كشف وزير السياحة والآثار عادل الشرشاب عن قدوم بعثات استكشافية عالمية في الأيام المقبلة لمعاينة وتحليل واقع الآثار العراقية بعد عمليات التخريب من قبل تنظيم (داعش)، وفيما بين أن التقشف أوقف عمليات التنقيب الجارية في بعض المواقع الآثارية وزاد عدد السراق، أكد أن محافظة واسط جديرة أن تحتضن متحفاً كبيراً للآثار يليق بإرثها الحضاري والاثري.وقال الشرشاب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ واسط وأعضاء الحكومة المحلية أقيم على قاعة ديوان المحافظة وحضرته ( المدى برس )، إن "وزارة السياحة والآثار أجرت سلسلة من الاتصالات مع البعثات الاجنبية المتخصصة بالكشف عن الآثار بغية مساعدة العراق في الحفاظ على ارثه الحضاري والتاريخي، بعد جريمة داعش النكراء بتدمير الآثار العراقية في متاحف محافظة نينوى".وأضاف الشرشاب إن "العديد من الدول أبدت تعاونها الكبير وهناك بعثات استكشافية اجنبية ستصل العراق قريباً ،وأولى تلك البعثات هو فريق تنقيب ايطالي سيقوم بالمعاينة والتنقيب في عدد من المواقع الأثرية في اماكن مختلفة من العراق إضافة الى إجراء عمليات دراسة وتحليل للآثار المدمرة".وأشار الشرشاب الى ان "عصابات (داعش) الارهابية عبثت وسرقت العديد من المواقع الاثرية في العراق ومن أهمها الآثار الموجودة في محافظة نينوى ما دفع مجلس الامن لإصدار قرار يلزم السراق بعقوبات رداعة ، وهناك لجنة شكلت لهذا الغرض تقوم بمراجعة عملها كل اربعة اشهر".وتابع وزير السياحة والآثار أن "نقص التمويل من قبل الحكومة الاتحادية وحالة التقشف الشديد التي تمر بها عموم الوزارات أدى الى توقف العديد من فرق التنقيب التي تقوم بأعمال الكشف والتحري في بعض المواقع الآثارية في عدد من مدن المحافظة، كما أدى الى عدم تعيين الحراس لتلك المواقع والمواقع الاخرى مما أسهم بزيادة عدد السراق والعابثين بالمواقع الاثرية".وبيّن الشرشاب أن "محافظة واسط واحدة من المحافظات العراقية التي تزخر بالعديد من المواقع الاثرية المهمة بضمنها نحو 400 موقع أثري تم تسجيلها مؤخراً من أصل أكثر من ألف موقع في عموم المحافظة"، لافتا الى أن " واسط لديها مكانة ثقافية وفكرية معروفة وشهرة واسعة بوصفها أحد النماذج المعمارية والتراثية".وأكد الشرشاب أن "الوزارة حريصة كل الحرص على افتتاح متحف واسط الآثاري الذي يضم العديد من النماذج الاثارية المهمة والتي تمثل فترات متعاقبة من تراث وتاريخ هذه المحافظة".من جانبه قال محافظ واسط المهندس مالك خلف الوادي إن "واسط لا تقتصر على وجود المعالم والمواقع الاثرية المهمة فيها بل إنها تتميز بوجود مواقع تصلح لأن تكون منتجعات سياحية مهمة إذا ما تم استثمارها بشكل جيد ، مثل بحيرة الدلمج التي تتميز بوجود أعداد فريدة من الطيور والاسماك والبيئة الملائمة للسياحة".وطالب الوادي بـ"تفعيل عمليات التنقيب عن المواقع الاثرية الموجودة في المحافظة وإدراجها في سجلات الوزارة مع ضرورة أن تتم احاطتها بالاسيجية وحمايته من السراق والعابثين"، مؤكداً في الوقت نفسه على أن "الحكومة المحلية تراقب بشدة تلك المواقع وتمنع عمليات التجريف والنبش العشوائي الذي يحصل لها برغم بعد غالبيتها عن مراكز المدن".يذكر أن محافظة واسط ومركزها الكوت (180 كم جنوب شرق بغداد) تحتوي على أكثر من 400 موقع أثري القسم الأكبر منها غير مكتشف، وطالت تلك المواقع لاسيما بعد عام 2003 عمليات تخريب ونبش وتجريف عشوائي ألحق أضراراً كبيرة فيها، في وقت لم تشهد تلك المواقع اهتماماً جدياً من الحكومة وتوفير الحراس لها على أقل تقدير.