كشفت اعترافات حسام اللامي عضو الهيئة الشرعية لـ«داعش» بعد أن وقع في قبضة الجهات الأمنية عن وجود خلافات شديدة بين ثلاثة تيارات تتصارع على مستوى الفقه ودرجة العنف وعلى الخلافة.

وقد تزايدت هذه الخلافات بعد إصابة البغدادي، وأن البيان الصادر برفض ولاية أبو العلاء العفري لكونه تركمانياً وليس قرشياً هو من قبل الفئة الأولى التي هي أشد غلواً وعنفاً في التنظيم.

ووفق تلك الاعترافات التي خضعت لتحليل وتمحيص من خبراء أمنيين، فقد أشارت إلى وجود ثلاث فئات تتنازع الزعامة والنفوذ في هذا التنظيم الذي يواجه انكسارات بطيئة قد تتسارع في الأشهر المقبلة، حيث تبلغ تلك الخلافات ذروتها بعد شلل البغدادي نهائياً.

الأولى بزعامة «الكويتي»

وكشفت اعترافات اللامي أن الفئة الأولى هي الأكثر غلواً وعنفاً في ممارسة أعمال القتل والتكفير، وكان يتزعمها أبو عمر الكويتي واسمه الحقيقي حسن رضا لاري الذي وصل تكفيره إلى البغدادي نفسه، مما دفع قيادات الفئة الثالثة التي يقودها البغدادي إلى تصفيته. وتعتبر الفئة الأولى كما تشير تلك الاعترافات وما أكده الخبراء الأمنيون من أكثر الفئات الثلاث غلواً في العنف، وتوحدت هذه الفئة مع تيار ممائل لها يقوده الداعشي جمال الحمداني الشهير بـ«أبو نوح قبر العبد»، ولهذا التيار نفوذ كبير في المناصب القيادية الوسطى والميدانية للتنظيم، ومنتشر في ولاية الجزيرة وعلى طول القرى بين الحدود العراقية السورية.

وهذه الفئة ترى «أن تفسير القرآن والسنّة بكلام الفقهاء وأهل الحديث بدعة، ولا بد أن يكون هناك تفسير إيماني، وأن التفاسير الفقهية واللغوية أبعدت الناس عن معرفة الحقيقة التي جاء بها القرآن»، ويجمع الخبراء الأمنيون على أن هذه الفئة من الأكثر عنفاً بين الفئات الأخرى.

الفئة الثانية بزعامة «العفري»

وهذه الفئة تتبع زعامة أبي العلاء العفري (عبدالرحمن مصطفى شيخلار التركماني) النائب الأول للبغدادي والذي انيطت به خلافة التنظيم مؤقتاً بعد إصابة الأخير. وواجه هذا التيار صعوبة بالغة في تثبيت زعامة العفري، حيث إن الفئة الأولى كانت أشد المعارضين لخلافته حيث أصدرت بياناً باسم «داعش» تبطل فيه بيعته لعدم استيفائه الشروط الشرعية، ولكونه ليس عربياً إنما تركماني. ووفق اعترافات اللامي وتقييم الخبراء الأمنيين، فإن الفئة الثانية لا تقل عنفاً وغلواً عن الأولى. وربما تكون الأشد غلواً، فهي لا تعذر أبداً ولا تتقبل الجهل بالأمور، وحدثت بينها وبين الفئتين الأخريين صراعات ابتعدت عن منطق الحوار وتجاوزت الطرد والتسفيه إلى التصفية لبعض القيادات الميدانية من الفئتين السابقتين. والتمركز في مناطق خاصة واعتبارها مناطق نفوذ لها من دون الفئتين الأخريين أو مايسمى بـ«باقتسام الولايات».

الثالثة بزعامة البغدادي

وأكد حسام اللامي أن البغدادي راح يضيق ذرعاً بالفئة الأولى، ويحاول السيطرة على الفئة الثانية، واتخذ قراراً بأن تتم تصفية الفئة الأولى بعد أن يُستتابوا. وتشكل فئة البغدادي قبة الميزان بين التيارات الثلاثة، كما أنها تضم قيادات عسكرية مهمة في التنظيم، ولكن غياب البغدادي سيجعل الصراع بين الفئات الثلاث أشد عنفاً.

وإذا مسك العفري بزمام الخلافة، فإن جماعة البغدادي سيخيرون بين الاستتابة والقتل.

من جهة أخرى، قالت مصادر لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، استناداً إلى تقارير أمنية واستخبارية، إن %90 من مقاتلي تنظيم داعش في الأنبار عراقيون، ولا صحة لما ذكر بأن أغلبيتهم من العرب. وأن «الذين يديرون عمليات داعش في الأنبار هم ضباط من مخابرات النظام السابق والحرس الجمهوري أو الجيش المنحل، ولديهم خبرة قتالية جيدة».