نفت أمانة بغداد، أمس الاربعاء، الانباء التي تحدثت عن ازالة تمثال ابو نؤاس أو تغيير أسم الشارع المطل على نهر دجلة الذي يحمل نفس اسم الشاعر، وفيما لفتت الى ان اللجنة المتخصصة بتغيير اسماء الشوارع لم تتخذ اي قرار بهذا الشأن، أكد مجلس محافظة بغداد وجود نية لترميم النصب بسبب تعرضه لاضرار كبيرة خلال الفترة الماضية.وتداول نشطاء في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" خلال اليومين الماضيين، صورا لتمثال الشاعر أبو نؤاس، وبدت الاضرار واضحة على قاعدة النصب.وقال مدير العلاقات في امانة بغداد، صباح سامي، في حديث لـ"المدى"، ان "لا صحة للاخبار التي تم تداولها بخصوص ازالة تمثال ابو نؤاس من مكانه في شارع ابو نؤاس، ولا نية لتغيير اسم الشارع"، مبينا ان "تغيير اسماء الشوارع لا يتم الا بموافقة لجنة مشكلة في مجلس الوزراء بعضوية امانة بغداد، وخلاف رأي هذه اللجنة لا يمكن لمجلس المحافظة او امانة بغداد ان تقوم بتغيير اسم شارع ابو نؤاس او اي شارع اخر".

وأضاف سامي ان "هذه اللجنة لم تناقش اي مقترح حول تسمية الشارع او تغييره"، مؤكداً ان "احد الصحفيين كتب مقالاً حول اهمية تغيير اسماء الشوارع والمناطق التي لا تحمل معنى، لكن شارع ابو نؤاس حالة مختلفة لانه يعتبر من اهم الشوارع البغدادية لذلك لا يمكن تغيير اسمه". ودعا سامي الى "عدم الانصياع وراء الحملات التي تطلق على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، التي تنطلق دون معرفة الحقيقة"، مؤكدا "عدم وجود اي مقترح او تصريح من قبل عضو في مجلس المحافظة او امانة بغداد حيال رفع التمثال او تغيير اسم الشارع". من جانبه، أكد مقرر مجلس محافظة بغداد، فرحان قاسم، في تصريح لـ"المدى" ان "مجلس المحافظة لم يتحدث او يناقش موضوع تغيير اسم شارع ابو نؤاس او ازالة النصب"، مبيناً ان "امانة بغداد نفت اتخاذ مثل هكذا قرار".

واضاف قاسم بالقول ان "مجلس بغداد، أتصل بامانة بغداد التي اكدت نيتها ترميم تمثال ابو نؤاس خلال الايام المقبلة لاسيما مع تعرضه للكثير من الاضرار خلال الفترة السابقة"، لافتا الى انه "في حال وجود نية لازالة التمثال او تغيير اسم الشارع، فأن الكثير من النشطاء المدنيين واعضاء في مجلس محافظة بغداد سيخرجون في تظاهرة لمنع هذا الفعل، لان التمثال يحمل دلالة كبيرة وأهمية بالغة للحياة المدنية للبغداديين". من جانبها، اعتبرت مديرة اعلام دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، افراح شوقي، لـ "المدى"، ان "تمثال ابو نؤاس هو معلم مهم في الذاكرة العراقية، كونه يحمل اسم شاعر عراقي معروف عاش فيها واشتهر شعره، ومنه حمل أسم اهم شوارع بغداد في موقعه الذي يطل على نهر دجلة، فصار ملاذا للعائلة العراقية وللعاشقين وشباب المدينة الذين يتمتعون بجمال طبيعة المكان". وأضافت ان "ما اصاب تمثال ابو نؤاس من اهمال وتخريب مؤخراً وما صدر من اشاعات بازالته، امر مستهجن وغير مقبول"، داعية الجهات المعنية الى "اعادة تأهيل التمثال، وان تأخذ دورها باعادة الهيبة له لما يشكله من اهمية لدى المواطن البغدادي".

ولفتت الناشطة المدنية الى ان "تغيير معالم العاصمة بغداد امر لا يمكن قبوله"، منوهة الى ان "المثقفين والناشطين والفنانين سيقومون بوقفات مجتمعية لوقف مثل هذا الانحدار في التعامل مع رموز عراقية عريقة".

وكانت دائرة الفنون التشكيلية التابعة إلى وزارة الثقافة أنجزت في (16-حزيران-2015)، صيانة تمثال الشاعر أبو نؤاس.

وقال مدير عام دائرة الفنون التشكيلية شفيق المهدي لمحررة قسم الإعلام والاتصال الحكومي والجماهيري في وزارة الثقافة إنَّ "الوزارة مهتمة كثيراً بإعادة تأهيل النصب التذكارية والتماثيل، وتمثال الشاعر أبو نؤاس ذلك النصب الشاهق للفنان إسماعيل فتاح الترك"، مبينا ان "النصب يمثل رمزاً من التأريخ الفني والثقافي للعراق، وان وزارة الثقافة قامت بتشكيل لجنة من المتخصصين بشؤون ترميم النصب والتماثيل من الفنانين والنحاتين لإعادة تأهيله". ورفع الستار عن نصب الشاعر أبو نؤاس عام (1972) على يد الفنان إسماعيل فتاح الترك.

يذكر أنّ إسماعيل فتاح الترك (2004-1934) فنان تشكيلي ونحات عراقي ولد في البصرة، وحصل على الدبلوم العالي في النحت من أكاديمية الفنون في روما ودبلوم في السيراميك من أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، وأقام ستة معارض للنحت وخمسة معارض للرسم في روما، بغداد، بيروت، وشارك في بعض معارض جماعة بغداد ومعارض جمعية التشكيليين. حصل على الجائزة الأولى للفنانين العرب في إيطاليا للرسم 1962. وحصل الترك على الجائزة الأولى للنحت في إيطاليا سنة 1963، وهو عضو جماعة بغداد 1957، تجمع الزاوية 1966، وعضو نقابة الفنانيين العراقيين، وجمعية الفنانين العراقيين. أنجز العديد من النصب في ساحات بغداد، من أعماله المنجزة: النصب البرونزية للشعراء: معروف الرصافي، الكاظمي، أبو نواس.

ويعد الشاعر ابو نؤاس من أشهر شعراء العصر العباسي، ولد في بالأهواز من بلاد خوزستان عام (146هـ-763م) ونشأ بالبصرة، وفيها تلقى العلم على يد كبار العلماء في اللغة والنحو، ورحل إلى بغداد وثمّ إلى دمشق، وهناك اتصل بعدد من شعرائها ثمّ رحل إلى مصر وأخيراً عاد إلى بغداد مرة أخرى، فأقام بها إلى أن توفي فيها العام (198هـ-813م).