الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
الجلسات والأمسيات الثقافية العراقية.. هل تغني المشهد الثقافي..؟
السبت 08-08-2015
 
المدى

بالرغم من توسع الجلسات الثقافية وتنوعها , ووجود العديد من دور الثقافة وبيوتها ومؤسساتها إضافة الى العديد من المُقبلين الى الأُمسيات الثقافية والجلسات الحوارية الثقافية من  كبار السن والشباب , ومن المختصين والمحترفين والهواة والناقدين والمتلقين أيضاً , إلا إن هنالك تساؤلات تُثير جدل الشارع العراقي بشكلٍ دائم : هل هذهِ الجلسات تؤدي غرضها كما ينبغي ؟ وهل ان الأمسيات الثقافية تُقام بشكل وعدد كافٍ اليوم ؟ هل أحدثت هذه الجلسات تغييراً ملموساً في الواقع الثقافي العراقي ؟ وهل عُنيّت هذه الجلسات والامسيات بالاهتمام الكافي ؟هل أعطى المثقفون الثقافة حقها اليوم ؟ أم انهم شكلوا عبئاً اخر على الواقع الثقافي ؟ وهل على الدولة اليوم ان تُعنى بالجانب الثقافي أم انهما شتان لا يُمكن لهما أن يلتقيا ؟ إضافة الى مدى إهتمام الاعلام ووزارة الثقافة اليوم بهذا الجانب وهل تعتبر الثقافة والمثقفون ثروةً وطنية أم ان وجودهم بات أمراً مُكملاً لواقع المجتمع والبلد ؟ , وهل تأثرت الثقافة او تلوثت بما تلوث به الواقع العراقي بشكلٍ عام , أم ان الثقافة قُسمت اليوم الى مجالات عُني ببعضها ليُهمل الاخر ؟ تساؤلات كثيرة وعميقة هددت الوسط العراقي الثقافي وأرهقت تفكيرهُ و أُثيرت بشكلٍ واضح اليوم في الشارع العراقي ولدى المُتلقي العراقي .وفي استطلاع خاص للمدى مع عدد من رواد الثقافة العراقية في مختلف المجالات من فن و أدب وموسيقى وشعر ورسم وما الى ذاك تعددت الاراء وتضاربت لتصب في عدة رؤى واسباب وحلول وبزوايا ووجهات نظر مُختلفة .حيث قال الناقد علي فواز بهذا الشأن إن " الحالة الصحية للمشهد الثقافي تكمُن بتكاملهُ , أي اننا حين نتحدث عن جلسة او أُمسية ثقافية لابُد من الاشارة الى مشهد ثقافي عام يبدأ بالجلسات التي تنظمها الجمعيات والبيوت الثقافية المعروف انها ذات تأريخ ثقافي إضافة الى إن هذا المشهد لهُ علاقة بالسوق الثقافية او البيئة الثقافية او اهتمام الدولة بالصناعة الثقافية لتشكيل مشهد مُتكامل جدير بالحديث عنه ."وأضاف فواز قائلاً " عندما نتحدث اليوم عن الجلسات الثقافية ونعتبرها هي من تعبر عن الحيوية الثقافية هنا باعتقادي إن الموضوع قاصر , حينما نتحدث عن بيئة ثقافية يجب أن نتحدث عن التنظيمات الثقافية بمُجملها ." وأشار " بتقديري إن المجالس الثقافية التي تنظمها بعض المؤسسسات الى حدٍ ما تُسلط الضوء على الكثير من الاسئلة التي يطرحها الواقع الثقافي رغم الظروف الامنية والاقتصادية الصعبة والبيئة الاجتماعية القلقة وسوء اهتمام الدولة بالمؤسسات الثقافية والجوانب الثقافية ومنظمات المجتمع المدني المختصة بالجانب الثقافي لكن اعتقد ان المجالس الثقافية هي جزء من النضال الاجتماعي المدني لتكريس العادات والتبادل الثقافي والدليل على ذلك الحضور المميز للجلسات الثثقافية ومناقشة الامور سواء أكانت دينية او سياسية او فنية او ادبية و ما الى ذلك " ، مؤكداً " ان ازمة الثقافة هي جزء مما يعانية البلد من الازمات."وشدد فواز قائلاً "كذلك نلاحظ تقصير واضح وصريح من قبل الجانب الاعلامي اليوم في تسليط الضوء على الواقع الثقافي بالعراق , اضافة الى التقصير الحكومي , لكي نُقيم اداء المجالس الثقافية بشكل حقيقي نحن بحاجة الى نظرة شمولية تكاملية ."من جانبٍ آخر ، بيّن الرسام فهمي القيسي رأيه قائلاً " إن الحذر والقلق الاجتماعي الذي يعيشه الواقع العراقي والمواطن العراقي اليوم يُعتبر السبب الاول والرئيسي بتراجع ملحوظ في إقامة جلسات و أُمسيات ثقافية , في السابق كُنا نلتزم بحضور اغلب الجلسات الثقافية رُغم بعد المسافة والتي قد تسبب لنا العناء إلا ان الطمأنينة هي من كانت تبث في داخلنا الرغبة بحضور مثل هذه الجلسات" مؤكداً "إن الطمأنينة هي السبب الاول لإبداع المثقف , اما البيئة الاجتماعية والامنية التي نعيشها اليوم فهي بيئة غير قادرة على ولادة مثقف عراقي مبدع , إنها ولّادة لأفكار وعقول مشوشة ."

