اختتم المؤتمر العلمي الأول لمناهضة التطرف، أمس الاثنين، أعماله بثمانية مقررات أبرزها تأييد خطوات الإصلاح وقيام الدولة المدنية، وأكد وسطية الموقف السني وتبرئته من الغلو التطرف و"الإرهاب ورفض كل من يغلو عقائديا"، فيما دعا إلى ردع من "يتعمد خلط الأوراق وإيقاع أهل السنة في مشكلة بين السلطة التنفيذية والمتصارعين من الجهات المسلحة".وقال البيان الختامي الذي تلاه أحد الشيوخ المشاركين في المؤتمر العلمي الأول لمناهضة الغلو والتطرف والارهاب عقب انتهاء أعمال المؤتمر الذي عقده ديوان الوقف السني في بغداد واستمر لمدة يومين وحضرته (المدى برس)، إن "المؤتمر خرج بثمانية مقررات منها التأكيد على أن الغلو والتطرف والإرهاب يتضاد من الرسالة الإسلامية ولا يعود بأي نفع للأمة لا في ما جرى قديماً ولا فيما يجري حديثاً".وأكد البيان، "وسطية الموقف السني وتبرئته من الغلو والتطرف والإرهاب ورفضهم لكل من يغلو عقائدياً ويسعى لهتك أعراض الناس وسلب أموالهم وقتل أبنائهم وتدمير مدنهم بأية صورة ومن أية جهة كانت"، داعياً إلى "توحيد المواقف والوقوف بحزم ضد من يسعى أو يفكر في سلوك هذا الطريق".وطالب البيان، "بإلغاء تقويم المجتمع العراقي على أسس مذهبية أو أثنية"، مؤكداً أن "المحاصصة الطائفية تتعارض من مبادئ الديمقراطية والدولة القانونية التي تقوم على قاعدة المواطنة المتساوية".ودعا البيان، السلطة التنفيذية إلى "ردع من يتعمد خلط الأوراق في الحالة الهائجة التي يعيشها العراق والتي أوقعت أهل السنة في مشكلة بين السلطة التنفيذية وبين من يتصارعون من الجهات المسلحة"، مشدداً على أن "أهل السنة باقون بغير إرادتهم ولا يتحملون أي مسؤولية دينية أو وطنية أو أخلاقية عن كل ما يدور في مناطقهم لكونهم لا حول لهم ولا قوة".

وحمّل البيان، "علماء المسلمين مسؤولية تثقيف المجتمع المسلم في عدم الولوج في فتاوى التكفير والطعن في سلف الأمة لتعارض ذلك مع النصوص الصريحة"، مبدياً تأييده "لخطوات الإصلاح التي تجري على ارض العراق إذا أخذت مجرى عملياً بملاحقة العابثين والمفسدين بمصير الوطن كونها جاءت في مدة حرجة".وناشد البيان، "الجهات المسؤولة في المناطق التي يتواجد فيها النازحون إلى الدفاع عنهم والتخفيف من الضغط وتبني مصالحهم وحاجاتهم بالقدر الممكن"، داعياً "منظمات الإغاثة للعمل على مساعدتهم ومحاولة إنعاشهم وتعجيل عودتهم إلى ديارهم من اجل استقرار الوطن وقيام الدولة المدنية التي تعنى بالمواطن والوطن والحقوق".

وأكد البيان، إن "الأمة تحتاج إلى تلك الفئة من العلماء الربانيين والمفكرين والمثقفين القادرين على امتلاك الرؤيا السديدة لكي يبذلوا جهدهم في عمل مخلص لتجنيب هذه الأمة منعطفاً قد لا يكون يسيراً، ولكي يسهموا في رفع شعار التعايش كأساس عادل لإزالة أسباب التوتر في عموم دول المنطقة".

وكان المؤتمر العلمي الأول لمناهضة التطرف قد بدأ أعماله، أمس الأحد، بمشاركة رئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم وعدد من العلماء.

يشار الى أن رئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم أكد، أمس الأحد، (30 اب 2015)، أن العراق يقف على مفترق الطريق، وهناك مدن "خربت وضربها الإرهاب"، فيما دعا إلى اتخاذ "موقف واضح وصريح ضد الإرهاب وعدم الاختباء وراء المفردات المترفة".فيما اكد الهميم في المؤتمر ذاته، على ضرورة صياغة هوية مشروع سني في سياق وطني "لاسترداد حقوق السنة"، وفيما أشار إلى أن آلاف النازحين ينتظرون العودة إلى مدنهم بكرامة، طالب بصياغة رؤية الحد الأدنى المشترك لمفهوم المصالحة الوطنية.

يذكر أن تنظيم (داعش) سيطر على مدينة الموصل في العاشر من حزيران 2014، وامتد لعدة محافظات قبل تحرير صلاح الدين وديالى وبعض مناطق محافظة الانبار، وقام التنظيم بالعديد من "الانتهاكات"، التي طالت الأقليات وأبناء المحافظة، والمواقع الدينية والأثرية والتأريخية فيها، وهو ما عدته جهات عدة داخل العراق وخارجه، جرائم إبادة جماعية وضد الإنسانية.مؤتمر مناهضة التطرف يخرج بثمانية مقررات أبرزها تأييد الإصلاحات وقيام الدولة المدنية