دعا مشرعون وخبراء أميركيون، الاثنين، إدارة الرئيس باراك أوباما لتغيير استراتيجيتها ضد (داعش) في العراق وسوريا نتيجة فشلها في منع توسع التنظيم الذي لا يهدد البلدين حسب، بل وأميركا أيضاً، وطالبوا بإرسال مستشارين من القوات الخاصة لمرافقة الجيش العراقي وتعزيز قوته على الأرض، ومساعدة طائرات التحالف الدولي في "استهداف العدو بدقة أكثر".
وقال رئيس لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، السيناتور الجمهوري ماك ثورنبري، خلال مقابلة مع محطة تلفزيون ABC الأميركية، بحسب ما أوردت صحيفة الوول ستريت جورنال The Wall Street Journal ، اليوم، وتابعته (المدى برس)، إن "معركة الرمادي من بين أسباب أخرى تدعو للشك في نجاح استراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما في دحر تنظيم داعش".
وأضاف ثورنبري، "لم أجد دليلاً على أي نجاح لتلك الاستراتيجية في تحجيم قوة داعش"، مبيناً أن "مسلحي التنظيم يتوسعون في العراق وسوريا، والأكثر من ذلك هو أن دعايتهم وأفكارهم بدأت بالانتشار أكثر من توسعهم على الأرض".
وذكرت الصحيفة، أن "الإدارة الأميركية كانت قد أعادت حسابات استعداداتها الطموحة القريبة بتأجيل خططها الموضوعة لاسترجاع مدينة الموصل، ووافقت على توسيع وتعجيل إرسال شحنات من المعدات العسكرية للقوات العراقية وتسريع جهودها في تدريب المقاتلين من أبناء العشائر السنية".
من جانبه حث السيناتور الجمهوري، جون مكين، بحسب الصحيفة، على "إرسال قوات خاصة أميركية لتعزيز ضرباتها الجوية ضد التنظيم"، منتقداً "عدم وجود استراتيجية واضحة يمكن من خلالها ايقاف تقدم تنظيم داعش".
ورأى مكين، أن "الولايات المتحدة تفتقد لاستراتيجية تمكنها من إيقاف تقدم مسلحي داعش"، داعيا "أي شخص يقول بوجود استراتيجية أود أن يوضح طبيعتها".
ودعا السناتور الجمهوري، الولايات المتحدة إلى "تعزيز اسنادها العسكري للعراق بإرسال مستشارين من قوات العمليات الخاصة لمرافقة الجيش العراقي وتعزيز قوته على الأرض، بمساعدة طائرات التحالف الدولي في استهداف العدو بدقة أكثر".
وأوضح مكين، أن "75 بالمئة من طلعات التحالف الدولي الجوية في العراق وسوريا تعود إلى قواعدها من دون أن تطلق صاروخاً أو تلقي قنبلة"، عازياً ذلك إلى "عدم وجود من يحدد لتلك الطائرات الأهداف المتحركة للعدو، ما يتطلب قوات خاصة للقيام بتلك المهمة".
إلى ذلك نقلت الوول ستريت جورنال، عن ميشيل فلورنوي، التي عملت وكيلة لوزارة الدفاع في إدارة أوباما للمدة من 2009 إلى 2012، قولها إن "الإدارة الأميركية بحاجة لأن تقدم المزيد من الدعم كي تسترجع القوات العراقية زخمها القتالي"، عادة أن هناك "نقصاً في الموارد المخصصة للاستراتيجية، وحاجة لتوفير غطاء ناري أقوى".
واتهمت فلورنوي، الإدارة الأميركية، بأنها "مترددة جداً تجاه تعميق دورها في العراق"، داعية الإدارة الأميركية أن "تتخذ موقفاً أكثر ميولاً نحو العراق لأنه يمر بمرحلة حرجة قد تؤدي إلى تقسيمه".
وعدت المسؤولة السابقة، أن "داعش لا يشكل تهديداً للعراق وسوريا فقط، بل للولايات المتحدة أيضاً".
وقالت الوول ستريت جورنال، إن "الجمهوريين في الكونغرس استغلوا مناسبة ذكرى يوم الاتحاد لتركيز دعواتهم إلى مضاعفة تخصيصات الموازنة العسكرية وانتقاداتهم للرئيس أوباما بشأن تلك الميزانية واستغلاها كموضوع سياسي أكثر مما هو عسكري" .
وبشأن إمكانية تغيير الاستراتيجية الأميركية، نقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الأميركي، اشتون كارتر، قوله "إذا حان الوقت الذي يتطلب منا إجراء تغيير في اسلوب الدعم الذي نقدمه للعراق فسنقدم توصيتنا بذلك ."
وكان وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، عد في مقابلة مع باربرا ستار، بثت عبر برنامج (حالة الاتحاد)، من قبل شبكة CNN، أمس الأحد،(الـ24 من ايار 2015 الحالي)، وتابعتها (المدى برس)، أن استيلاء تنظيم (داعش) على مدينة الرمادي يعد مؤشرا على أن القوات العراقية "لا تمتلك إرادة القتال"، وفي حين دافع عن الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة ضد التنظيم، اعتبر أنها ليست بديلاً عن القوات العراقية التي تدافع عن وطنها.