الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
تركيا تستغل استهداف داعش لتهاجم "العمال"
الثلاثاء 28-07-2015
 
إيلاف- متابعة

طال تردد تركيا لأشهر، إلا أنها بدأت منذ يوم الجمعة بقصف مواقع لتنظيم داعش، ولكنها اغتنمت هذه الفرصة لتهاجم ايضًا مقاتلي حزب العمال الكردستاني، ما من شأنه أن يهدد عملية السلام الهشة.

انقرة: منذ يوم الجمعة، تقصف تركيا مواقع تابعة لداعش في سوريا، بعدما حملت المتطرفين مسؤولية التفجير الانتحاري الذي اسفر عن مقتل 32 شخصًا في مدينة سوروتش، وايضاً بعد ضغوط من الولايات المتحدة لاتخاذ موقف اكثر صرامة إزاء المتطرفين.

لكن تركيا وسعت حملتها العسكرية عبر الحدود لتستهدف مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، ما يشكل اكبر حملة جوية لها منذ العام 2011 بعد هجمات دموية نسبتها الى المقاتلين الاكراد.

حرب على الإرهاب

وصنفت انقرة الحملتين العسكريتين ضد الجهاديين من جهة، والاكراد من جهة أخرى، في اطار واحد هو "الحرب على الارهاب" مع أن الطرفين المستهدفين يتواجهان اصلاً في معارك شرسة.

ويقول محللون ان حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يبحث عن زيادة عدد الناخبين بعد ادائه المخيب في الانتخابات التشريعية في 7 حزيران (يونيو)، وايضا منع الاكراد من اقامة معقل قوي في سوريا.

وتصنف تركيا حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردًا دمويًا في جنوب شرق تركيا منذ العام 1984، على انه مجموعة ارهابية، كما تعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الاهم الذي يقاتل تنظيم داعش في سوريا،  الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.

توازن بين الاثنين

وبحسب مارك بيانيري، الباحث في مركز كارنيغي اوروبا، فإن "الحكومة (التركية) وازنت بين حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش، ومع انهما كيانان متباينان الى حد حد كبير، الا أن هذا الأمر يخدم مصالح الحكومة".

واعتبر دايفيد رومانو استاذ سياسات الشرق الاوسط في جامعة ميزوري انه قد يتبين أن الحملة العسكرية التركية تركز اساسًا على حزب العمال الكردستاني وليس على تنظيم داعش.

وتابع رومانو، أن تركيا وبعدما سمحت للولايات المتحدة باستخدام قاعدة انجرليك الجوية لشن غاراتها ضد تنظيم داعش، تأمل أن تبادلها بالمثل عبر الابتعاد عن حزب الاتحاد الديموقراطي في سوريا.

ويبدو أن السيناريو الأسوأ في سوريا بالنسبة الى تركيا هو ان يتحقق حلم حزب الاتحاد الديموقراطي بانشاء منطقة حكم ذاتي في سوريا قرب الحدود مع تركيا.

وتعتبر الحكومة التركية انه من المنطقي جدًا ان توازن بين داعش وحزب العمال الكردستاني الذي اعلن الاسبوع الماضي قتل شرطيين تركيين اثناء نومهما.

وكتب ابراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في صحيفة "الصباح" اليومية "بالرغم من انهما يتحركان بدوافع مختلفة، الا أن الاثنين يتشاركان اساليب واهدافاً متشابهة".

حلّان

وتأتي الغارات التركية بعد انتخابات السابع من حزيران (يونيو) التي خسر فيها حزب العدالة والتنمية الاسلامي المحافظ الغالبية المطلقة للمرة الاولى منذ وصوله الى السلطة في العام 2002، مما ادى الى فشل الرئيس اردوغان في اجراء تعديل دستوري لتحويل النظام التركي الى جمهوري.

وتجد تركيا اليوم نفسها امام حلين: تشكيل حكومة ائتلافية هشة أو اعادة تنظيم الانتخابات حيث يأمل حزب العدالة والتنمية استعادة الغالبية المطلقة.

