أثبتت عمليات التنقيب اسرار مهمة في المواقع الاثرية العراقية، مهد الحضارات الاولى ، ومن بينها التطور العلمي الكبير الذي شهده سكان بلاد وادي الرافدين.

وتمكنت المكتشفات الاثرية والالواح المسمارية من الكشف عن التطور العملي الذي حدث عبر التاريخ في مجالات الطب والادوية واقامة العمليات الصعبة وفي مجال الهندسة والرياضيات والخرائط ومجال المجاري والزراعة وانشاء السدود وعلم الفلك والفضاء .

ومن بين الاسرار التي كشفتها عمليات التنقيب، تبيّن ان ارض العراق عرفت أسرار الطاقة قبل 5000 عام وهذا ما اكدته القطعة الاثرية التي هي عبارة عن جرة فخارية بطول 16 سم وبداخلها اسطوانة من النحاس بطول 6 سم وتحتوي في محاورها الدائرية على خمسة مسامير.

وقد تم إرسال هذه الجرة المطلية من الداخل بالقير الى المجمع العلمي في بغداد حيث أشرف على دراستها الدكتور كامل الدباغ الذي أكد أن هناك مادة حامضية كانت تملأ الجرة وهي مادة الخل التي كانت منتشرة في العراق القديم.

وعندما قام الدباغ بملء الجرة بالخل وربط سلكان بمحور مسمارين متقابلين في الاسطوانة النحاسية، تفاجأ بتوليد طاقة كهربائية بهذه العملية. وجلب خمسة جرار فخارية حديثة جعلها مشابهة للاولى وربط اسلاكها ببعضها البعض، فولدت عندها طاقة كهربائية اشعلت مصباح بالطاقة.

وقد أثبت الدكتور كامل الدباغ ذلك في بحث ارسله مع القطعة الاثرية الى الهيئة العامة للآثار والتراث في بغداد.

واندهش علماء الآثار العراقيون بذلك الاكتشاف لكنهم قالوا ان تلك الطاقة الكهربائية لم تكن لتوليد الانارة بل للتخدير الموضعي في العمليات الجراحية.