تلوح القوى السنية باستجواب رئيس الحكومة حيدر العبادي كرد على عدم ايفائه بما تضمنته "الورقة الوطنية" التي تبناها التحالف الوطني بوصفها خارطة طريق لتصحيح اخطاء الحكومة السابقة.

وتزعم القوى السنية انها لا ترى، حتى الان، تغييرا كبيرا في طريقة تعامل حكومتي المالكي والعبادي معها، معتبرة ان رمي مشاريع القوانين على "علاتها" من مجلس الوزراء الى ملعب البرلمان لايعد انجازا.

وتكشف اطراف تحالف القوى عن توقف الحوارات مع التحالف الوطني منذ ثلاثة اشهر، وتتحدث عن وعود متكررة من الجانب الاخير باستئناف الحوار لكنها "لم تتحقق حتى الان".

مقابل ذلك تواجه الاطراف السنية نفسها مصاعب في الداخل تتمثل في صراعات مزمنة منذ 2003 على زعامة الكتلة، اثرت ايضا على طريقة ادارتها للحوار مع الاطراف الاخرى، بحسب نائب عن الكتلة.

وتظهر وسط تلك الخلافات محاولات لبرلمانيين سنة لكسر احتكار "القيادات" وخوض حوارات على مستوى الخط الثاني مع اقرانهم في الكتل الاخرى، وهو ما اعتبره نائب عن تحالف القوى بانه محاولة للتخلص من "ضغط التسلط الداخلي والتدخلات الخارجية".

خلاف لا يكسر العظم

وكانت مصادر برلمانية مقربة من دائرة رئيس البرلمان سليم الجبوري كشفت لـ"المدى" عن خلافات حادة بين الاخير واسامة النجيفي، نائب رئيس الجمهورية، وكلاهما ضمن تحالف القوى العراقية.

وعزت المصادر الخلاف الى موقف الجبوري من إقالة محافظ نينوى أثيل النجيفي، بالإضافة إلى تأييده لقرار رئيس الوزراء بتعيين عبد اللطيف هميم لرئاسة الوقف السني دون أخذ موافقة او استشارة المجمع الفقهي بوصفه المرجعية السنية. وشكلت الاطاحة بمحافظ ديالى اضافة اخرى لشقة الخلاف بين الجبوري والنجيفي.وتحدثت اطراف في تحالف القوى عن مساع لترتيبات سنية تهدف الى الاطاحة بسليم الجبوري واختيار بديل جديد عنه.

لكن النائب عن تحالف القوى محمد الكربولي يقلل من حجم الخلافات بين اطراف الكتلة التي كثر الحديث عنها في الآونة الاخيرة، ويعدها "خلافات بسيطة لاتصل الى حد كسر العظم".

ويضيف الكربولي، في اتصال مع "المدى"، ان "الانباء التي تسربت عن محاولات لاقالة الجبوري لم تكن حقيقية ووراءها دوافع سياسية ضد طريقة ادارة رئيس البرلمان التي لم تعجب البعض"، مشيرا الى ان "الامر لم يخرج عن اطار الاشاعات ولم يصل الى مرحلة جمع تواقيع لاقالة رئيس البرلمان".

ويمتلك تحالف القوى العراقية نحو 53 نائباً يمثلون كتل: متحدون للإصلاح، وديالى هويتنا (برئاسة سليم الجبوري)، والعربية (برئاسة صالح المطلك)، والوفاء للانبار.

وحصلت الكتلة السنية على حقائب: الدفاع، والتخطيط، والزراعة، والتربية، والتجارة، والبيئة، ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب.

وعن تحالف القوى يشغل سليم الجبوري رئاسة مجلس النواب، فيما يشغل صالح المطلك منصب نائب رئيس الوزراء، واسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية.

جمود الحوارات

بالمقابل يقول الكربولي، وهو رئيس كتلة الحل البرلمانية، ان "الحوارات مع التحالف الوطني حول بنود الورقة الوطنية، التي تشكلت على ضوئها حكومة حيدر العبادي في ايلول الماضي، توقفت منذ ثلاثة اشهر".

ويوضح القيادي في كتلة الحل ان "اللجنة الثمانية المشكلة من التحالف الوطني، برئاسة خالد العطية لم تعد للحوار معنا مرة اخرى"، لافتا الى ان "الاتصالات مع العطية مستمرة وهو يعدنا باستئناف الحوار من جديد منذ اشهر ولم يتحقق ذلك".ويؤكد الكربولي ان "كتلة تحالف القوى التي ينتمي اليها حريصة على ادامة الحوار"، واشار الى "اجتماع جرى مؤخرا في منزل رئيس البرلمان سليم الجبوري حث على ذات الامر".

استجواب العبادي

الى ذلك يتحدث الكربولي، وهو نائب عن الانبار، عن "نضوج مقترح يدعمه غالبية اعضاء تحالف القوى باستخدام الحق القانوني لاستجواب رئيس الحكومة لعدم التزامه ببنود الورقة السياسية".

وكان بيان حكومي، صدر اوائل تموز الماضي، قال ان "الحكومة أنجزت اكثر من 20 التزاما من اصل 30 بنداً وردت ضمن الاتفاق السياسي"، واكد قياديان في حزب الدعوة ما جاء في البيان

ويقول الكربولي تعليقا على البيان "ربما نحن في كوكب آخر"، مردفا "لايمكن ان يعتبر رئيس الوزراء ارسال مشاريع القوانين غير الواضحة والمليئة بالمشاكل الى مجلس النواب بانه انجاز". وتقول حكومة العبادي انها انجزت ابرز بنود (الاتفاق السياسي)، كاقرار النظام الداخلي لمجلس الوزراء، وحسمت الخلاف مع حكومة اقليم كردستان بشأن تصدير النفط. وهو اتفاق مازال متعثرا، وتعتبره القوى السنية دليلا بان المشكلة "ليست في تحالف القوى" وانما مع الحكومة التي يشتكي منها الاكراد ايضا.كما تقول الحكومة انها انجزت ملف البيشمركة، وهو امر يشكك بصحته الاكراد. وتؤكد رئاسة الوزراء انها ارسلت عددا من القوانين كالحرس الوطني والمساءلة والعدالة الى مجلس النواب، وهي مشاريع قوانين تواجه خلافات شديدة داخل البرلمان.

الخلاف على زعامة التحالف

في غضون ذلك يصف نائب آخر عن تحالف القوى العلاقة بين اطراف الكتلة بانها تتسم بـ"الحساسية" بسبب الصراعات على الزعامة.

ويقول عبد العظيم العجمان، عضو التحالف في اتصال مع "المدى"، ان "مشكلة القوى السنية انها لاتمتلك مرجعا سياسيا او دينيا كما هو الحال لدى القوى الشيعية"، مؤكدا ان "القيادات السنية تتنافس على الزعامة".

ويكشف العجمان، وهو عضو ائتلاف العراق المنضوي داخل (تحالف القوى)، عن "تحرك لبرلمانيين سنة، قد يرى النور قريبا، سيعمل على خوض المفاوضات مع اطراف اخرى من الكتل السياسية التي تسعى ايضا الى كسر احتكار القيادات للقرار والتخلص من الضغوط الخارجية على بعض الاحزاب".

ويقول النائب السني الوحيد عن البصرة ان "القيادات في القوى السنية، ومنذ 2003 وحتى الآن، لم تحقق انجازا في طريقة ادارتها للحوارات بسبب الحساسيات بينها".