كما أضاف القيسي "يجب أن لا ننسى ان الكثير من الجلسات الثقافية اليوم هي ليست سوى جلسات مدفوعة الثمن تصب في اهداف ومجالات بعيدة عن الواقع الثقافي بالأصل , إلا انها مظهرياً وشكلياً تبدو مهتمة بالثقافة والفنون ."

و استمر القيسي قائلا "هنالك العديد من البيوت الثقافية , وعدد كبير من الصحفيين والمثقفين وحتى المُتلقين بانتظار واقع حيّ آمن من أجل الحصول على نِتاج مميز. "وأضاف قاسم سبتي رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين ان " اية مدينة او مجتمع بدون أنشطة ثقافية يصبح مجتمعا معاقا او ميتا , لان الثقافة سلم لارتقاء الحضارة والحل الوحيد للازمة العراقية هي تفعيل الثقافة والفنون لان هنالك خطابات تجهيل وتخلف ديني وسياسي كبيرين ."

وبيّن سبتي قائلاً " الامسيات والمعارض والانشطة الثقافية في بغداد اليوم تتفوق على معظم من حولها من المدن , كما يمكن ملاحظة تفوق الثقافة العراقية من خلال اعجاب العديدين ممن هم خارج العراق بالمثقف والفنان العراقي من خلال ما يقدمهُ ومن خلال متابعتهم لهُ ."

و أكد " هنالك كارثة كبيرة وهي غياب الدعم الحكومي لمنظمات المجتمع المدني المختصة بالثقافة كما ان هنالك دعما واضحا للانشظة الدينية وهنالك حاجز بين الحكومة العراقية والجانب الثقافي , كذلك على وزارة الثقافة أن تقوم بواجبها الاخلاقي وتحاول إعانة المثقف العراقي في مراهنته على البقاء في الوطن , كي لا يرحل شأنه شأن من رحلوا , هنالك العديد من المثقفين الذين تعرضوا الى عزل بسبب الادوات الدينية والسياسية."مُلفتاً ان " الصحف تقوم بواجبها كما ان هنالك العديد من الصحف المهتمة بالادب والثقافة والعلوم وهنالك العديد من الصحف مهتمة بالرذائل الطائفية والسياسية , اليوم هنالك ثقافتان في العراق في حالة صراع احداهما تصنع وطن والاخرى تقتل وطن."

بدورهِ بيّن العازف والموسيقي كريم وصفي إن " بمجرد وجود توجه نفسي ومعنوي وفكري ولوجستي لوجود إنتاج ثقافي هذا بحد ذاته ابعد الجلسات الثقافية والامسيات عن مبدأ اسقاط الفرض و بدأ يدخل في مجال الانتاج , والعمل الناتج بدوره تعزيز مفاهيم الاواصر الفكرية الانسانية والثقافية ما يؤكد ان الشعب العراقي شعب حي ومعطاء لينظر العالم بأجمعه للعراق من زاوية ايجابية ."وأكد وصفي "هنالك قصور من قِبل المثقف العراقي , ولكن ليس السبب بأن المثقف يريد او لا يريد تقديم شيء , فبعض المثقفين ينتظرون من يعطيهم فرصة او يخطط لهم مسار العمل , ذلك ان المثقف العراقي يفتقر لثقافة تسويق نِتاجه او ثقافته."مُبيناً إن " التسويق الثقافي قضية جدية وهنالك تخصصات عمل مهمتها تسويق الثقافة , إلا إن المثقف العراقي محسور ضمن مفهوم عدم رغبته بالتسويق حيث يعتبر إن القضية ليست قضيته , او قد لا يمتلك الاسلوب او الطريقة التي من خلالها يتمكن من التسويق الى عمله علماً إنه أمر يحتاج الى علاقات عامة وعمل متواصل بشكل كبير. "و أشار وصفي قائلاً إن " الاعلام يسلط الضوء بشكل معقول على المجالس الثقافة , أما الخلل الرئيسي فهو لا يقع على عاتق الجانب الاعلامي فحسب بل يكمُن في مشكلة افتقارنا للنقد , حيث نفتقر اليوم للنقد العلمي والفني والادبي الواضح والموضوعي , لنُلاحظ إن النقد انحسر ضمن نظرية الانتقاص والمؤامرة والتهكمات ."

