في جو يسوده  روح الوطنية والتضحية جو مليء بالعطاء من اجل عراق افضل، من اجل انهاء الفساد والمحاصصة والطائفية.  بدأ المهرجان الفني الثقافي الداعم لتظاهرات الشعب العراقي في ساحات التظاهر في العراق، يوم الاحد المصادف 30-08-2015 والمنعقد في مدينة لايدن الهولندية  بمبادرة من تنسيقية  التيار الديمقراطي العراقي في هولندا وجمعية عشتار في هولندا، حيث رحب الأستاذ سعد عزيز دحام عضو لجنة تنسيقية التيار الديقراطي  في هولندا بالحضور والمشاركين في هذا المهرجان من مثقفين وفنانين وشخصيات عراقية والجالية العراقية ورحب بصورة خاصة بضيف المهرجان  نائب رئيس المجلس العراقي للسلم والتضامن الدكتور حسان عاكف وكذلك بالاكاديمي والباحث الدكتور ذياب فهد الطائي، وطلب من الجميع الوقوف لانشاد النشيد الوطني العراقي. وبعد ذلك ألقيت كلمة اللجنة المنظمة للمهرجان قدمها المهندس الاستشاري نهاد القاضي المنسق العام لتنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في هولندا حيث رحب هو الآخر بالحضور من الجالية العراقية من الوطنيون والديمقراطيون واكد في كلمته  أن تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي تدعم بكل جهدها  التظاهرات الشعبية في كافة محافظات العراق وفي ساحة التحرير / بغداد ، مؤكدا في كلمته على ضرورة استمرار التظاهرات إلى حين تنفيذ الاصلاحات التي اقرت من قبل رئاسة الوزراء، واكد ايضا على ضرورة  محاسبة المفسدين، والعمل على تحقيق الدولة المدنية، ونزاهة القضاء، ونبه على ضرورة حماية ارواح المتظاهرين من البلطجة ومن المدسوسين  لتجيير التظاهرات او افسادها، كما شكر الحضور على المساهمة  المستمرة في التظاهرات هنا في هولندا وفي هذا المهرجان الداعم لثورة الكهرباء والمدافعة عن حال الفقراء.

تلت ذلك ندوة حول التظاهرات والحراك الشعبي في الوطن وقد ادار الندوة الدكتور احمد ربيعة، حيث رحب بالضيف المحاضر الدكتور حسان عاكف نائب رئيس المجلس العراقي للسلم والتضامن والقادم من صفوف التظاهرات والوقفات في ساحة التحرير، الذي قدم صورة جلية عن انطلاقة التظاهرات واتساعها وشمولها لمحافظات الوسط والجنوب، مشيرا الى الاسباب التي ادت الى تفجر التظاهرات في مقدمتها نظام المحاصصة الطائفي-الاثني وصراع المتنفذين على السلطة ومغانمها، وما قاد اليه ذلك من وصول عناصر غير كفوءة  الى مراكز القرار وشيوع الفساد في جسد الدولة، وعدم نهوض المؤسسات الحكومية بمهامها في تقديم الخدمات الاساسية للشعب. وساهم احتلال داعش للموصل والازمة المالية التي تعيشها البلاد في تعميق معاناة المواطنين وسخطهم. ودفع كل ذلك الجماهير للنزول إلى الشوارع مطالبة بالاصلاح والتغير وانهاء الفساد وكشف الفاسدين وتوفير الخدمات الاساسية وايقاف الهدر في اموال الدولة وتقليص رواتب ومخصصات ذوي الدرجات الخاصة. واكد الدكتور عاكف على أن الحراك قد يكون مفاجئا لكنه لم يكن عفويا وانما جاء نتيجة للتراكمات من المواقف المؤثرة في الحياة الاجتماعية لعموم الشعب وتتويجا لسلسلة من الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصمات التي سبقته. كان مفاجئا بحجمه وسعته وحجم المطالب التي طرحها، حيث شملت التظاهرات احد عشر محافظة، وتميزت بمشاركة كبيرة للشباب ونسبة لا بأس بها من مشاركة النساء. وتميزت ايضا بمشاركة كافة الوان الطيف العراقي ومكوناته . ومن اهم اهداف التظاهرات ومطالبها كانت انهاء المحاصصة و ضرب شبكات الفساد واستعادة اموال الشعب المسروقة وتوفير الخدمات ودعم القوات المسلحة بكافة تشكيلاتها في حربها الوطنية ضد عصابات داعش، الى جانب دعم مشاريع الاصلاح المطروحة ومواصلة المطالبة بتنفيذها. واوضح أن ما يجري هو اختراق جدران الطائفية والمذهبية والهيمنة الدينية، وهذا يعني زعزعة النظام الطائفي ورد الاعتبار للرابطة الوطنية العراقية على حساب الهويات الفرعية. و توقع الدكتور حسان أن العراق ما قبل 31 تموز ٢٠١٥ سيكون مختلفا عن عراق ما قبل هذا التاريخ، وسوف يسير بالاتجاه الايجابي، ولمصلحة المواطن العراقي اذا استمر زخم التظاهرات والمطالبات الجماهيرية. واكد على الموقف الايجابي للقوات الامنية والعسكرية ودورها في حماية التظاهرات والمتظاهرين. واضاف الدكتور عاكف أن جمهور التظاهرات مختلف ولكن المدنيين كانوا ذوو مشاركة واضحة وكبيرة ويشكلون الجزء المهم منها، إلى حد التظاهرة الاخيرة في 28-08- 2015 ، ردد المتظاهرون خبز وحرية دولة مدنية ... وخبز وحرية عدالة اجتماعية، وهتافات واهازيج كثيرة تصب في ذات المواقف ومشاكل الوطن. وحرص المتظاهرون عموما على أن لا تجر التظاهرات إلى طريق المزايدات الشخصية او الحزبية، و رأى من الضروري أن تكون الهتافات موزونة الطلب وغير مبالغ بها على الاقل في هذه المرحلة من التظاهرات، وقال ايضا ضرورة تنظيم التظاهرات والتنسيق بين المجموعات كي لا تخفق،.واشار عاكف انه يمكن القول ان التيار الديمقراطي هو في مقدمة الاطراف التي تنسق بين ركائزها وصلاتها في المحافظات وله اساليب تنظيمية جيدة لادامة الحراك الشعبي، ولكنه يحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل والتنسيق لكي يكلل مطاليبه بالنجاح. واشاد الدكتور حسان عاكف باصلاحات السيد رئيس الوزراء ، التي جاءت استجابة للحراك الجماهيري ولدعوة المرجعية ، واكد ان المطلوب الان مواصلة الضغط لتحديد آليات ووسائل لتنفيذ هذه الاصلاحات، وقال هناك ترحيب عام بهذه الاصلاحات سواء في الداخل او في الخارج بضمنها عدد من الدول الاوربية واميركا والجامعة العربية، و وجد أن التراجع عن الاصلاحات والتظاهرات الان هو اجهاض للحراك الشعبي ويجب الاسراع في وضع الآليات والبرامج المتكاملة والمدروسة لهذا الحراك الشعبي حيث أن قرار الاصلاحات قد نسف التوافقات في الحكومة. و وجد من الضروري جدا من الان فصاعدا أن يكون للجماهير الشعبية دور هام في الترتيبات الجديدة لتنفيذ برامج الاصلاح وتحديد آلياته وفي مختلف الهيئات التي تحتاجها هذه العملية. وبعد أن انتهى الدكتور حسان عاكف عن محاضرته القيمة شكره الدكتور احمد ربيعة مدير الجلسة وتوجه بالترحيب لضيفه الثاني الباحث الاكاديمي الدكتور ذياب فهد الطائي وكانت محاضرته بعنوان الدولة المدنية حيث بدأ قوله طرح شعار الدولة المدنية خلال الشهرين الماضيين وبصورة واضحة من قبل الجماهير، ترى ما هي الدولة المدنية ؟ وهل هو متفق عليه بين الجميع ؟ مؤكدا قوله انه سوف لن يدخل في نشأة الدولة المدنية والغاية منها فانه موضوع فلسفي حيث مفهوم الدولة طرح منذ القرن السابع عشر والثامن عشر وفي ثلاث نظريات مختلفة حيث كان في حينها الملك له الحق في كل الامور ولكن في القرن السابع عشر اصبحت الكنيسة هي الآمر والناهي، ثم جاء القديس بولص فغير من موقف الكنيسة وذلك لوجود معارضة من السلطة السياسية وكان هناك نظرية الحق الطبيعي وطرح ذلك الكثير من الفلاسفة ومنهم توماس هوبز اما الشخص الثالث الذي جسد الفكرة هو جان جاك روسو وهي نظرية المقولة المقتربة، حيث قال روسو أن الدين لا يمكن القفز عليه ويجب تحويله من دين قدسي إلى دين مدني فتكون الدولة هي كيان يعتمد بالدرجة الاولى على المواطنة ويجب أن يكون الجميع فيه متساويين في الحقوق والواجبات ومن اهم اسس الدولة المدنية هو العلمانية وذلك يعني ابعاد مؤسسات الدين عن الدولة والعلمانية تستند على الحرية وبدونها تكون دكتاتورية الدول المدنية ، في الدولة المدنية يجب الاعتراف بالاخر وليس التسامح مع الاخر  حيث من الواضح أن الفكر الديني وسلطته تعتمد على أن مشيئة الله  في حين الدولة المدنية  تستند على الخيار والانتخاب.  و وضح أن الدولة المدنية ضرورية للعراق لان كل الحكومات التي قادت العراق قد فشلت بالنهوض بالدولة كوطن حيث تجاوزوا على الصيغة الوطنية وازدياد المحاصصة مما ادى إلى تراجع الاقتصاد والزراعة والتعليم والخدمات و وجد أن اهم نقطة في الدولة المدنية أن يحكمها القانون، شكر الدكتور احد ربيعة الدكتور ذياب فهد الطائي على هذا الشرح الواضح  لمفهوم الدولة المدنية و فتح مدير الجلسة  باب المناقشة والمداخلات والاسئلة وتجاوب الحضور بدورهم  وطرحوا وجهات النظر واستفسروا من المحاضرين  باسئلة مختلفة ومداخلات في صلب الموضوع.  واخير شكر الدكتور احمد ربيعة ضيفيه و قدمت اللجنة المنظمة للمهرجان باقتي ورد للمحاضرين وشكرت جهودهم و ما طرحوه من مواد مفيدة . بعدها كان هناك استراحة لتناول الشاي والقهوة وبعضا من المعجنات وعاد الأستاذ سعد عزيز  ليقدم الاستاذة زهور بابل  لتقديم قصيدة عن العراق وابدعت الاستاذة زهور في قصيدتها التي صفق لها الحضور كثيرا ثم بدا الجو الفني للمهرجان حيث قدم الأستاذ الفنان العراقي رئيس اتحاد الموسيقيين العراقيين- فرع بابل الأستاذ سعد العواد معزوفات عراقية واغاني جميلة من الوطن على آلة العود وقد اطرب العود وعازفه الحضور وصار الجميع يغني معا. ثم تلى ذلك عزف واغاني عراقية ومنلوجات جديدة تحاكي الحراك الشعبي قدمها عازف الطبلة العراقي المعروف المغترب الأستاذ ستار الساعدي مع رقصات ودبكات  فولكلورية من ارض العراق شدت الجمهور لها واستمع الجمهور الى مقاطع  اغاني كوكب الشرق السيدة ام كلثوم وانتهى المهرجان بقصيدة من الشعر الشعبي للاستاذ سعد عزيز دحام صفق لها الجمهور واخيرا شكرت اللجنة المنظمة للمهرجان الحضور جميعا واعلنوا على استمرارية التظاهرات في السبت القادم