أعلنت مؤسسة رؤيا للثقافة المعاصرة في العراق عن مشاركة خمسة فنانين عراقيين في الدورة الـ56 لمهرجان البندقية الدولي للفنون التشكيلية (بينالي البندقة)، التي ستقام خلال أيام، وفي حين بينت أن الجناح الوطني العراقي بالمهرجان سيشهد أيضاً عرض اكثر من 500 عمل فني انجزت من قبل لاجئين في شمال العراق، عدت أن الهدف من ذلك هو التعريف بالإنتاج الفني لبلد تعرض للحرب، والإبادة الجماعية، وانتهاكات حقوق الإنسان، بعد ما قام به تنظيم (داعش) من هدم منهجي للتراث العراقي.وقالت المؤسسة، في بيان لها تسلمت (المدى برس) نسخة منه، إنها "ستتولى تنظيم الجناح الوطني العراقي في بينالي البندقية بدورته الـ56 التي تقام خلال أيار الحالي، في مدينة البندقية الإيطالية، تحت عنوان الجمال غير المرئي"، مشيرة إلى أن ذلك سيكون تحت "إشراف فيليب فان كاوتيرن، المدير الفني لمتحف SMAK للفن المعاصر في مدينة جنت في بلجيكا".وأضافت رؤيا، إن "خمسة فنانين عراقيين سيشاركون في الجناح العراقي، منهم جيلان من المصوّرين العراقيين، لطيف العاني وآكام شيخ هادي، وفنّانة الأداء رباب رسول، وفنان السيراميك والنحات سلام عطا صبري والفنان التشكيلي حيدر جبّار"، مبينة أن "الجمال غير المرئي يدل على المواضيع غير المألوفة أو غير المتوقّعة في الأعمال التي ستعرض، فضلاً عن قلة ظهور الفنّانين العراقيين على الساحة الفنية الدولية".وذكرت المؤسسة، أن من "المواضيع التي يطرحها المعرض، علاقة الفن بمفهوم البقاء على قيد الحياة، وأهمية الحفظ والتسجيل، وسبل العلاج النفسي عن طريق الفنون، بالإضافة إلى معنى الجمال"، لافتة إلى أن "المعرض يعرف بالإنتاج الفني لبلد تعرض للحرب، والإبادة الجماعية، وانتهاكات حقوق الإنسان، بعد ما قام به تنظيم داعش، من هدم منهجي للتراث العراقي، وما يتطلبه ذلك من تركيز أكثر من أي وقت مضى، على الفنانين الذين يستمرون بالعمل داخل العراق".وتابعت رؤيا، أن "كاوتيرن اختار أعمال المعرض بعد رحلة إلى العراق بتنظيم وتنسيق من قبل مؤسسة رؤيا، بمرافقة رئيسة مجلس إدارتها، تمارا جلبي"، مستطردة أن "الجناح العراقي سيشهد أيضاً عرض أكثر من خمسمئة عمل فني تم انجازه من قبل لاجئين في شمال العراق".ومضت مؤسسة رؤيا، قائلة إن "الفنان العالمي الشهير آي واي واي، اختار عدداً من تلك الرسومات لضمّها في منشورة رئيسة بعنوان أثر من أجل البقاء، ستُطرح خلال البينالي"، مسترسلة أن " دار نشر موس ستصدر خلال المعرض، دليلاً يضم نصوصاً غير منشورة سابقاً من الشعر والقصص القصيرة لكتّاب عراقيين تطرح فيها فكرة الجمال غير المرئي".يذكر أن العراق شارك لأول مرة في مهرجان البندقية الدولي للفنون التشكيلية، بدورته الرابعة والخمسين في العام 2011، ويعد من الأنشطة الثقافية العالمية المميزة، حيث تحضره معظم دول العالم لتمثيل بعض جوانب ثقافاتها وفنونها بأجنحة خاصّة داخل فضاءات مدينة هي عبارة عن متحف كبيرومؤسسة "رؤيا" للفن والثقافة المعاصرة في العراق (RUYA)، هي منظمة غير ربحية تأسست في العام 2012، وتعنى بمهام تعريف العالم بالحضارة والثقافة والفن في بلاد الرافدين، وترأس مجلس إدارتها تمارا جلبي.يذكر أن تنظيم (داعش) قام بـ"انتهاكات صارخة" منذ استيلائه على الموصل، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014 المنصرم)، وغيرها من المناطق العراقية، منها القتل والتهجير والسبي والتدمير والسرقة والنهب، فضلاً عن تدمير الكثير من المواقع الأثرية والتاريخية والدينية، في المناطق التي اغتصبها، كتدمير الآثار الموجودة في متحف الموصل التاريخي، والثور المجنح في "بوابة نركال" الأثرية في المدينة، وأثار النمرود والحضر وغيرها. وقد ولدت تلك الأعمال سخطاً محلياً وعالمياً واسع النطاق، فاقم من النقمة على ذلك التنظيم، إذ دان مجلس الأمن الدولي، في (الـ28 من شباط 2015)، ما وصفه بأحدث "أعمال بربرية إرهابية" لتنظيم (داعش) في العراق، بما في ذلك "تدمير آثار دينية وثقافية نفيسة"، مؤكداً على ضرورة "دحر ذلك التنظيم والقضاء على التعصب والعنف والكراهية التي يعتنقها".

كما دانت مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، إيرنا بوكوفا، أيضا تدمير الآثار في متحف الموصل، وعدت أنه يشكل هجوماً متعمداً ضد تاريخ العراق وثقافته التي يبلغ عمرها قروناً، وبوصفه "تحريضاً على العنف والكراهية".