أقام اتحاد الادباء والكتاب العراقيين جلسة احتفاء بمعرض الرسوم الكاريكاتيرية للرسام والاعلامي عاصم جهاد والذي كان تحت عنوان (إرهاب و...كاريكاتير)، وقد تناولت الجلسة مناقشات حول الفن التشكيلي العراقي و على وجه الخصوص فن الكاريكاتير باعتباره شكلا من اشكال المفارقة ويكمُن في اعماقه السلوك الاحتجاجي وهو الفن البصري الذي يقوم على اختصار اللغة بصورة فنية تصل الى المُتلقي بسهولة، وعُرض خلال الجلسة العديد من اللوحات والرسومات الكاركاتيرية للمُحتفى بهِ.

وقال الناقد على الفواز "بالرغم من أن البعض يحاول طرد فن الكاريكاتير من حاضنة الفنون التشكلية إلا إن العديد من المختصين في هذا المجال استطاعوا أن يثبتوا هذا الفن بشكل واضح وحاضر في يومنا هذا". و أضاف " يعتبر رسام الكاريكاتير مصوراَ وكاتبا في آن واحد فهو يختصر العديد من القصص داخل لوحة تصل بسهولة الى المُتلقي، ويستهدف اللحظة الانية من الحدث فلا يمكن اعتبار هذا الفن تأريخيا بقدر ما يمكن اعتباره آنيا".

و اشار الفواز الى "إن واحدة من أهم المسؤوليات التي تحاول أن تقوم بها الثقافة اليوم هي النهوض بالمهمات السيسيو ثقافية أي صناعة فينة ثقافية تكون على علاقة مع السياسة والدين والواقع الاجتماعي للبلد، ولا يمكن لهذا النهوض أن يحدث في بيئة ثقافية هشة". من جهتهِ قال الفنان التشكسلي عبد الرحيم ياسر إن "المفارقة موجودة في مُختلف الفنون والثقافات ولا تعني السخرية بل تعتبر السخرية جزءاً من المفارقة كما إنها تعني وجود المُختلف في العادي ووجود المدهش في اليومي وهذا يعني إن المفارقة تحتاج الى ذهن مختلف كما تم ملاحظته من خلال الرسومات التي قدمها اليوم عاصم جهاد". وقال الناقد فاضل ثامر "لا يُمكن اعتبار الكاريكاتير فناً مجاورا حيث إنه يعتبر من الفنون المهمة، كما حاول عدد كبير من الفنانين والتشكيليين والنحاتين الاستمرار في مجال رسم الكاريكاتير إلا إنهم فشلوا في ذلك، لأن هذا الفن بحاجة الى روح الشخصية الداخلية ورؤية نقدية وساخرة للواقع". من جهته قال المحتفى به "يوجد تحد أمني و إعلامي وواجب يحتم علينا التصدي للارهاب، لنثبت للجميع بأن الوطن خط احمر لايمكن لأحد تجاوزه، خصوصاً في هذه الفترة الحرجة من تاريخ العراق على المثقفين أن يثبتوا دوراً فعالاً وواضحاُ". وأضاف جهاد "أميل الى إيصال افكاري بشكل واضح من خلال خطوط فنية عريضة وبدن إضافة تعليقات على اللوحة، وذلك للخروج عن المألوف وإيصالها الى جمهور اوسع ".