ثورة ضد والي تنظيم "داعش" في ناحية كبيسة , وتظاهرة في الشارع الجديد وسط الفلوجة , وأكثر من عملية للانتحار لنساء يحرقن أنفسهن احتجاجا على بطش داعش , وهربا من تنكيله بالاهالي وسطوته غير المحدودة , مؤشر ممغنط قد يكون أقل دقة من مؤشر البوصلة في اتجاهه , ولكنه يشير بلا أدنى شك الى بوادر ثورة جديدة قد تصطدم بالتنظيم , خصوصا بعد حالة اليأس التي يعيشها الاهالي , والوهن الذي يعاني منه بعد تعرضه لضربات قوية , في غرب البلاد وجنوبه
وكانت عشيرة الكبيسات في ناحية "كبيسة" التابعة لقضاء هيت , في الانبار , قامت بقتل والي التنظيم في المنطقة , الثلاثاء الماضي , بعد قيام التنظيم بعمليات تفتيش رفضتها الاهالي , بحجة البحث عن زوجة الوالي السورية , والتي كانت قد هربت قبل ذلك , بحسبما أفاد مصدر أمني في المدينة .
وقال المصدر لـ"عين العراق نيوز" , ان " الكبيسيين ثاروا بعد حدوث مشادة كلامية اثناء تفتيش أحد منازلهم , للبحث عن زوجة والي التنظيم , مما أثار الاهالي المحافظين هناك " , متابعا ان " عناصرا من العشيرة هاجموا منزل الوالي المذكور وأردوه قتيلا بالاضافة الى ثلاثة من حراسه ".
وكان التنظيم تعرض في مدينة الموصل لعملية تسمم جماعية , في شهر رمضان , بعد تناولهم للافطار الذي وضع فيه أحد الموصليين السم , تعبيرا عن الشعور بالكره تجاه التنظيم , وانتقاما لكل ماقاموا به من جرائم بحق الاهالي , في عملية سريّة لم يعرف منفذوها حتى الان .
ويؤكد عضو مجلس محافظة الانبار طه عبد الغني سأم اهالي الفلوجة من استخدامهم دروعا بشرية للتنظيم , الذي يفرض عليهم حصارا حرمهم من مغادرة المدينة , خوفا من تعرض المدينة لعملية تطهير موسعة , لاخوف على مدنيّ فيها , ولا خشية من نيران صديقة .
ويضيف عبد الغني لـ"عين العراق نيوز" , ان " الشعور بالمظلومية الذي خلفته جرائم تنظيم "داعش" لدى الاهالي دفعهم للتصرف بطرق انتقامية سواء بالتعاون مع القوات الامنية أو الاشتباك المباشر من قبل الشباب تحت حراك عشائري أو تنظيمي " , منوها الى ان " السيطرة غير المحدودة للتنظيم جراء عدم وجود سلطة أخرى منافسة داخل المدينة , ذهب بعناصر التنظيم الى ظلم الاهالي مما يدفع بهم الى هيجان فردي أو جماعي لقتل أكبر عدد ممكن من العناصر".
وكان التنظيم فرّق , أمس الاول , تظاهرة في الشارع الجديد وسط الفلوجة , باطلاق النار فوق رؤوس المتظاهرين واعتقال 40 مدنيا من منظمي التظاهرة , الذين رفضوا جلد امراة بسبب وجود ابنها في الجيش.
وقال مصدر أمني لـ"عين العراق نيوز" , ان " تنظيم داعش قام بجلد امراة من الفلوجة تبلغ من العمر 40 عاما بعد رفض ابنها اعلان التوبة واستمراره في عملة كجندي في قوات الجيش ومحاربة عناصر تنظيم داعش الارهابي" , مشيرا الى ان " التنظيم نقل المختطفين من المدنيين الى الحي الصناعي وسط الفلوجة والى معمل الطحين القريب من جسر الفلوجة القديم".
ولم تشهد المدن التي يسيطر عليها التنظيم منذ اعلان "دولته " مظاهرا للتعبير عن الرأي بالطرق المدنية المتعارف عليها , للطريقة المتعصبة التي يدير بها التنظيم أغلب المدن التي تقع تحت سيطرته , مما يجعل من مظاهرة الفلوجة " سابقة " تدل على رفض الاهالي للقمع الذي يمارسه التنظيم بحق المواطنين .
كما وتخللت انتهاكات "داعش" عمليات انتحار عديدة قامت بها نساء من المحافظة احتجاجا على ظلم التنظيم لهن , أو هربا من بطشه , وهو ما أقدمت عليه كثير من الازيديات في الموصل أيضا , وبحسب عضو لجنة حقوق الانسان البرلمانية أشواق الجاف فان "حرق النساء لأنفسهن لتلافي الوقوع بأيدي (داعش) , لا يعتبر انتحارا" .
وقالت الجاف في تصريح سابق لـ"عين العراق نيوز" , ان " الانتحار هو تعمد قتل النفس" ولكن عندما تكون الظروف مشابهة لما يعيشه الاهالي في المناطق الخاضعة لتنظيم داعش , فان التصرف " لا يعتبر انتحارا " على حد قولها . ويشهد تنظيم داعش تخبطا ملحوظا بين عناصره وقياداته , سيما وان بطشه طال العديد من العناصر المنضوين تحت لوائه , من خلال عمليات اسماها "اعدام مرتدين" , " وعمالة " , مما يؤكد وهن البيت الداعشي من داخله , كبادرة مناسبة للقيام بثورة للتخلص من عدوانيته , وانطلاق مرحلة "مقاومة شعبية" , عرفت خلال تاريخ العصر الحديث العراقي , بارتباطها بشهري تموز وآب