شهدت تظاهرة اليوم الجمعة 6/11/2015 جملة من الأحداث التي رأينا أن من واجبنا طرحها أمام المواطنين ووسائل الإعلام وبيان موقفنا منها.
كنا أعلنّا منذ أيام عدة، بأن تظاهرتنا ستبدأ في ساحة التحرير ببغداد، ومنها سننطلق إلى بوابة المنطقة الخضراء عند الجسر المعلق في الكرادة، ونشرنا خارطة تبين خطّ سيرنا، بعد أن اتصلنا بالقوات الأمنية وبمكتب القائد العامّ وعمليات بغداد وأحطناهم علماً بذلك كله.
وبالفعل ابتدأت تظاهرة اليوم في ساحة التحرير في تمام الساعة الثالثة عصراً، وبعد أن تجمع المتظاهرون انطلقوا في مسيرة راجلة عازمين على بلوغ بوابة المنطقة الخضراء ، لكننا فوجئنا بحجم القوات الأمنية التي انتشرت في شارع السعدون من ساحة النصر إلى ساحة الفردوس، كما فوجئنا بعزم هذه القوات على غلق الطريق في وجوه المتظاهرين بأية وسيلة ممكنة، حيث انتشرت على الجانبين السيارات الحوضية المجهزة بخراطيم المياه، وأخبرنا بعض الضباط الكبار هناك بأن كل أفراد هذه القوة مجهزون بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وما أن اجتزنا ساحة النصر حتى وقفت هذه القوة على هيئة صفوف في وجه المتظاهرين العزّل، وحين رأوا عزم المتظاهرين على المضيّ في مسيرتهم رفع أحد أفراد الشرطة بندقيته وأطلق النار فوق رؤوس المتظاهرين، ولولا الشعور العالي بالمسؤولية لدى المتظاهرين وإصرارهم على انتهاج السلمية وعدم الانقياد لاستفزازات القوة الأمنية لحدث ما لا تحمد عقباه.
بعد ذلك أتى ضباط كبار من عمليات بغداد وتحدثوا مع بعض المتظاهرين، وقد وعدوا بفتح الطريق أمامنا ما أن يتم تأمين الشوارع الفرعية، لكنّنا انتظرنا مطولاً لنعرف بعد حين ان هذه الوعود لم تكن سوى محاولة لكسب الوقت ونشر قوات إضافية.
فلم يكن أمام المتظاهرين سوى تغليب لغة العقل وتفويت الفرصة على من يريد إفشال التظاهرة من خلال استدراجنا الى صدام غير متكافئ ولا مسؤول بين الطرفين، حيث أجمع المتظاهرون على البقاء في مكانهم قريباً من ساحة الفردوس وإكمال تظاهرتهم هناك.
وبناء على ما جرى من أحداث في تظاهرة اليوم نؤشر ما يلي:
ـ نكبر روح المسؤولية لدى المتظاهرين وتغليبهم الخيار السلمي رغم استفزازات القوات الأمنية التي وصلت إلى حدّ إطلاق النار عليهم.
ـ اتضح لنا ان قيادة عمليات بغداد أصدرت أمراً بإعاقة سير التظاهرة وحجز المتظاهرين بذريعة عدم تأمين الطريق، وهي ذريعة واهية إذ اننا أبلغنا القوات الأمنية بخط سيرنا في وقت مبكر.
ـ نحمّل القائد العام للقوات المسلحة مسؤولية الخرق الذي قامت به قيادة عمليات بغداد. ونطالبه بالاعتذار علناً أمام الجمهور عن هذا الخرق.
ـ نطالب القائد العام للقوات المسلحة وقيادة عمليات بغداد بمحاسبة العنصر الأمني الذي أطلق النار على المتظاهرين ليكون عبرة لكل من يحاول مستقبلاً ترويع المتظاهرين السلميين العزّل.
ـ نؤكد استمرار تظاهراتنا بكل الطرق السلمية المتاحة .
-اننا نؤمن ان معركة الحرية واسترداد الحقوق ليست نزهة او انفعالا عابرا، او يمكن إنجازها بأسبوع او ايام، فهي معركة طويلة تعتمد الصبر والحنكة لكي تؤتي ثمارها.
ـ نؤكد استمرار تظاهراتنا بكل الطرق السلمية المتاحة ونعلن ان تظاهرتنا المقبلة ستكون يوم الجمعة المقبل أمام بوابة المنطقة الخضراء عند الجسر المعلق من جهة جسر الطابقين.
#مستمرون
#جاييكم_للخضراء