وقد يساهم استهداف حزب العمال الكردستاني، الذي يكن له الكثير من الاتراك العداء، في حصول حزب العدالة والتنمية على المزيد من اصوات القوميين المتطرفين.

وبحسب بيانيري، فإن من شأن هذه "الحرب على الارهاب" ان تخفف من حدة الصعوبات السياسية الداخلية في تركيا بعد الانتخابات، وبالتالي فإن احتمال اعادة اجراء الانتخابات يبدو وارداً جداً.

يذكر ان الانتخابات الاخيرة انتهت ايضا باختراق لحزب الشعب الديموقراطي، المؤيد للاكراد، اذ حاز على 80 مقعدًا في البرلمان ليطيح بذلك بآمال حزب العدالة والتنمية في الحصول على الغالبية المطلقة.

وكتب المعلق جنكيز جندار في صحيفة "راديكال" الالكترونية ان اردوغان اراد "تشويه" صورة حزب الشعب الديموقراطي عبر ربطه بحزب العمال الكردستاني. واعتبر ان "الحرب على الارهاب مجرد حجة. الهدف هو الانتقام لما حصل في السابع من حزيران (يونيو)"، اي من نتيجة الانتخابات.

الا ان  احلال السلام بين انقرة والاكراد، الذين يشكلون 20 في المئة من الشعب التركي، يمكن ان يشكل اذا تم، اكبر انجاز لحزب العدالة والتنمية.

وقد تمت فعليًا الاشادة باردوغان لوضعه تعديلات محدودة لصالح الاكراد ولاطلاقه في 23013 عملية سلام بعد محادثات سلام سرية بين انقرة وزعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل عبدالله اوجلان.

التزام هش

ويلتزم الجانبان منذ ذلك التاريخ بوقف هش لاطلاق النار يبدو اليوم مهددًا بعدما اعلن حزب العمال الكردستاني ان الهدنة فقدت اليوم اي معنى حقيقي لها.

والسبت، قتل جنديان تركيان في تفجير سيارة مفخخة نسبه الجيش التركي الى حزب العمال الكردستاني. ومع ان وقف اطلاق النار يبدو وانه انتهى، الا ان بعض المحللين يرون ان عملية السلام لم تفشل بعد.

ويقول بيانيري إن حزب العمال الكردستاني "كيان متعدد" يتألف من ثلاثة عناصر اساسية هي حزب الشعب الديموقراطي واوجلان والقيادة العسكرية في شمال العراق، الا انهم لا يعملون بانسجام دائمًا.

من جهته، يعتبر رومانو ان حزب العمال الكردستاني عليه الا يقع في فخ الحكومة التركية التي تريد ان يُصنف في خانة الارهاب، كما انه غارق في الوقت نفسه في الحرب ضد الجهاديين في سوريا.

وتابع رومانو "اتوقع أن يحاول حزب العمال الكردستاني التراجع والا يستأنف تمرده ضد انقرة بشكل جدي".

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
الاحتباس الحراري وتأثيره على سرعة دوران الارض
الربط الكهربائي الأردني- العراقي يدخل الخدمة السبت المقبل
سفن حربية روسية تدخل على خط البحر الأحمر
المندلاوي يدعو الشركات الصينية لاستثمارات طويل الأجل وتعاون مستدام في العراق
أزمة تعليمية حادة تهدد أطفال العراق بـ"مستقبل قاتم"
جاء بطائرة ليتسلم البراءة ويسافر.. تفاصيل الغاء حكم الإعدام بحق ضابط متهم بقتل الهاشمي
منتخب العراق يواصل مشواره في تصفيات المونديال بنجاح
البطريركية الكلدانية في العراق تلغي الاحتفال بعيد القيامة احتجاجا على "إبعاد ساكو"
طلب رسمي لحجب "تيك توك" في العراق.. وأرقام جديدة للمواقع الإباحية
مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
الاتحاد الديمقراطي العراقي يشارك في احتفالات نوروز
"المحيبس" يضيع في قبضة النساء.. السيدات يقتحمن اللعبة الرمضانية الأكثر شعبية في العراق
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة