظة، حيث تمسك القوات منطقة بيجي ــ اكبر مصفاة للنفط العراقي ــ وكركوك وتكريت، فضلاً عن الدعم الجوي والجهود الاستخبارية ودور المستشارين الاميركان في تدريب القوات، لكن يبدو ان تحرير الموصل ما يزال بحاجة الى الوقت والتنسيق الجيدين.

هناك العديد من المخططين لاستعادة الموصل من الجماعات المسلحة، فالمستشارون الاميركان هم المخطط الاول كونهم يدربون القوات العراقية المتكونة من تسعة ألوية، ثلاثة منها كردية لغرض تجهيز 45 الف جندي عراقي لشن الهجوم المزمع على المحافظة.المخطط الثاني هو حراك الحكومة نحو شن "حرب الجواسيس" الموزعين في المدينة اليوم بعد تزويدهم مؤخراً باجهزة استشعار ورصد لمراقبة نشاط مسلحي (داعش) في نينوى.

وعلى ما يبدو ان هذه الخطة هي من مطالب الاهالي بعد الاضرار التي لحقت بهم من جراء سيطرة التنظيم الارهابي، وفي ظل هاتين الخطتين يتعين على الولايات المتحدة وحلفاؤها، الاستفادة من المعلومة الصادرة من الجواسيس والعمل بناءً عليها بسرعة وبدقة.

ومن خلال حديثنا مع المخبرين السريين من الاكراد والضباط العراقيين، قالوا ان اهالي المدينة بدأوا يشعرون بالغضب من ممارسات (داعش) فقاموا بالعمل معاً لمحاربة التنظيم من خلال نقل المعلومات الاستخبارية للجيش العراقي ووحدات البيشمركة.

وكل هذه الجهود والاستعدادات كما هو معروف، هدفها استعادة المدينة خلال سنة 2015، لكن يبقى السؤال الاهم الذي لم يحظ باجابة الى الان، متى ستُعلن الحرب على المدينة؟هذا السؤال جوهر المشكلة لدى الحكومة العراقية، وان القادة في بغداد حتى الان لا يرون ان التحالف الدولي يحقق نتائج ملموسة، ففي ظل التحضير لعملية تحرير الموصل، على التحالف الدولي زيادة نشاطه لأن القادة في العاصمة يعتقدون، ان الموصل هي "رأس افعى داعش" وإن القضاء على الرأس يعني انهاء الجسد من الوجود.

في الواقع ان مسلحي (داعش) لهم قوة بشرية هائلة، اذ وصل تعدادهم الان 10 آلاف مقاتل، ولكن هذا العدد سيكون قليلا في حال انتفض اهل المدينة بوجههم لاسيما ان تعداد المدينة حوالي مليون ونصف المليون، وهذا يعني ان ميزان القوى في صالح المدينة، هذا اذا ما أرادت المدينة تحرير نفسها.

ويسعى قادة الجيش العراقي والمخططون في الحكومة الى تجهيز القوات الامنية بسرعة كبيرة، ولكن هناك عامل يجب أخذه بعين الاعتبار، وهو اختبار تلك القوات حين الانتهاء من تدريبها، لمعرفة حجم قدرتها فضلاً عن معرفة حجم قدرة الخصم وجس نبضهم، ويعمل تنظيم (داعش) دائماً على حماية نفسه، فيستخدم كل الخيارات لضمان بقائه، لذا لا نستغرب تواجده بين المدنيين في حال تم الهجوم على الموصل، لان هذه احدى اساليبه التي يعمل بها، بدليل قدرة جماعات مشابهة لـ(داعش) على مقاومة الجيش الاميركي في عام 2004 بمدينة الفلوجة.

ومن المشاكل التي ستواجهها القوات الامنية، هي انتشار الالغام الواسعة النطاق التي زرعها (داعش) في الاحياء المختلفة للمدينة فهذا الامر سيؤدي الى إبطاء تقدم القوات.وعلى الرغم من ان مدينة الموصل اصغر من بغداد بقليل من حيث المساحة المسطحة، الا انه من غير المرجح، ان تضمن القوات الامنية والجيش استعادة المدينة بسرعة، لاعتبارات عدة اهمها، ان (داعش) ما يزال يحافظ على سيطرته وتفاعله بالمدينة ولاسيما مع الناس.

وأخيراً، يمكن القول إنه من الصعب جداً عزل المدينة عن سوريا تماماً، لان المناطق الصحراوية من جهة الغرب ما تزال بيد التنظيم وهي، عين الجحش وتل عبطة وتلعفر والبعاج، فهذه المناطق تحتاج الى قوات برية كبيرة ودعم جوي ممتاز لمنع تسلل المقاتلين وايقاف التعزيزات لمسلحي (داعش)، يجب ان تكون الحكومة الاتحادية هي الجهة الوحيدة الداعمة للقوات الامنية في حال حاجتها لمزيد من الاسلحة لمنع حالات المجازر مرة اخرى، وإذا كانت بغداد مستعدة للانتظار حتى منتصف العام المقبل لشن الهجوم فعليها الاخذ بخيارين، الاول، اعتماد اسلوب "الرعد المدوي" وهذا اسلوب عسكري شائع مفاده، اطلاق كم هائل من الصواريخ على معاقل متشددي التنظيم المتواجدين على الاغلب بالمناطق الصحراوية.

واذا كانت الحكومة تعمل لاستعادة المدينة على المدى القريب والقريب جداً، فعليها الاعتماد على قوات "الحشد الشعبي" بالرغم من ان هذه القوة الشيعية المسلحة صغيرة ومشتتة من حيث صنوفها فضلاً عن انها لا تعرف الطبيعة الجغرافية لمدينة الموصل، لان عملها ارتكز على تحرير المدن الشيعية فقط لعلمها التام بطبيعة تلك المدن. وفي حال ذهاب قوات الحشد الشعبي الى الموصل ستكون موضع ترحيب حتى من قبل المسلحين المنتفضين لمحاربة مسلحي (داعش)، خصوصا وأن هذا الترحيب حدث مسبقاً حينما ايدت القبائل السنية في الرمادي وجود قوات مسلحة شيعية، فضلا عن تحرير الحشد الشعبي مدينة الضلوعية ومناطق اخرى.

الوضع في الموصل يبدو مختلفا تماماً، فالتنظيم المتطرف نجح في الاستيلاء على الموصل بعد السخط الشعبي العارم نتيجة سياسات الحكومة السابقة التي كان يعتبرها اهالي المدينة حكومة طائفية، وفي جميع الاحتمالات فان بدء العمليات العسكرية لتحرير الموصل تحتاج على أقل تقدير الانتظار حتى الصيف المقبل، وهذا الامر سيجبر القادة في بغداد واربيل وواشنطن للاجتماع على الاتفاق حول موعد شن الهجوم.

وهناك خطر حقيقي بعد إتمام عملية تحرير الموصل، فالمحافظة ستكون على موعد مع صراع جديد وهو من سيديرها هذه المرة ؟ فمن المرجح مشاهدة صراع على سلطة الموصل بعد تحريرها، لان القوى المتفقة اليوم قد تتخاصم بعد حين طمعاً بالسلطة.لذا من المهم ان لا تصل الامور الى هذه النتيجة التي تم شرحها، فعلى القوات محاربة (داعش) والانتهاء منه تماماً والعمل على ايجاد قوة تستطيع تأمين الحماية للمدينة، وبدلاً من ذلك ستكون الموصل امام فصل جديد من القتال.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
الاحتباس الحراري وتأثيره على سرعة دوران الارض
الربط الكهربائي الأردني- العراقي يدخل الخدمة السبت المقبل
سفن حربية روسية تدخل على خط البحر الأحمر
المندلاوي يدعو الشركات الصينية لاستثمارات طويل الأجل وتعاون مستدام في العراق
أزمة تعليمية حادة تهدد أطفال العراق بـ"مستقبل قاتم"
جاء بطائرة ليتسلم البراءة ويسافر.. تفاصيل الغاء حكم الإعدام بحق ضابط متهم بقتل الهاشمي
منتخب العراق يواصل مشواره في تصفيات المونديال بنجاح
البطريركية الكلدانية في العراق تلغي الاحتفال بعيد القيامة احتجاجا على "إبعاد ساكو"
طلب رسمي لحجب "تيك توك" في العراق.. وأرقام جديدة للمواقع الإباحية
مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
الاتحاد الديمقراطي العراقي يشارك في احتفالات نوروز
"المحيبس" يضيع في قبضة النساء.. السيدات يقتحمن اللعبة الرمضانية الأكثر شعبية في العراق
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة