اتهمت كتلة الاحرار في مجلس بغداد، امس الاثنين، وزارة الداخلية بالقيام بـ"انقلاب أبيض" على المجلس اثر قيامها بتغيير قائد شرطة العاصمة من دون الرجوع للمجلس.في حين رفضت اللجنة الأمنية في المجلس ذلك الوصف، مبينة أن لديها مرشحين لشغل المنصب ستقدم أحدهم لوزير الداخلية لتثبيته على وفق مبدأ المحاصصة كحال باقي المناصب في العراق.وقال عضو مجلس محافظة بغداد، غالب الزاملي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "اختيار قائد شرطة بغداد من اختصاص مجلس المحافظة"، مشيراً إلى أن "عملية تغيير قائد شرطة بغداد وتعيين آخر بدله حصلت من وزارة الداخلية من دون الرجوع للمجلس".
وأكد الزاملي، ضرورة "اختيار قائد الشرطة وقائد النجدة ومدير مرور الكرخ والرصافة من خلال مجلس المحافظة ضماناً لاستمرار هيبة المركز"، عاداً أن "التغيير يشكل انقلاباً أبيض داخل العاصمة بغداد".
لكن رئيس اللجنة بالمجلس، محمد جاسم، رفض في حديث إلى (المدى برس)، اعتبار "تغيير قائد الشرطة انقلاباً أبيض"، مضيفاً أن "منصب قائد شرطة بغداد سيكون محاصصة أيضاً كحال بقية المناصب في العراق".
وأوضح جاسم، أن "لدى مجلس المحافظة مرشحين لشغل منصب قائد شرطة بغداد وسيتم ترشيح أحدهم إلى وزير الداخلية ليتم تثبيه"، وتابع أن "وزارة الداخلية تعاني من التركات الكبيرة والترهل نتيجة وجود الكثير من حملة الرتب العالية من دون استحقاق ما أدى إلى انهاكها".وكشف رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، عن "عزم وزارة الداخلية إحالة عدد من كبار ضباطها على التقاعد وإجراء تغييرات بمراكز أخرى".وكانت وزارة الداخلية قررت، في (التاسع من حزيران 2015 الحالي)، إعفاء 35 ضابطاً كبيراً من مسؤولياتهم في الوزارة، وفي حين بينت أن ذلك يأتي لـ"ضخ دماء جديدة ومعالجة الترهل وتحسين الأداء"، حذرت المواطنين والمنتسبين من "الشائعات والدعايات".يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها وزارة الداخلية منذ تشكيل الحكومة العراقية الحالية في أيلول 2014، بإعفاء عدد من ضباطها الكبار من مناصبهم واستبدالهم بآخرين.وفي سياق آخر، أعلن وزير الداخلية محمد الغبان، أمس الاثنين، العمل على إنشاء سيطرات نموذجية في بغداد ضمن خطة أمن العاصمة، ولفت إلى أن الخطة تتضمن إدخال أجهزة وسيارات كشف المتفجرات جديدة إلى الخدمة، فيما أكد ضرورة توفير البنى التحتية لضمان نجاح العمل.
وقالت وزارة الداخلية في بيان تسلمت (المدى برس) نسخة منه، إن "وزير الداخلية محمد الغبان التقى في مكتبه بمقر الوزارة عددا من كبار الضباط ومستشاري الوزارة، لمناقشة موضوع إنشاء سيطرات نموذجية في بغداد وضمن خطة أمن العاصمة".وأضاف البيان أن "الخطة تتضمن إدخال أجهزة وسيارات كشف المتفجرات الجديدة إلى الخدمة للمساهمة في استقرار العاصمة ومحاربة جرائم عصابات داعش الإرهابية المتمثلة في السيارات المفخخة وغيرها من المتفجرات".وأكد الغبان بحسب البيان "ضرورة توفير البنى التحتية والأجهزة الالكترونية والكادر البشري المدرب لضمان نجاح العمل وإظهاره على أكمل وجه".
يذكر أن الأوضاع الأمنية في العاصمة بغداد، تشهد توتراً منذ منتصف العام 2013، إذ ذكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق، في الأول من حزيران 2015، أن شهر أيار الماضي شهد مقتل وإصابة 2715 عراقياً بأعمال عنف شهدتها البلاد في مناطق متفرقة من البلاد.