الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
جيل عراقي مغترب يكافح للتواصل مع الثقافة الأم
الأربعاء 08-07-2015
 
بغداد/المسلة

بعد نحو أربع سنوات على وصولهم إلى بلجيكا في 2011، بدأت عائلة المهندس العراقي علي حسن تقلق من تدني مهارات اللغة العربية لدى الأولاد.

كتب عدنان أبو زيد في جريدة الصباح اطلعت عليه "المسلة" :فلم يعد سعد (13 سنة) يجيد الكلام المتّقن، باللغة الأم، فيما باتت شيماء (12 سنة) غير قادرة على التعبير عن افكارها بعبارات عربية واضحة وصحيحة.

وتدنّي اللغة العربية بين الأجيال الجديدة الناشئة في أوروبا يقلق الكثير من الأسر العراقية التي تسعى الى الحيلولة دون نسيان الأبناء للغة البلد الام وثقافته.

لغة الضاد

يقول مدرس اللغة العربية علي الساعدي الذي يحاضر في دروس مجانية أسبوعية لنحو عشرة من الطلاب العراقيين في بيته، في مدينة "انتفيربن" البلجيكية، ان "اللغات الاجنبية تبتلع لغة الضاد في عقر دارها في الدول العربية، فكيف يكون الحال ونحن في اوروبا؟".

ولعل هذا التنافس الثقافي والحضاري الذي يسير لصالح ثقافات الدول المضيّفة للمهاجرين، يدعو الأسر المغتربة الى تحصين الاجيال الناشئة في بلدان المهجر من الفقدان النهائي للغة والثقافة العربيّتين.

ولم يعد أمراً مدهشا انك تجد عائلة عراقية فقد ابناؤها القدرة على النطق باللغة العربية. وان اللغة الأجنبية مثل الإنكليزية او الهولندية، باتت لغة التخاطب المفضّلة.وكم تمنّت علياء المهدي، الأم العراقية لولدين، والمقيمة في العاصمة البلجيكية بروكسيل منذ العام2000، ان يتعلّم ابناؤها اللغة الإنكليزية او الالمانية، فقد غمرتها الفرحة بتمكّنهم من ذلك، وتفوّقهم في المدرسة حيث تقيم، وتمّكن ابنها وليد من دخول كلية الطب، الا ان هذه الفرحة الكبيرة تصاحبها غصة من الحزن، لان وليد بات ضعيف التعبير بلغة الضاد، وصار لسانه ثقيلاً، وتعابيره في اللغة العربية ليست بالانسيابية المطلوبة.

تقنيات متطورة

وفي بيئة أوروبية تمتاز فيها برامج التوطين والاندماج بالصرامة، فان احتمال انقطاع العلاقة بين المهاجرين من الأطفال والفتيان مع الثقافة واللغة الأم كبير، بسبب تقنيات التعليم الغربية المتطورة واندماج العراقيين الوافدين بأقرانهم من الاوروبيين واقامة علاقات صداقة معهم، ما يوفر الفرص لنسيان كل مايتعلق بالثقافة الاصلية.في هذا الصدد، يقول وليد انه لا يمتلك الوقت الكافي لتعلم اللغة العربية، فبعد ان ينتهي من المدرسة فان وقته يتوزع بين تعلّم الموسيقى في المركز الثقافي القريب، او قضاء الوقت في مزاولة كرة القدم، أو التنزه مع اصدقائه.وتسمح برامج إعادة التوطين في الدول الأوروبية للاجئ العراقي بالدراسة والعلم، ما يجعله يشعر –بحسب علي جعفر، الرسام المعماري المقيم في هولندا منذ عشرين عاما - بأن هذه البلاد وطنه الثاني.

ويعتقد جعفر الذي درس في معهد التكنولوجيا في مدينة "تلبرغ" في الجنوب الهولندي، ان خطط الارتقاء باللغة العربية في اغلب الدول الاوروبية عبارة عن جهود فردية يقوم بها اشخاص او جمعيات ثقافية محدودة الامكانية، مشيرا الى ان "النجاح في هذا المسعى لن يتم الا بمساعدة السفارات العراقية في اوروبا".

تحديات

ان القول بأن العراقيين يخسرون العلاقة بالثقافة الأم رغم النجاحات التي حققوها، صحيح الى حد كبير، فبينما هم يواجهون تحديات الثقافة الأجنبية الحاضرة بقوة في البيوت والمدارس، فانهم يعدون ان الحرب الثقافية لن تسير في صالحهم في النهاية، اذا لم تساعدهم الحكومات العربية في ارساء برامح ناضجة لإدامة الصلة بين المهاجرين وثقافة مجتمعاتهم الأصلية.

وفي مدينة خروننجن في شمال هولندا، اعتادت المعلمة العراقية زينب أبو شامة إعطاء الدروس في مدرسة "النور" الاهلية في مهمة تطوعية، لاتتلقى عليها أجراً.

دعم المدارس

وعلى الرغم من ان هذه المدرسة التي لا تتلقى دعماً مادياً وتنظّم دروساً أسبوعية للمهاجرين من العراقيين والعرب، الا انها نجحت في تعليم التلاميذ لغة الضاد، وبات البعض منهم قادرا على التحدث بها والكتابة فيها.

وتقول زينب، ان "يومين في الأسبوع لن يكونا كافيين لتعليم التلاميذ، ما يستدعي ستراتيجية لدعم المدارس العراقية، خصوصا في المدن التي يتواجدون فيها بكثرة".أنّ الأمل معقود على جيل عراقي ينشأ في المهجر، يشكّل جسراً ثقافياً بين حضارتين يجيد استخدام آليّاتهما، ويطوع مفاهيمهما لصالح التعايش الحضاري المفيد بين الشعوب الشرقية، وفي مقدمتها الشعب العراقي، وبين الشعوب الاوروبية.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
اتفاقية إدارة الموارد المائية مع تركيا تثير غضب خبراء المياه في العراق
تصاعد التوتر في جامعات أميركية وسط تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
مراسم "طواف كرجال" عند الإيزيديين في دهوك
ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
اتفاق بين العراق وتركيا.. تخصيص عادل ومنصف للمياه العابرة للحدود
أردوغان يعلن نقطة تحول في العلاقات مع العراق ومباحثات واتفاقات تخص العماليين والمياه
العراق وتركيا وقطر والإمارات.. توقيع مذكرة تفاهم رباعية للتعاون بـ"طريق التنمية"
زيارته الأولى منذ 13 عاما.. ماذا يحمل إردوغان في جعبته للعراق؟
الفصائل تتمرد على الحكومة وعلى تفاهمات واشنطن: يدانا ليست مكبلة بالأوامر الرسمية !
يوم الأرض العالمي، 22 نيسان 2024
شقيقة الباحثة الإسرائيلية المختطفة بالعراق "تهاجم" السوداني في واشنطن
انتصار نقابي تاريخي لموظفي فولكسفاغن في الولايات المتحدة، ونقطة تحول تزيد من رهانات الانتخابات في ألاباما
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة