الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
فكتوريا يلدا غورغيس، مسؤولة فرع رابطة المرأة العراقية في كوردستان: " المرأة العراقية عانت كثيرا ولكن لا يجب ان تستسلم" -
الإثنين 27-04-2015
 
ماري اسكندر عيسى

فكتوريا يلدا غورغيس شيوعية عراقية من مواليد 1957 بسرسنك-دهوك. اعتقلت وسجنت في زمن نظام صدام حسين.عملت بالخياطة لتعيل عائلتها ولتتوارى عن عيون الأمن العراقي حين شن حملة اعتقالات واسعة للشيوعيين في عام 1979، فعرفت باسم "أم عادل الخياطة". خبرت الحروب وعرفت الهجرة والنزوح.

عادت عام 2005 للحياة السياسية، وأصبحت مسؤولة فرع رابطة المرأة العراقية في كوردستان، وعضوة بسكرتارية المرأة الكوردستانية  وقيادية بمنظمة كلدو آشور للحزب الشيوعي الكوردستاني. رشحها الحزب الشيوعي لانتخابات البرلمان العراقي في عام 2013.

هي ايضا ناشطة في العمل الانساني الذي أصبح محور حياتها، حيث تقضي مؤخرا جلّ وقتها مع النازحين وترعى احتياجاتهم وتهتم بالناجيات من داعش كأنهن بناتها. كان لنا معها هذا اللقاء.

كيف أثرت عليك سياسياً، البيئة التي نشأت بها ؟ ولماذا سُجنتِ في عهد صدام حسين؟

كان والدي شيوعياً منذ الخمسينات، وعمل مع البشمركة، أنصار الشيوعيين ضد حكم صدام، مما جعل الحكومة تطردنا من بيتنا سنة 1963 وتشمعه بالشمع الأحمر. سجن بعد ذلك خمس سنوات بسجن أبو غريب ما بين 1984-1989، وعذّب كثيراً حتى خرج بعفو عام. تعلمت من أبي الإخلاص للمبادئ والوطن وحب الفقراء، فقد كان يوزع أراضيه عليهم. ولم يفرق في تربية أولاده بين البنت والولد.    

لم استطع اتمام دراستي، لانان والدي اخذ كل العائلة وهرب الى الجبل. و حتى فيما بعد عندما اردت الدخول الى معهد المعلمات، رُفض طلب انتسابي للدراسة لأنني شيوعية وغير منتمية لحزب البعث.

ناضلت والدتي مع أبي وتحملت الظروف القاسية التي مرت عليها وعلى أطفالها، وتحملت الجوع والعطش، وغياب والدي المتكرر والطويل على جبهات المعارك. عملت بالخياطة لتطعمنا، فقد خاطت الزي العسكري للبشمركة وكانت تنجز حوالي أربعين قطعة أسبوعياً بمساعدتنا نحن الأبناء.

البيئة التي نشأت فيها اثرت على توجهاتي عندما كبرت، فقد انتميتُ للحزب الشيوعي سنة 1976، أي بعد تعييني بوزارة السياحة بعام. بعد سنتين،  تم فصلي واعتقالي، بسبب تمزيقي  لشعار البعث وصورة صدام التي عُلِّقت في مكتبي. قضيت في المعتقل بدهوك 6 اشهر. وبعد خروجي، عملت بمقر الحزب الشيوعي المركزي ببغداد. كنت اشتغل صباحاُ وأدرس مساءً. هكذا تعمقت بمبادئ الحزب.  

تنقلت كثيراً بين دهوك وبغداد، نتيجة مطاردة النظام لك ولزوجك وعملت بالخياطة، حدثينا عن هذه التجربة الصعبة؟

تعرف نظام صدام على أعضاء حزبنا الشيوعي عبر العمل العلني للجبهة الوطنية التي تضم الحزب الشيوعي وحزب البعث والحزب الديمقراطي الكردستاني. ثم اعتقل جميع النشطاء في الأحزاب الأخرى، وأعدم الكثير منهم وخصوصا المثقفين.

في تلك الاوضاع المضطربة رجعت إلى القرية  المسيحية "مانغيش"  في الجبل، والواقعة بين دهوك وسرسنك. واختبأت ببيت أختي. وحين قُبض على زوج أختي وهو عضو قيادي في الحزب الشيوعي، اضطررت للهرب الى منزل أختي الكبيرة في الموصل وبقيت عندها خمسة عشر يوما. ثم كشفت المخابرات مكاني، فاصطحبني خطيبي إلى بيت عمي ببغداد، أين بقيت ثلاثة أشهر. تزوجت بعدها في سنة 1979 وأقمت مع زوجي دانيال ايشو بمنطقة دورا آثوريين في بغداد.  

بعد زواجنا بثلاثين يوماً اعتقل الامن العام ببغداد زوجي مع أعضاء قياديين في الحزب. نزع زوجي خاتم الزواج ورماه لكي لا يعرفوا أنه متزوج مني ويعتقلوني. بقي أربعين يوماً في السجن تحت التعذيب، وبعدها أعلن صدام حملة تنظيف السجون، فأفرج عنه. بعد خروجه من المعتقل، غيرنا عنواننا واستأجرنا بيتاً آخر في بغداد.