مؤكداً "لا يهم نوع الانتقاد الموجه سواء أكان ايجاباً او سلباً , المهم أن يكون نقدا علميا مدروسا فلا يوجد نُقاد يفهون النقد بشكل مدروس."

موضحاً إن " المُتلقي العراقي اليوم إنسان مُحب للثقافة ومتفاعل معها , وهذا ما أُلاحظه اليوم من خلال تفاعل جميع الفئات وخاصةً منهم الشباب حين أعزف في مسرح ما او حتى في الشارع من اجل تعزيز فكرة الفنون المتجولة أرى جميع الناس يتجمعون حولي رغبةً منهم وتقديراً لهذا الفن , وهذا ما لا نراه في أي مسؤول عراقي حيث وضع السياسيين حواجز كبيرة بينهم وبين الثقافة والمثقفين لا يرفعوها إلا في اوقات اقتراب الانتخابات من أجل استغلال المثقف للحصول على عدد كبير من الاصوات التي تؤهلهم للوصول الى غاياتهم. "

بدوره يذكر الفنان التشكيلي عقيل خريف " لسنا اليوم بصدد إن الجلسات الثقافية تفي بالغرض او لا تفي بالغرض في مثل هذا الوضع الذي يمر به العراق حاليا أي عمل يمس الثقافة واللاعنف هو عمل مفيد في الوقت الحالي , ولكن عندما يكون البلد في وضع استرخاء ممكن أن تُعرض هذه الجلسات للنقد ."

مؤكداً ان " التجمعات الثقافية تحتاج الى تهذيب , لكن بكشل عام هي جيدة لأنها تقف امام الموت المجاني اليومي , من جانبٍ اخر على المثقف او الساعي من أجل الثقافة أن يكون صادقاً بالطروحات التي يُقدمها بهذا المجال لتنال النجاح الذي ينتظره المثقف العراقي ." واضاف خريف "إن الحكومة مُقصرة بشكل كبير , لكنها غير معنية بهذا المجال , اليوم الدول المتقدمة أبعدت الثقافة تماماً عن الجانب السياسي او التدخلات الحكومية , إلا اننا يمكن أن نحرج الحكومة بأن المثقف العراقي باقي فوظيفتهم محاربة الارهاب بطريقتهم ووظيفة المثقف العراقي محاربة الارهاب فكرياً من خلال انتاجة الثقافي وتطوير نتاجاته ، لنقوم من خلال هذه الامسيات بإيصال رسالة إن العراق ليس بلداً للموت فمع كل خطوة موت هنالك خطوات امل وحب وفرح خطوات تبعث الحياة ."

وأشار قائلاً" إن الاعلام أصبح يبحث عن الجوانب المؤججة طائفياً وسياسياً , وهذا أمر زُرِع في اغلب الاعلاميين اليوم باللاوعي , بذلك نجد عدد قليل من الوسائل الاعلامية التي تُسلط الضوء بشكل واضح على الجانب الثقافي ."

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
اتفاق بين العراق وتركيا.. تخصيص عادل ومنصف للمياه العابرة للحدود
أردوغان يعلن نقطة تحول في العلاقات مع العراق ومباحثات واتفاقات تخص العماليين والمياه
العراق وتركيا وقطر والإمارات.. توقيع مذكرة تفاهم رباعية للتعاون بـ"طريق التنمية"
زيارته الأولى منذ 13 عاما.. ماذا يحمل إردوغان في جعبته للعراق؟
الفصائل تتمرد على الحكومة وعلى تفاهمات واشنطن: يدانا ليست مكبلة بالأوامر الرسمية !
يوم الأرض العالمي، 22 نيسان 2024
شقيقة الباحثة الإسرائيلية المختطفة بالعراق "تهاجم" السوداني في واشنطن
انتصار نقابي تاريخي لموظفي فولكسفاغن في الولايات المتحدة، ونقطة تحول تزيد من رهانات الانتخابات في ألاباما
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
رصد طائرات استمطار.. هل تسبب تلقيح السحب بفيضانات الإمارات؟
الأمم المتحدة: 19 ألف طفل يتيم بغزة بعد مقتل 6 آلاف أم
واشنطن وبغداد.. مواصلة البحث بشأن إنهاء مهمة قوات التحالف
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة