يتنقل ما تبقى من مسلحي داعش في بيجي عبر انفاق سرية تحت المنازل، محاولا مباغتة قوات الحشد والجيش بهجمات مفاجئة في بعض احيائها.

ووصلت القوات المشتركة، خلال الاسبوع الحالي، الى مسافة قريبة من مناطق الشرقاط والحويجة، الواقعتان شمال وغرب قضاء بيجي. وينتظر ان يتم اكمال تطهير بيجي، تمهيدا للانطلاق شمال المدينة اذ بدأ التحشيد بشكل فعلي.

واثمر تنسيق نادر بين فصائل الحشد الشعبي والقوات المشتركة عن تحرير مدينة بيجي بوقت قياسي. وخاض نحو 30 الف مقاتل بينهم 5 آلاف من مقاتلي عشائر صلاح الدين معارك ضد "داعش" في المدينة المهشورة بمصفاة النفط واستطاع تحرير اغلب المناطق وتأمين المنشأة النفطية وقتل عدد كبير من المسلحين.

واعلن رئيس الحكومة حيدر العبادي، الاسبوع الماضي، إنطلاق المرحلة الثانية لعمليات تحرير كامل محافظة صلاح الدين بما فيها مصفى بيجي.

وكانت فصائل بارزة في الحشد الشعبي ذكرت، قبل انطلاق معارك بيجي، انها تستعد لشن "هجوم كبير" على بيجي، في الوقت الذي اضطر فيه الحشد الى الانسحاب من معركة الرمادي بعد توسع الدور الاميركي في العمليات، بحسب قياديين في منظمة بدر.

ويتمتع الحشد الشعبي بعلاقة متميزة مع مسؤولين وزعماء عشائر في صلاح الدين بعد عمليات ناجحة في تحرير مناطق شرق وجنوب تكريت.

وفي الآونة الاخيرة، بدأت كفة داعش بالرجحان على القوات الحكومية ومقاتلي الحشد الشعبي بعد تقدمهم للسيطرة على مناطق تم تحريرها في نيسان الماضي.

وعمم تنظيم داعش، بحسب شهود عيان في مدينة الموصل، قرارا بإعدام كل من يتحدث عن تحرير بيجي في صلاح الدين.

أنفاق سرية في بيجي

وحول التطورات الميدانية بعد اسبوع من المعارك، يقول نيازي اوغلو، النائب عن محافظة صلاح الدين، ان "القوات المشتركة عبرت قرى الزوية والمسحك واصبحت قريبة من بلدة الحويجة بمسافة 26 كم"، مشيرا الى "اقتراب القوات من الشرقاط بمسافة 54 كم".

واضاف اوغلو لـ(المدى)، ان "القوات كشفت عن وجود انفاق سرية تحت المنازل تنقل من خلالها ما تبقى من داعش واستطاع بعض عناصره من مهاجمة القوات العراقية".

ويتابع عضو لجنة الامن النيابية بالقول "لم يتمكن بعض عناصر داعش من الفرار عند بدء الهجوم على المدينة، وتمت محاصرتهم في المنازل وبعض الاحياء"، متوقعا ان "تكون تلك المجاميع عبارة عن انتحاريين ومستعدين لتفجير انفسهم".

ويؤكد النائب عن صلاح الدين ان "الطوق محكم حول بيجي ولن يتمكنوا من الهروب"، لافتا الى "اخلاء عدد من العوائل في قرى شمال بيجي رغم ان المناطق الزراعية الكثيفة مازالت مليئة بالعبوات".

واعلنت قيادة شرطة صلاح الدين، الثلاثاء، وصول 300 أسرة من المناطق من قرى المسحك والسلمان شمالي بيجي والتي يسيطر عليها داعش، وتم استقبالهم في جبل مكحول. في وقت قامت الحكومة المحلية بتقديم المساعدات الاغاثية حيث تم تخصيص 1000 سلة غذائية ومواد منزلية.

بين مكحول ودجلة

وفي السياق ذاته، يقول خزعل حماد، عضو مجلس محافظة صلاح الدين، ان "القوات لم تدخل لحد الان القرى المحصورة بين جبل مكحول ونهر دجلة"، مبينا ان "القوات المشتركة تقف على مشارف تلك المناطق وتعتقد بانها تضم عددا كبيرا من العبوات والمتفجرات".

واشار حماد، في حديث لـ(المدى)، الى "وجود عناصر من داعش في مناطق شرق بيجي عند منطقة البو جواري"، لكنه اكد ان "القوات المشتركة تتحرك للقضاء على هذه المجاميع بشكل كامل".

وذكر المسؤول المحلي، وهو من اهالي بيجي، بان "داعش شعر بضغط كبير حين وجد حجم الهجوم ما ادى الى فرار معظم عناصره من بيجي"، لافتا الى ان "الكثير من المسلحين قتلوا اثناء الهروب". وعاد داعش، في نهاية العام الماضي، للسيطرة من جديد على بيجي بعد فترة قصيرة من اعلان القوات العراقية والحشد الشعبي لتحرير اغلب احياء المدينة من سيطرة التنظيم.

وانتشر في كانون الاول 2014 مسلحون بملامح آسوية في مناطق بيجي، وقاموا باحراق 52 منزلا لعناصر شرطة كانوا قد قاتلوا مع القوات التي جاءت لتحرير بيجي.

في غضون ذلك يرجح ونس الجبارة، احد ابرز قادة مقاتلي العشائر في صلاح الدين، الانتهاء من تمشيط احياء بيجي خلال اليومين المقبلين.

ويقول الجبارة، في اتصال مع (المدى)، ان "بيجي طوقت بالكامل ووضع ساتر ترابي كبير عزل المدينة عن جهة الجزيرة والموصل"، مشيرا الى "وجود مجموعة من الانتحاريين يتخفون في احياء بيجي".

واكد القائد العشائري ان "اطراف بيجي الشمالية والغربية مازالت بحاجة الى عمليات تمشيط لوجود بعض الجيوب والعلوات"، لافتا الى ان "المسلحين الذين قتلوا كانوا بمجاميع صغيرة لاتزيد عن الـ20 شخصا في اغلب احياء بيجي بعد ان هرب اكثر عناصر التنظيم".