كيف انتقلت من السياسة إلى الخياطة؟

في نهاية 1979، صارت حملة اعتقالات واسعة أخرى وتصفية لكل أعضاء الحزب الشيوعي. كانوا يفتشون البيوت ويجبرون من يعتقلوه أن يتبرأ من الحزب. بقيت بالبيت لمدة طويلة متوارية عن الأنظار خوفاً من الأمن، وأنجبت أربعة أولاد. عام 1980، أخذ الجيش العراقي زوجي كاحتياطي حتى عام 1989، أي طيلة حرب العراق مع ايران. كان يأتي للبيت كل شهر سبعة أيام. وكان عليّ تأمين نفقات الاسرة، فعملت في الخياطة، مستفيدة مما تعلمته من والدتي، لأُعرف باسم "أم عادل للخياطة".

كيف تعايشتم مع ظروف الحرب في عام 2003؟

حين قصفت دول التحالف بغداد في عام 2003  انتقلنا إلى سرسنك، ومنها إلى حدود تركيا مشياً على الاقدام، حتى وصلنا إلى منطقة "جلي ". بقينا هناك خمسة عشر يوماً، وعدنا بسبب مرضي أنا وابنتي إلى بغداد، ثم سافرنا من جديد إلى الاردن، ومنها إلى أمريكا حيث خضعت لعملية جراحية في قلبي.

متى عدت إلى دهوك؟ وكيف عاودت نشاطك السياسي والإنساني؟

عدت عام  2005  إلى دهوك لحضور حفل زفاف ابني عادل. وفي نفس الوقت، أعدت الصلة بالحزب والعمل السياسي في رابطة المرأة العراقية. من ذلك التاريخ، كرست نفسي للخدمة الانسانية في دهوك.

منذ عام  2012، ولمدة سنة ونصف، كنت مديرة مسؤولة عن منظمة "عمار الخيرية الدولية". أقمنا العديد من المحاضرات لتطوير المرأة وتوعيتها وتقديم الدعم النفسي لها في محافظة دهوك وأقضيتها وجامعاتها ومدارسها. ومنذ بداية النزوح من سورية ومن منطقة الانبار والموصل، نعمل بالاغاثة الانسانية. نقدم للنازحين مساعدات مالية وملابس وغيرها باسم رابطة المرأة وباسم الحزب.

هل واجهتم صعوبات في تحركاتكم، مجتمعياً وأمنياً؟

لم نواجه صعوبات فالمجتمع يتقبل هذه النشاطات. ومن الناحية الامنية، نحن نتحرك بحرية واحترام، عكس ما كان عليه الوضع خلال النظام السابق.

تساعدين اليوم عددا كبيرا من النازحات الازيديات. ماهي نوعية المساعدة التي تقدمينها لهن؟

أنا حزينة كثيراً لأجلهن. بنات كثيرات احتضنتهن بعد عودتهن من يد داعش وكأنهن بناتي. آتي بهن إلى بيتي للاستحمام والراحة والعلاج وتعلم الخياطة والتطريز وشك الخرز. عالجت كثيرات منهن على حسابي.

كيف ترين وضع المرأة العراقية اليوم؟

عانت المرأة العراقية كثيراً من الحروب والحصار ومؤخراً من داعش. لقد تحطمت معنوياتها وتراجعت حقوقها. لكن يجب أن لا تستسلم، وأن تطالب بالحرية لنفسها ولمجتمعها، وأن تبدأ بتغيير ذاتها وواقعها. بعض النساء راضيات بتخلفهن ومرتاحات بوضعهن كمواطنات من الدرجة الثانية ولا تردن أن تتحررن، بل تفضلن البقاء على ما هن عليه.  

رشحت نفسك للبرلمان العراقي ولكن لم تنجحي. لو فزت ماذا كنت ستعملين؟

رشحني الحزب للانتخابات البرلمانية لسنة 2013 ولم أفز. لو نجحت كنت سأسعى لتطوير المجتمع، وخاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة والطفل.

هل سترشحين نفسك في الدورة القادمة في 2018؟

قبلت ترشيح نفسي سابقاً لتلبية طلب حزبي، لكن سنة 2018، لا اعتقد أني سأترشح لان صحتي لا تسمح لي بذلك. الترشيح يعني حملة انتخابية وأنا لا أقوى على ذلك.

بالحقيقة أنت تخدمين الناس أكثر من أي برلماني...

هدفي هو خدمة الوطن، فبالنسبة لي هو أول شيء في حياتي.

إلى أين يذهب العراق برأيك؟ هل هو فعلا ذاهب الى التقسيم؟

هناك خطة للتقسيم، لكننا كحزب شيوعي نرفض التقسيم، نحن مع وحدة العراق.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
اتفاقية إدارة الموارد المائية مع تركيا تثير غضب خبراء المياه في العراق
تصاعد التوتر في جامعات أميركية وسط تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
مراسم "طواف كرجال" عند الإيزيديين في دهوك
ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
اتفاق بين العراق وتركيا.. تخصيص عادل ومنصف للمياه العابرة للحدود
أردوغان يعلن نقطة تحول في العلاقات مع العراق ومباحثات واتفاقات تخص العماليين والمياه
العراق وتركيا وقطر والإمارات.. توقيع مذكرة تفاهم رباعية للتعاون بـ"طريق التنمية"
زيارته الأولى منذ 13 عاما.. ماذا يحمل إردوغان في جعبته للعراق؟
الفصائل تتمرد على الحكومة وعلى تفاهمات واشنطن: يدانا ليست مكبلة بالأوامر الرسمية !
يوم الأرض العالمي، 22 نيسان 2024
شقيقة الباحثة الإسرائيلية المختطفة بالعراق "تهاجم" السوداني في واشنطن
انتصار نقابي تاريخي لموظفي فولكسفاغن في الولايات المتحدة، ونقطة تحول تزيد من رهانات الانتخابات في ألاباما
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة